أكد المحلل السياسي المصري المتخصص في الشؤون الليبية عبد الستار حتيته أن القمة الثلاثية التي استضافتها تونس الأيام الماضية والتي ضمت وزراء خارجية ليبيا نجلاء المنقوش وتونس عثمان الجراندي والجزائر رمطان لعمامرة كانت محاولة جزائرية بالأساس لكسب بعض الأوراق السياسية إقليميا مبينا في مقابلة مع بوابة إفريقيا الإخبارية أن الجزائر تسعى للقول للعالم أنه لا حل في ليبيا إلا بعد التشاور معها.
إلى نص الحوار:
برأيك هل توقيت القمة الثلاثية الليبية التونسية الجزائرية له دلالات معينة؟
يبدو أن الهدف من هذه القمة هو محاولة للتوافق على مسار غير واضح.. لكنه مسار مغاير لما تقوم به مصر. أي أن القمة الثلاثية الليبية التونسية الجزائرية، ترمي إلى تعضيد موقف رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة على حساب رئيس الحكومة الليبية فتحي باشاغا.
ما رأيك في مخرجات القمة؟
كما قلت، الهدف على ما يظهر هو محاولة جزائرية بالأساس لكسب بعض الأوراق السياسية إقليميا. هناك، كما هو معروف، خلاف بين الجزائر والمغرب. لقد حصلت المغرب، أخيراً، على مكاسب كبيرة في ملف الصحراء الغربية، بتعاونها مع إسرائيل وأمريكا وتقاربها مع مصر، وهذا يغيظ الجزائر. وحيث أن المغرب، حالياً، هي الأقرب لمصر في الملف الليبي، فإن الجزائر تسعى للقول للعالم أنه لا حل في ليبيا إلا بعد التشاور معها هي. أما تونس فأعتقد أنها مجرد دولة مضيفة وجدت نفسها في خضم صراع، بينما هي، أي تونس، مشغولة بمشاكلها الداخلية.
البعض يقول إن البيان الختامي للقمة لم يأت بجديد حيث أن المصالحة والانتخابات وحوار القاهرة نقاط يتم التأكيد على أهميتها في مختلف المحافل الدولية؟
نعم. يمكن القول أن القمة الثلاثة كانت قمة شكلية وأن المستفيد منها هو الجزائر، لا تونس ولا ليبيا.
برأيك ما آفاق التعاون الممكنة بين دول المنطقة وتحديدا (ليبيا والجزائر وتونس)؟
في الوقت الراهن يصعب القول كيف يمكن أن يكون هناك تعاون بين هذه الدول. وأنا أظن أن من مصلحة تونس ومن مصلحة الجزائر عدم وجود سلطة موحدة ومستقرة في ليبيا، لأن هذا يعني فتح ملفات شائكة مع تونس والجزائر، خاصة في مجال الحدود، والثروات النفطية والصراع حولها وهو أمر كان موجوداً منذ زمن الزعيم الراحل معمر القذافي، ولم يتم حسمه.
برأيك كيف أثرت الأوضاع العالمية على الأوضاع الداخلية لدول المنطقة بشكل عام؟
الحرب الروسية الأوكرانية لها تأثير كبير على الملف الليبي. والولايات المتحدة ومعها بريطانيا ودول أوروبية، تريد الاستحواذ على النفط والغاز في ليبيا حتى تتمكن من تغطية العجز في الطاقة، بعد فرض عقوبات على روسيا. لهذا يمكن ملاحظة تنامي الدور الأمريكي والبريطاني، وقيامهما، مع بلدان أوروبية، باتخاذ إجراءات في ليبيا يمكن أن نرى نتائجها في الأسابيع المقبلة، ما يؤثر على الوضع السياسي والأمني في عموم ليبيا.
لو انتقلنا للحديث عن الأوضاع في ليبيا.. إلى أي مدى تتوقع نجاح اجتماعات القاهرة في الوصول لتوافق بشأن القاعدة الدستورية؟
لا أعتقد أنه يوجد مستقبل للتوافق حول القاعدة الدستورية. هناك فرق كبير بين توجهات مجلس النواب ومجلس الدولة. وهذان هما طرفا المباحثات. للأسف ما زالت الهوة كبيرة بينهما.
العاصمة طرابلس شهدت اشتباكات في منطقة آهلة بالسكان.. فهل يمكن القول إننا عدنا لمربع الصراع الأول؟
إن كان المقصود هو العودة للاقتتال بين الميليشيات والجيش الوطني الليبي كما جرى في 2019 و2020، فإنه، بالطبع، يصعب قول ذلك بالنظر إلى طبيعة الاشتباكات الأخيرة في العاصمة. فهي في رأيي كانت محاولة لتصفية الحسابات بين ميليشيا النواصي، المحسوبة على فتحي باشاغا، وميليشيا دعم الاستقرار المحسوبة على الدبيبة. والجديد هو أن هذا الصراع، بين ميليشيات محسوبة على طرابلس، أصبحت تديره في الوقت الراهن قيادات من مصراتة، كباشاغا والدبيبة. ومعلوم أن الصدام حدث بينهما قبل بضعة أسابيع حين استضافت ميليشيا النواصي السيد باشاغا لبعض الوقت في العاصمة، قبل أن تقوم ميليشيا دعم الاستقرار بإخراجه خارج طرابلس.