أكد الكاتب والصحفي المصري المختص في الشأن الليبي عبد الستار حتيتة أن تركيا تتخوف من وصول الليبيين إلى دولة موحدة ذات حكومة واحدة لأن هذا سيجعلها تخسر كثيرا مضيفا في مقابلة مع بوابة إفريقيا الإخبارية أن تركيا جاءت إلى ليبيا لكي تبقى وليس لكي تدخل في توازنات يستفيد منها الليبيون.
إلى نص الحوار:
كيف تابعت الموقف التركي من اتفاق اللجنة العسكرية 5+5 في جنيف؟
يبدو أن تركيا تتخوف من وصول الليبيين إلى دولة موحدة ذات حكومة واحدة فإذا تحقق هذا الأمر، بعد الاجتماعات المكثفة على الصعيدين السياسي والعسكري، فإن تركيا سوف تخسر كثيرا.
برأيك لماذا تحفظت تركيا على الاتفاق الليبي؟
يمكن فهم الموقف التركي المتحفظ على نتيجة اتفاق وقف إطلاق النار فتركيا جاءت إلى ليبيا لكي تبقى وليس لكي تدخل في توازنات يستفيد منها الليبيون فهي تستحوذ الآن على ثلاثة مواقع عسكرية مهمة في الوطية وطرابلس ومصراتة، بالإضافة إلى قيامها الآن بتأسيس موقع رابع في ميناء الخُمس البحري المهم، الواقع بين مصراتة وطرابلس لهذا هي منزعجة من محاولات الليبيين حل مشاكلهم وبناء دولتهم ذات السيادة.
برأيك هل يؤثر الاتفاق على المصالح التركية في ليبيا؟
هذا مؤكد. لكن يمكن القول إن الاتفاق يهدد مصالح النظام التركي الأردوغاني في ليبيا. فسياسة أردوغان هي المرفوضة. لكن أعتقد أن الشعب الليبي منفتح على كل الشعوب، ولا مشكلة لديه مع الشعب التركي أو الدولة التركية. المشكلة في رأيي تقتصر على سياسات أردوغان التي تدور في فلك الجماعات الإرهابية ومنها جماعة الإخوان، بمساعدة قطر كما هو معلوم حيث أن لديهم أطماعا في النفط والغاز والموقع الاستراتيجي على البحر المتوسط فهم ينهبون ثروات الليبيين لهذا لا يريدون أي حكومة ليبية وطنية وموحدة.
هل تتوقع أن تسعى تركيا لعرقلة تنفيذ الاتفاق؟
هي بدأت بالفعل في محاولة لإجهاض التوافق الليبي ومن ذلك تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نفسه وتقليله من شأن اتفاق جنيف بين العسكريين الليبيين، بالإضافة إلى أن اللغة التي تستخدمها المنظومة الأردوغانية ووسائل الإعلام المرتبطة بها ما زالت عدائية، بل أصبحت عدائية أكثر من السابق، وتعمل على تهييج الرأي العام الليبي والتحريض والشتائم ضد الخصوم في ليبيا وهذا أمر لا يشجع على بناء الثقة، كما أنه مرفوض أصلا بحسب نصوص بنود الاتفاق بين العسكريين الليبيين في جنيف.
برأيك ما مصير الاتفاقات التركية في حال نجاح التوافق الليبي؟
هذا مرهون بظروف التوافق الليبي نفسها. هل سيكون الصوت الأعلى للوطنيين الليبيين، أم لأنصار تركيا. طبعا في حال هيمنة أنصار الدولة الوطنية في ليبيا، فإن فك الارتباط مع النظام الأردوغاني هو الأقرب والعكس صحيح. ومع ذلك لا أعتقد أن الأمر يمكن أن يتم النظر إليه باعتبار أن نظام أردوغان دائم في حال تغيرت الأوضاع في تركيا، فأعتقد أن العلاقات التجارية والتعاون الاقتصادي وتسوية ملفات الشركات التركية التي كانت تعمل في السابق (أي قبل 2011) وغيرها من تفاصيل، سوف يتم حلها، بما فيها مذكرة التفاهم الموقعة في نوفمبر الماضي بين السراج وأردوغان.
ما السبيل لتقليل التوغل التركي في ليبيا
يتطلب تحجيم الدور التركي في ليبيا صحوة ليبية وإدراك لخطورة التدخل التركي الأردوغاني المرتبط بأطماعه في بناء إمبراطورية عثمانية، والمرتبط بالجماعات الإرهابية التي يعتمد عليها كما أن هذا الأمر يحتاج إلى صحوة عربية، ونزاهة دولية، لمساعدة الأخوة الليبيين على استعادة دولتهم.
ما السيناريوهات المتوقع برأيك بعد توقيع الاتفاق؟
أعتقد أن العسكريين والسياسيين الليبيين سوف يكون أمامهم طريق طويلة للوصول إلى حلول نهائية، لكن مجرد الاستمرار في اللقاءات وفتح الملفات والحوار حولها، من الأمور الطيبة، إلا أنه، كما هو معلوم، حسن النوايا لا يكفي. ربما سنشهد في المرحلة المقبلة اختبارا حقيقيا لحسن النوايا هذا على الصعيد المحلي في ليبيا وكذلك على الصعيدين الإقليمي والدولي.