قال وزير الخارجية الليبى محمد طاهر سيالة فى مقابلة مع "جون افريك" إن نتائج التحقيق بشأن استعباد مهاجرين من جنوب الصحراء الكبرى التي بثها شبكة "سي ان ان" فى نوفمبر الماضى ستكون جاهزة "خلال شهر". وفي غضون ذلك، يرى أن "هذا التقرير غير موثوق به".

في مقابلة مع "جون أفريك" على هامش القمة الافريقية ، علق وزير الخارجية الليبي محمد طاهر سيالة على هذه الأعمال التي أثارت غضبا عالميا. وتوقف أيضا عند سبل تسوية الأزمة الليبية.

جون أفريك: كان من المقرر أن يعقد اجتماع اللجنة العليا للاتحاد الافريقي حول ليبيا يوم الاثنين. لماذا تم تأجيله؟

محمد طاهر سيالة: لم تتمكن اللجنة من الانعقاد لأن بعض رؤساء الدول اضطروا إلى مغادرة أديس أبابا. ولكن رئيس اللجنة دينيس ساسو نغويسو قدم تقريرا عن الحالة في ليبيا في مؤتمر القمة.

ومن جانبنا، أبلغنا رؤساء الدول بالحالة على أرض الواقع، وبتحسن المناخ الأمني والاقتصادي والأعمال التحضيرية للانتخابات التشريعية والرئاسية، فضلا عن الاستفتاء الذي يهدف إلى منح ليبيا دستورا جديدا.

جون أفريك: وفي تشرين الثاني / نوفمبر، واجهت ليبيا انتقادات حادة بعد نشر مشاهد عبودية المهاجرين غير الشرعيين التي بثتها شبكة سي إن إن.  ماذا كان ردكم؟

سيالة: قمنا على الفور بإدانة هذه المشاهد وفتحنا تحقيقا جنائيا لتحديد المجرمين ومعاقبتهم. ولكن بالنسبة لنا، لا يمكن الاعتماد على هذا التقرير ما دامت الأفعال الواردة فيه لم يتم التصديق عليها. يجب أن ننتظر تحقيق العدالة الليبية للحكم.

وإذا تأكدت هذه الجرائم ، فسيتم معاقبة مرتكبيها. في قوانيننا، العبودية جريمة. وهي ليست جزءا من ديننا الإسلامي أو ثقافتنا. لذلك، لا يوجد عبيد في ليبيا، ربما هناك مافيات تستغل ضائقة هؤلاء المهاجرين لبيعها إلى مافيات أخرى، ولكن الليبيين ليسوا تجار رق.

جون أفريك: هل تعرفون هذه المافيات؟

سيالة: دعونا ننتظر نتيجة التحقيق القضائي لدينا!  قبل بضعة أيام، تمكنا من اعتقال أفراد عصابة مسلحة كانوا عرضوا للتعذيب بفظاعة مجموعة من المهاجرين السودانيين .

وتمكنا من الوصول إلى أماكن احتجازهم، على بعد 500 كيلومتر من طرابلس، في قرية القداحية، بالقرب من سرت، وأطلق سراح المهاجرين هناك.

وهذا يدل على أن سلطتنا لا تقتصر على طرابلس كما يقول البعض أو أن الوضع يفلت منا. وقد تم القبض على أعضاء هذه العصابة وسيتم تقديمهم إلى العدالة.

جون أفريك: متى نتوقع نتائج تحقيقكم في مشاهد الرق؟

سيالة: سوف يكون جاهزا في غضون شهر. وسيتم تحديد المجرمين ومن ثم محاكمتهم.

جون أفريك: أعقب نشر هذه المشاهد عملية كبرى لإعادة المهاجرين غير الشرعيين إلى وطنهم. أين وصلت؟

سيالة: عملية إعادة التوطين تقررت في قمة الاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي في أبيدجان، بمبادرة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.  وقد تباحث الجانب الليبي مع رؤساء دول افريقية وأوروبية. وطلب من المنظمة الدولية للهجرة الإشراف على هذه العملية التي يمولها الاتحاد الأوروبي.

ومن جانبنا، تلقينا زيارة مسؤولين أفارقة، بمن فيهم وزير خارجية نيجيريا، كانوا يريدون التأكد من انطلاق عملية الإعادة إلى الوطن.

جون أفريك: ما هي الحصيلة ؟

سيالة: في البداية، كانت المشكلة التي واجهناها هي أن بعض بلدان المنشأ لا ترغب في استقبال مواطنيها. ولكن الأمور تغيرت. عاد أكثر من 9000 مهاجر غير شرعي إلى ديارهم (في القمة، تحدث رئيس اللجنة الإفريقية، موسى فكي محمد، عن 13،000 مهاجر إلى أوطانهم).

جون أفريك: كم تقدرون عدد المهاجرين في ليبيا؟

سيالة: في مراكز الاحتجاز التي تخضع مباشرة لسيطرتنا (هناك مراكز أخرى تخضع لسيطرة الميليشيات)، يوجد أكثر من 000 25 مهاجر. لكن إجمالي عدد المهاجرين في ليبيا يتجاوز 750،000.

جون أفريك: بلدان كثيرة تتخوف من خطر تسلل الجهاديين بين المهاجرين العائدين. كيف تتعاملون مع هذه المشكلة؟

سيالة: الخطر سيكون دائما هناك، أحببنا ذلك أم لا.  الإرهاب والهجرة أصبحا مترابطين. في سرت، تمكنا من اعتقال المهاجرين غير الشرعيين الذين تم تجنيدهم من قبل داعش. نحن لا نعرف ما إذا كانوا يقاتلون مع هذا التنظيم عن اقتناع أم بالإكراه . ولكننا نبذل كل ما في وسعنا للتعامل معه.

جون أفريك: هل هناك أي أخبار جديدة عن الانتخابات التشريعية والرئاسية التي دعت إليها الأمم المتحدة؟

سيالة: تم تزويد اللجنة الانتخابية بالوسائل اللازمة وقد بدأت عملها. وحتى الآن، تم تسجيل ما يقرب من مليوني ليبي في القوائم الانتخابية. وما زال العدد يزداد.

وفي الوقت نفسه، سيعتمد البرلمان الليبي مشروعي قانون: الأول يتعلق بالانتخابات التشريعية والرئاسية والثاني بتنظيم استفتاء من أجل دستور جديد. وإذا سارت الأمور على ما يرام، فإننا نأمل تنظيم هذين الاستحقاقين هذا العام.

 

*بوابة افريقيا الإخبارية غير مسؤولة عن مضامين الأخبار والتقارير والمقالات المترجمة