اتهم حزب سنغالي يساري الولايات المتحدة بالتدخل في أزمة جنوبي البلاد من خلال "تحريك" "حركة القوى الديمقراطية لكازمانص" (الانفصالية) لإقامة قاعدة عسكرية لها هناك للتحكّم في خليج غينيا.

وقال حزب الاستقلال والعمل في تقرير له حول الوضع السياسي والأمني والاقتصادي بالبلاد، اليوم الأربعاء، إن أمريكا تسعي لإقامة قاعدة عسكرية جنوبي البلاد من خلال دعمها للحركة الانفصالية، وذلك بغرض التحكم أكثر في خليج غينيا.

وانتقد الحزب، في تقريره، دعوة فصيل مسلح تابع لحركة القوي الديمقراطية لكازمانص لتنظيم مفاوضات تحت الرعاية الأمريكية،  في إشارة إلي إعلان سيزار آتوت بديان، وهو قائد أحد فصيلين مسلحين تابعين لـ"حركة القوى الديمقراطية لتحرير كازمانص" الانفصالية، استعداده للدخول في مفاوضات مع السلطات السنغالية من أجل "عودة نهائية للسلام بإقليم كازمانص".

وتولي الولايات المتحدة اهتمامًا خاصًا بملف أزمة الجنوب بالسنغال، وقد عيّنت على هذا الأساس في شهر فبراير/شباط الماضي مستشارًا خاصًا بالسفارة الأمريكية بالسنغال مكلفًا بمتابعة ملف أزمة الإقليم، هو السفير الأمريكي السابق مارك بولوار.

وتعود أزمة جنوب السنغال إلي عام 1982 حين انطلقت مظاهرات شعبية في مدينة زيغنشور بإقليم كازمانص، مطالبة بالانفصال عن الدولة السنغالية، ثم تحوّلت الاحتجاجات إلى العمل المسلح، ما أودى بحياة العشرات من المدنيين والجنود، وباتت المنطقة إحدى البؤر الأمنية الخطيرة.ووقّعت السنغال بعض الاتفاقيات لإنهاء الصراع مع حركة "القوى الديمقراطية لكازمانص"، غير أن هذه الاتفاقيات لم تستمر طويلاً.

وتتهم الحركة الانفصالية السلطات السنغالية بإهمال منطقتهم وحرمانها من الخدمات الرئيسية كالماء والكهرباء والإعمار.وحركة "القوى الديمقراطية لكازمانص" هي حركة انفصالية تدعو إلى استقلال مناطق جنوبي السنغال عن باقي البلاد، وتتكون من جناحين عسكريين ينتشران في الأدغال بالمناطق الحدودية مع كل من دولتي غامبيا وغينيا بيساو..