وضع الجيش الجزائري مخططا أمنيا عاجلا يشمل عمليات تمشيط وتكثيف تواجده عبر الحدود الجزائرية – الليبية بالقرب من إليزي ( 2000 كلم جنوب شرق العاصمة الجزائرية )، بهدف منع تسلل ارهابيين، بعد ورود معلومات بأن لقاء يتم التحضير له بين زعيم كتيبة الملثمين مختار بمختار، وعبد السلام طرمون أمير حركة أبناء الصحراء من أجل العدالة الإسلامية، والتي أنشئت عقب عملية انتحارية استهدفت الدرك الوطني بولاية ورقلة وأخرى بولاية تمنراست منذ أكثر من سنة.

الجيش يعمل منذ أيام على توسيع تحرياته وتضييقه لكل محاولات التسلل لإرهابيين من كتيبة " الملثمين " التي يقودها الإرهابي مختار بلمختار المنشق عن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، لتنسيق جهودها مع عناصر ارهابية يرجح أنها تنشط بالصحراء الجزائرية تحت إمرة زعيم حركة ابناء الصحراء من أجل العدالة الاسلامية، وهو تنظيم اسسه الغرهابي بن شنب وشقيقه، في وقت سابق بولاية ورقلة الجنوبية.

تقوم وحدات خاصة من الجيش الجزائري بتكثيف تحركاتها على الحدود الجنوبية مع ليبيا، وبالأخص في منطقة قريبة من ولاية إليزي لمنع أي تنسيق بين الجماعات الإرهابية التي تقودها المنشق عن تنظيم قاعدة المغرب الإسلامي مختار بمختار، وبين جماعت مسلحة تنشط تحت إسم " حركة أبناء الصحراء من أجل العدالة الإسلامية، وقد تم بخصوص ذلك، عقد اجتماع تنسيقي تكون قيادات الجيش قد سارعت إليه بهدف التضييق على أمير كتيبة " الموقعون بالدم " بمختار الذي تقوم مصادر أمنية من المنطقة ( إليزي ) بأنه ينوي أن يعقد لقاء مع قائد حركة ابناء الصحراء المدعو " طرمون عبد السلام " وهو ارهابي خطير مبحوث عنه من طرق الأمن الجزائري لضلوعه في أعمال ارهابية، آخرها تفجيرات انتحارية نفذها عناصره بكل من ورقلة، وتمنراست.

وحسب ما ورد من معطيات بخصوص جهود الجيش الجزائري لمنع اي لقاء بين هذين الإرهابيين، أكد مصدر موثوق ما سبق ذكره في وسائل أجنبية منذ أيام، من أن مختار بلمختار يتواجد حاليا بالتراب الليبي جنوبا، وبالضبط في منطقة حدودية بين النيجر وليبيا ليس بعيدا عن الحدود الجزائرية، لكن معسكره لم يتم تحديده بالتدقيق، كونه يعرف الصحراء جيدا ويغير مكانه باستمرار.

والجزائر التي تحارب الإرهاب منذ تسعينيات القرن الماضي، عززت من قواتها على الحدود الجنوبية والجنوبية الشرقية منذ آخر عملية ارهابية استهدفت معمل الغاز بتغنتورين ( ولاية اليزي ) التي تبعد بحوالي 2000 كيلومتر عن العاصمة الجزائرية ، بينما لا تبعد سوى بقرابة 200 كيلومتر عن الاراضي الليبية، حيث كانت جماعات مسلحة تضم ارهابيين من جنسيات مختلة منهم ليبيين، واثنين من جماعة حركة ابناء الصحراء التي تنسق مع جماعة بلمختار منذ تلك أكثر من سنتين،

 واعتداء تغنتورين الذي وقع في يناير 2013، تبناه بمختار الذي يقود كتيبة " الموقعون بالدماء " ولايت تحولت في ما بعد إلى كتيبة " الملثمين ". وكانت عملية اختطاف لرهائن غربيين واعتداء مسلح استهدف عمال معمل الغاز الذي تعمل به شركات اجنبية، وكان عدد الضحايا أكثر من 30 قتيلا.

وكانت قوات الجيش قد تحركت بعد تحصلها على معلومات تفيد بتحركات يقوم بها أحد الوسطاء لترتيب اجتماع تنسيقي بين عبد السلام طرمون الذي يقود التنظيم الإرهابي المسمى " حركة ابناء الصحراء من أجل العدالة الاسلامية "، والإرهابي مختار بلمختار المسى " بلعور "، ويكون الوسيط قد ألبغ رسالة بلمختار لهذا الأخير قصد توحيد الجهود والانضمام إلى كتيبته، لكن عناصر الجيش التي تعززت بالقوات الخاصة، تعمل على تمشيط منطقة أزجر التي تقع على في ولاية إليزي قرب جبال طاسيلي المعروفة.