أعلنت حركة الشباب الصومالية المتشددة عن حظرها لاستخدام الانترنت في الصومال، وأمهلت شركات خدمات الانترنت 15 يوماً للتنفيذ، وهددت كل من يخالف الحظر بالتعامل معه وفقاً لأحكام الشريعة.

واتخذت الحركة القرار بعد تزايد اعتماد الشركات ومؤسسات الحكومة والجمعيات الأهلية والمدارس في الصومال، على التقنية الحديثة للاتصالات.وحاولت الجماعة، التي خاضت تمرداً استمر لسبع سنوات، أن تفرض صيغة متشددة من الشريعة الإسلامية لحظر بعض مظاهر الحياة الحديثة، لكنها فشلت في ذلك، ويتوقع أن تنفذ الحظر هذه المرة في جنوب ووسط الصومال، لسيطرتها على بعض المناطق التي تستخدمها شركات الاتصالات في عملياتها.

ويرى محللون أن جنون الارتياب يتزايد عند حركة الشباب، وأنها تخشى أن يستخدم الإنترنت في تعقب أعضائها وتحديد أماكن اختبائهم، وتستخدم حركة الشباب نفسها موقعي فيسبوك وتويتر بصفة منتظمة في التواصل.وقال عبدي أينتي من معهد هريتيدج للدراسات السياسية في الصومال "أعتقد أن ثمة أسباباً ثلاثة لما فعلته حركة الشباب، أولاً أنه جزء من استراتيجيتها الأوسع نطاقاً لبث الخوف في عقول الناس، وثانياً أعتقد أنهم يخشون أن يفتضح أمرهم، والسبب الثالث وربما يكون الأهم هو أنهم يخشون أن تستخدم هذه التقنية في تعقب بعض كبار مقاتليهم، مع انتشار استخدام طائرات بدون طيار في المناطق التي تسيطر عليها حركة الشباب في وسط وجنوب الصومال".

ويشمل الحظر الذي أعلنت حركة الشباب أنها ستفرضه، تقنية الألياف الضوئية التي وصلت إلى الصومال العام الماضي.والجدير ذكره أنه هناك شركتان رئيسيتان لخدمات الاتصالات في الصومال، هما هورموند وتيليسوم، وتقدم هورموند خدمات الإنترنت اللاسلكي عن طريق شبكات الألياف الضوئية، وأجرت اختبارات في الصومال لخدمات الجيل الثالث للهاتف المحمول.وتواصل حركة الشباب تنفيذ هجمات خاطفة على أهداف حكومية في العاصمة وخارجها، على الرغم من أن قوات الاتحاد الأفريقي تمكنت في العامين الماضيين، من إضعاف الحركة المتمردة التي تعترف بصلتها بتنظيم القاعدة.