احتدمت المنافسة بين فصائل تيار الإسلام السياسي على احتلال مكان "الإخوان المسلمين"، خاصة بين حزب النور السلفي وحزب مصر القوية (الذي يترأسه المرشح الرئاسي في انتخابات العام 2012 الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح)، إذ يحاول الأخير سحب البساط من حزب النور، وذلك عبر محاولة استقطاب عدد من الشخصيات البارزة لتمثيل الحزب في الانتخابات البرلمانية المقبلة.

واعتبر خبراء، في تصريحات متفرقة لـ24، أن حزب مصر القوية، قد يكون "بوابة الإسلاميين" لدخول البرلمان المقبل.

وقال الباحث في شؤون الحركات الإسلامية، أحمد بان: "حزب مصر القوية لديه فرصة ذهبية للتربع على عرش تيار الإسلام السياسي عقب فشل جماعة الإخوان، وضعف شعبية حزب النور السلفي"، مؤكداً في تصريحات خاصة لـ 24، أن "حزب النور يفقد شعبيته بمرور الوقت، لتصب في صالح حزب مصر القوية، الذي يجد الفرصة مواتية ومناسبة لاحتلال موقع الإخوان، نظراً لفشل كوادر حزب النور السلفي في كسب تعاطف المصريين".

وأشار بان إلى أن الشعب المصري بدأ يتخوف بشكل كامل من فصائل الإسلام السياسي عقب تجربة الإخوان المريرة، ما يجعل التحديات كبيرة ومتعددة على عاتق الحزب، الذي سوف يتزعم الإسلام السياسي في مصر عقب فشل الإخوان في الحكم، موضحاً أن "حزب مصر القوية يحاول أن يكون حزباً ليبرالياً ذا خلفية إسلامية، يندمج في الحياة السياسية بالمشاركة في التشريع والرقابة وتشكيل الحكومة من خلال انتخابات البرلمان، وهو أمر مرحب به".

إلى ذلك، قال القيادي الإخواني المنشق، خالد الزعفراني: "إن حزب النور السلفي كان أقوى بكثير من حزب مصر القوية، لاسيما في المنافسة الانتخابية على مقاعد مجلس النواب المقبل، لوجود ثقل شعبي وكوادر في كافة أنحاء البلاد تناصره وتؤيده وتقف كظهير شعبي له"، مؤكداً في تصريحات خاصة لـ 24، أنه رغم قوة حزب النور السلفي إلا أنه في الآونة الأخيرة بدأ يلمع نجم حزب مصر القوية، الذي بدأ يستقطب عدداً من الشخصيات الإسلامية لتخوض معركة البرلمان المقبلة.

وأشار الزعفراني إلى أن الغلبة كانت لصالح النور السلفي، إلا أن الفترة الأخيرة ونظراً لتخبط قرارات حزب النور وعدم استكمال مرشحيه، يتخوف أعضاء النور السلفي من حزب مصر القوية، الذي قد يكون بوابة جديدة لدخول الإسلاميين للبرلمان، لافتاً إلى أن حزب مصر القوية يظهر كأحد التيارات الإسلامية الليبرالية غير المتشددة، مما يعطي سمعة طيبة أمام الشعب والناخبين قبيل الإدلاء بأصواتهم في انتخابات البرلمان، إضافة إلى أن زعامة عبد المنعم أبو الفتوح تعطي ثقلاً للحزب، وتشجع الإسلاميين على الانضمام لحزب ذي خلفية إسلامية بتوجهات جديدة مقبولة لدى قطاع من الشعب المصري.

 

*نقلا عن "24" الإماراتي