أكد القائد العام للجيش الليبي خليفة حفتر أنه على الرغم من المكاسب العظيمة التي تحققت بفضل ثورة الكرامة إلا أن مشروع بناء الدولة على أسس دستورية وبإرادة شعبية لم يرى النور حتى الآن ولم تشهد الساحة السياسية إلا الإخفاقات المتتالية وانسداد الأفق وتفاقم حدة الصراع معتبرا أنه لا غرابة في ذلك مادامت كل الاتفاقات المحلية والدولية الرامية إلى الحل الشامل لم تكتسب شرعيتها من إرادة الشعب.
وأضاف حفتر خلال كلمته في منطقة الأبرق بالجبل الأخضر أن واجب الجيش اليوم بعد أن طال أمد المعاناة هو تحريض الشعب على أن يمارس بنفسه حقه الطبيعي في تقرير مصيره بالوسائل السلمية والآليات التي يراها تحقق أهدافه.
وشدد حفتر على أنه لم يعد هناك من سبيل لتغيير الواقع المرير إلا أن يمتلك الشعب زمام المبادرة السلمية بنفسه ويرسم خارطة طريق الخلاص بنفسه دون وصاية من أحد
وبين حفتر أن الكرامة لم تكن "يوما مشروعا حكوميا لإدارة شؤون البلاد وتقديم الخدمات وتلبية احتياجات المواطنين اليومية في مختلف القطاعات بل كانت الوسيلة الوحيدة القادرة على تهيئة المناخ الآمن وفتح الطريق أمام الشعب ليبني دولته على النمط الذي يناسبه"
وأكد حفتر أن الكرامة أشرف وأعظم من أن تكون مشروعا سلطويا أو انقلابا عسكريا من أجل السلطة وحكم البلاد.
وتابع: لقد قمنا ما بوسعنا دعما لأي مسار سياسي من أجل بناء الدولة والتقدم نحو حياة أفضل وحرصنا على وقف إطلاق النار وتهدئة النفوس وتأكيد حسن النية والرغبة الصادقة في المصالحة وشددنا الدعوة إلى طي صفحات الماضي وعملنا ما بوسعنا لطمأنة كل الأطراف بأننا جادون في أن يح السلام ربوع ليبيا والانطلاق نحو بناء الدولة المدنية التي ينظم عملها القانون وكنا أول من دعا لانتخابات نزيهة وشفافة تنتج سلطات تكتسب شرعيتها من الشعب مباشرة