قبل أن تبرد سخونة معركة الرئاسة في مصر، كشف داعية سلفي بارز عن ملامح خطة حزب “النور السلفي” للسيطرة على البرلمان المصري القادم بالتنسيق مع قياديات إخوانية.

وقال الداعية محمد الأباصيري لـ”العرب” إن “النور” يسعي لتشكيل تحالف انتخابي يضم عناصر من الصف الثاني والثالث في جماعة الإخوان الإرهابية، بالإضافة إلى أسماء غير معروفة إعلاميا من أعضاء الحزب الوطني المنحل، من أجل حصد الأغلبية في الانتخابات البرلمانية.

وأشار إلى أن الحزب اتفق مع عناصر كانت ناشطة في هياكل الحزب الوطني لترشيحهم على قوائمه، مقابل القيام بالتمويل المادي لحملات حزب النور على أن تكون المناطق التي يتمتع فيها الحزب الوطني بنفوذ كبير من نصيب السلفيين.

وأضاف الداعية السلفي أن حزب النور مر منذ تأسيسيه بعدة مراحل، أولها مرحلة إثبات الذات وبدأت بعد التأسيس وحتى وصول الإخوان إلى السلطة في 30 يونيو 2012 ، ثم بدأت مرحلة تقديم نفسه كبديل للإخوان بعد تصاعد الغضب الشعبي ضد الجماعة وأخذت قياداته تلتقى منظمات دولية كبديل للإخوان، إلى درجة أن وفدا من الحزب ذهب إلى واشنطن وعرض نفسه على الإدارة الأميركية كبديل للجماعة .

وبعد 30 يونيو وسقوط الإخوان، بدأ يغازل الشعب عقب انحسار النفوذ الأميركي بمصر، وقدم نفسه كحزب إسلامي متسامح يرفض الإرهاب الإخواني ويلتزم بإرادة الجماهير التي خرجت ضد حكم المرشد في 30 يونيو .

واعتبر الأباصيري أن حزب النور يخطط للسيطرة على البرلمان منذ 3 يوليو الماضي، وعزل الرئيس الإخواني محمد مرسي، لافتا إلى أن ممثليه بلجنة الخمسين ساهموا بقوة في إقرار نظام الحكم في الدستور الجديد، والذي يعتمد على تقاسم السلطة بين رئيس الدولة ورئيس الحكومة والبرلمان.

وأكد الأباصيري أن حزب النور لم يدعم المشير عبدالفتاح السيسي حبا في الوطن، كما يزعم في خطاب قياداته، لأن غالبية السلفيين لا يؤمنون بالوطن مثل الإخوان، معتبرا أن إعلان حزب النور دعمه للسيسي نوع من المراوغة السياسية، والرهان على مرشح يعلم الجميع أنه الرئيس المقبل في محاولة منهم للسماح لهم بالتواجد في المشهد السياسي وعدم حل الحزب المخالف وجوده للدستور الحالي.

وأضاف أن الدعوة السلفية لجأت إلى منابر المساجد في الدعاية الانتخابية للسيسي، مشيرا إلى أن هذا ضمن خطة للسماح لهم بعد ذلك باستخدام المساجد نفسها للترويج لمرشحيهم للبرلمان، كجزء من ترتيبهم للسيطرة على البرلمان القادم وتشكيل “الحكومة السلفية”.

واعتبر الداعية السلفي أن البرلمان القادم معركة حياة أو موت بالنسبة إلى الدعوة السلفية، مؤكدا أنهم يدركون أن أغلبية البرلمان وتشكيل الحكومة طوق النجاة بالنسبة إليهم من مواجهة مصير الإخوان.

وحذر الأباصيري من أن هناك سيناريوهن يحددان مستقبل السلفيين في مصر، أحدهما النجاح في تشكيل الحكومة بعد الحصول على أغلبية البرلمان، وهو ما قد يقود مصر إلى مصير الدول الفاشلة، من حيث اضطراب الأمن وانهيار الاقتصاد بما يعزز فرص حدوث ثورة ثالثة .

أما السيناريو الثاني، الأقرب إلى التطبيق بحسب الأباصيري، فهو عدم حصول السلفيين على الأغلبية وضياع حلمهم في تشكيل الحكومة، وقيام الدولة بحل الحزب تطبيقا للدستور، ما سيدفع التيار السلفي وعناصره إلى إعلان الحرب على الدولة واعتناق الفكر التكفيري والاعتذار للإخوان عن تعاونهم مع ثورة 30 يونيو .

وأشار إلى أن هذا السيناريو الكارثي، يوجب على الدولة الاستعداد له من الآن، خاصة أن فكرة الجهاد والاستشهاد موجودة لدى السلفيين أكثر منها لدى الإخوان الذين يستعينون بالجماعات التكفيرية لتنفيذ عملياتهم، في حين أن السلفيين ليسوا بحاجة لذلك فالأيديولوجية عندهم تعزز فكرة الجهاد.

وقال الأباصيري إن حزب النور يسعى من الآن ليصبح هو الدولة قبل أن تأكله الدولة، مشيرا إلى أن قيادات الحزب تدرك أن معركتهم مع الدولة قادمة لا محالة، وأن مصير الإخوان ينتظرهم في أية لحظة ولن ينقذهم منه إلا قوة دستورية تتمثل في أغلبية البرلمان، وتشكيل الحكومة لينازعوا الرئيس القادم سلطاته، مؤكدا أنهم في سبيل تحقيق ذلك لديهم استعداد للتعاون مع الشيطان .

وكشف أن حزب النور والدعوة السلفية عموما سيلجؤون خلال الأيام القادمة إلى الاقتراب من الإخوان، وترشيح بعض عناصرهم غير المعروفة على قوائم الحزب، لافتا إلى أن ذلك سيكون نظير أن يقبل الإخوان بمنصب “الرجل الثاني” في مصر بعد الدعوة السلفية التي تسعى للسيطرة على كل شيء.

 

*نقلا عن العرب اللندنية