أكد المحلل السياسي المصري المتخصص في الشأن الليبي عبد الستار حتيته أن ليبيا تأتي على رأس دول المغرب العربي المعرضة لخطر الإرهاب، تليها تونس مضيفا في مقابلة مع بوابة إفريقيا الإخبارية بسبب هشاشة الدولة الليبية واحتمالية أن تلجأ جماعة الإخوان للتحالف مع القاعدة وداعش للدفاع عن وجودها ي تونس.
إلى نص الحوار:
ما أهمية منطقة المغرب العربي للتنظيمات الارهابية وعلى رأسها داعش؟
من العمليات التي قامت بها تنظيمات كالقاعدة وداعش خلال السنوات الماضية، انطلاقا من دول المغرب العربي، يمكن فهم أهمية هذه الدول للتنظيمات الإرهابية، منها الأهمية المالية، فلدى هذه التنظيمات نهم للأموال الليبية، مثلاً. ومنها الموقع الملائم، من صحراء شاسعة وواحات متناثرة، مثل جنوب الجزائر وجنوب ليبيا. بالإضافة إلى قرب هذه الدول من مصالح الدول الغربية خاصة في وسط القارة الأفريقية.
كيف تقيم واقع الإرهاب في دول المغرب العربي؟
التنظيمات الإرهابية عادة تستغل الخلافات الموجودة بين تلك الدول للعمل والحركة عبر الحدود الضعيفة. لهذا كان من السهل على قيادات إرهابية مثل الجزائري مختار بلمختار، والتونسي أبو عياض، والمصري عشماوي (أعدم في مصر)، استغلال الحدود الصحراوية الشاسعة للتنقل بين بلادهم وليبيا، على سبيل المثال.
ما أكثر دول المغرب العربي المعرضة لخطر الإرهاب ولماذا؟
أعتقد أن ليبيا تأتي على رأس دول المغرب العربي المعرضة لخطر الإرهاب، تليها تونس. بالنسبة لليبيا يكمن السبب في هشاشة الدولة وعدم وجود توافق سياسي، وبالنسبة لتونس، قد تلجأ جماعة الإخوان إلى التحالف مع القاعدة وداعش للدفاع عن وجودها أمام الإجراءات التي يقوم بها رئيس الدولة قيس سعيد. وعلى كل حال يعد صراع السلطات مع جماعة الإخوان في أي بلد مؤشر على انتشار الإرهاب فيها.
ما النجاحات التي حققتها دول المغرب العربي في ملف مكافحة الإرهاب وفيما أخفقت؟
لبعض الوقت كان هناك تعاون بين تونس وليبيا وتونس والجزائر، لمكافحة الإرهاب، إلا أن الملاحظ عموما أن مثل هذا التعاون بين دول المغرب العربي ليس دائماً، بالإضافة إلى أنه ليس نابعاً من الجهات المحلة. المقصود أن معظم جهود مكافحة الإرهاب ترتبط بتوجهات إقليمية ودولية، مثل تواجد القوات الأمريكية العاملة في أفريقيا (أفريكوم)، ومثل جهود منظمة الاتحاد الأفريقي لمكافحة الإرهاب. لهذا يمكنك القول أن النجاح والإخفاق يتعلق بتوجهات من خارج منظومة دول المغرب العربي في معظم الأحيان.
كيف أدت الخلافات بين دول المغرب العربي إلى ضعف التنسيق الأمني بينها؟
لديك مثال نابع من أحدث خلافات بين دول المغرب العربي، وهو الخلاف الجزائري المغربي. أعتقد أن قطع العلاقات الذي جرى أخيرا بين البلدين، سوف يقلل من فرص التعاون على مكافحة الإرهاب. كذلك حاولت حركة النهضة التونسية إشعال الخلافات بين السلطات الليبية والتونسية من أجل حماية الإرهاب وقادة الإرهابيين على الحدود بين البلدين، إلا أن ما قام به الرئيس التونسي أدى إلى تقليم أظافر الإرهابيين خاصة في منطقة مثل جبل الشعانبي التونسية. وعلى كل حال يظل خطر الإرهاب قائما طالما لا توجد منظومة تعاون قوية ودائمة بين دول المغرب العربي.
إلى أي مدى يمكن لجهود دول المغرب العربي أن تتحد لمواجهة التنظيمات الإرهابية؟
أعتقد أن دول المغرب العربي تحتاج إلى طي صفحة الماضي وفتح صفحة جديدة للتعاون في كافة المجالات، وبالتالي سوف يسهل عليها إيجاد صيغة موحدة لمواجهة التنظيمات الإرهابية. للأسف ما زال البعض يستحضر الماضي ويعيده بكل عيوبه وهو يسير ناحية المستقبل. مثلا لديك الخلافات الحدودية بين معظم دول المغرب العربي، ولديك أطماع بين بعضها بعضا لأسباب منها النفط والغاز والمياه. كل هذه الثقافة تحتاج إلى مراجعة وإيجاد صيغة جديدة ومتينة ودائمة للتعاون.
كيف يمكن للأزمات الأمنية في إفريقيا أن تؤثر على دول المغرب العربي؟
بالنظر إلى القيادات الإرهابية العاملة في أفريقيا يمكن القول أن معظمها يقتات على دول الغرب العربي، ويتم استخدام هذه التنظيمات الطفيلية لتحقيق مصالح دول أجنبية، سواء أوربية أو آسيوية. لديك فرنسا وروسيا وتركيا وأمريكا. أعتقد أن كل هؤلاء يستخدمون التنظيمات الإرهابية ضد بعضهم بعضا في الساحة الأفريقية. أما دول المغرب العربي، فتعد ستاراً مهما وغطاء لتلك التنظيمات التي تتخذ من الصحارى الجنوبية لدول المغرب العربي ملاذات آمنة. وفي النهاية يؤدي نشاط التنظيمات الإرهاب في أفريقيا إلى تزايد الخطر على شعوب دول المغرب العربي.
إلى أي مدى يمكن القول أن عودة طالبان للحكم يعجل بعودة الإرهابيين لدول المغرب العربي؟
حلقات الربط بين الجماعات الإرهابية العابرة للحدود لا يمكن أن تكون متصلة أو قوية بدون رعاية من دول وأجهزة مخابرات. لهذا تعد عودة طالبان للحكم في أفغانستان، بمثابة الرافد الإضافي المهم لحركة الإرهابيين بين الدول. ولا يخفى على أحد العلاقة الوطيدة بين كل من تركيا والتنظيمات الإرهابية، من أفغانستان إلى سوريا. ببساطة يمكن النظر إلى الهيمنة التركية على مطار كابول، والهيمنة التركية على مطارات في ليبيا مثل معيتيقة ومصراتة والوطية.. وبالتالي يمكن توقع سهولة حركة الإرهابيين من جنسيات عربية وغير عربية، بين عواصم عدة.