اقترب أمس السبت اللواء خليفة حفتر الذي يقود قوات الجيش الوطني الليبي في معارك شرسة ضد الجماعات الإرهابية والمتطرفة في شرق ليبيا، من منصب القائد العام للجيش الليبي في تحول من شأنه تعزيز دوره في الحياة السياسية بالإضافة إلى توحيد الجهود الرامية لقضاء على الإرهاب في ليبيا.
وقال أعضاء في مجلس النواب الليبي الذي يتخذ من مدينة طبرق بأقصى الشرق الليبي مقراً له لـ 24 أن المجلس الذي يعد أعلى سلطة دستورية وتشريعية في البلاد، سيعلن خلال الأيام القليلة المقبلة عن ترقية حفتر إلى رتبة الفريق أول مع تكليفه رسمياً بتولي مهام القائد العام لقوات الجيش في مختلف أرجاء البلاد.
وكشف هؤلاء حسب المصدر ذاته عن اجتماع مصالحة غير معلن تم عقده في وقت سابق من امس السبت بمنطقة الأبيار التي تبعد 60 كيلو متر جنوب شرق بنغازي وضم حفتر بالإضافة إلى المستشار صالح عقيلة رئيس مجلس النواب وعبد الله الثني رئيس الحكومة الانتقالية المنبثقة عنه.
وأوضحت المصادر أن الاجتماع الذي شارك فيه بعض أعضاء مجلس النواب ورئيس الأركان العامة للجيش اللواء عبد الرزاق الناظورى ومندوب ليبيا لدى الأمم المتحدة إبراهيم الدباشى، قد أسفر عن الاتفاق على الإسراع في تعيين حفتر قائداً عاماً للجيش، بالإضافة إلى فتح صفحة جديدة في العلاقات بينه وبين رئيس الوزراء الثني.
وكان النائب مفتاح كويدر عضو مجلس النواب الليبي قد كشف النقاب عن أنه يعكف حالياً مع مجموعة من أعضاء البرلمان على إعداد مشروع تعديل للقانون رقم11 لعام 2012 بشأن الجيش الليبي وباستحداث وظيفة ومسمى القائد العام وبيان اختصاصاته وصلاحياته بالإضافة إلى سحب بعض الاختصاصات والصلاحيات التي منحها القانون المشار إليه إلى وزير الدفاع الذي ستبقى وظيفته سياسية وبعض الاختصاصات المحدودة وسحب بعض الصلاحيات التي كانت ممنوحة لرئيس الأركان.
وقال مفتاح عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، إنه سوف يتم عرض القانون ضمن جدول أعمال المجلس هذا الأسبوع أو الأسبوع القادم لإصداره .
وأضاف "بعد ذلك تقدم مذكرة لرئيس مجلس النواب بوصفه القائد الأعلى للجيش الليبي بشأن إصدار قرار بترقية ضابط وتعيين قائد عام للجيش الليبي".
واعتبر أن" المسألة مسألة وقت لأن مجلس النواب لا يمكن أن يخذل الليبيين الذي ظهر منهم وأقسم على رعاية مصالح الشعب الليبي ".
يشار إلى أن عبد الله الثني رئيس الحكومة المعترف بها دولياً قد عزل وزير داخليته عمر السنكي بسبب انتقاده للواء خليفة حفتر، واتهامه قوات حفتر بمحاولة منع رئيس الوزراء من زيارة بنغازي الأسبوع الماضي.
واستدعى البرلمان الليبي اللواء المتقاعد حفتر رسمياً إلى الخدمة العسكرية مجدداً، بعدما أصدر قراراً بعودته و108 آخرين من ضباط الجيش السابقين للخدمة مرة أخرى.
وحفتر القائد السابق للقوات البرية هو واحد من عشرات القادة العسكريين للقوات التي رفضت نزع سلاحها بعد الإطاحة بنظام العقيد الراحل معمر القذافي عام 2011، علماً بأنه أطلق في شهر مايو (أيار) من العام الماضي حربه ضد الجماعات الإرهابية والمتطرفة في مدينة بنغازي بشرق البلاد تحت اسم عملية الكرامة.