فرض التدخل التركي  عقابا جماعيا على المناطق الخاضعة للجيش الوطني  في غرب ليبيا ، بقطع جميع الخدمات عنها ، ويواجه أكثر من مليون ليبي أوضاعا كارثية نتيجة حرمانهم من الماء  الكهرباء والمستزلمات الطبية والدواء والمؤونة والوقود والسيولة المالية ومنعهم من التحرك في إتجاه مناطق أخرى

ويشمل الحصار مناطق طوق طرابلس المعروفة بإسم النواحي الأربعة والتي يبلغ عدد سكانها أكثر من 750 آلف ساكن ، ومدنا مثل ترهونة وبني وليد وورشفانة والاصابعة بسبب دعمها للجيش الوطني

وإستنكر  ملتقى قبائل النواحي الأربعة صمت المؤسسات المدنية والمنظمات الحقوقية تجاه الحصار المضروب على المنطقة ، وأدان عدم اطلاع البعثة الأممية والاتحاد الأوروبي على الأضرار التي لحقت بتلك المناطق،

كما كشفت مصادر مطلعة  أن الحصار المفروض على مدينة ترهونة ( 80 كلم جتوب شرق طرابلس ) أدى الى تردي الأوضاع النساء ، والى وفيات بين مرضى الفشل الكلوي والنساء أثناء الولادة بسبب  قطع  الكهرباء عن المؤسسات الطبية وغياب الأدوية والمستزلمات الصحية

وكانت حكومة الوفاق قد إنطلقت منذ مارس الماضي في تنفيذ النخطط التركي بإنزال عقوبات جماعية بالمدن والقرى الموالية للجيش بالمنطقة الغربية  ، وقطع الخدمات عنها ، وحرمان سكانها من حقوقهم في رواتبهم وفي الخدمات الأساسية ، وإعتماد التجويع والترويع لضرب الجانب المعنوي فيهم ،

وقال المجلس الإجتماعي بترهونة  في بيان له إن المدينة تتعرض منذ أكثر من أسبوعين  لقطع دائم ومتعمد للتيار الكهربائي وخدمات الاتصالات بأكملها، وذلك أمام مرأى ومسمع المجتمع الدولي الذي يشرعن على الليبيين حكومة مليشيات وقطاع طرق

 وحمل المجلس كافة المنظمات الحقوقية مسؤولية غيابهم وعدم خروجهم في بيانات إدانة ورفض لما يمارس من الغزاة الأتراك وحليفتهم حكومة الوفاق على قبائل ترهونة من تقييد للحريات وتجويع وخطف على الهوية ، داعيا  القيادة العامة  للقوات المسلحة ومجلس النواب والحكومة الليبية بتوجيه كل الإمكانات اللازمة للتخفيف على سكان مدينة ترهونة مما يعانونه من ظروف بالغة الصعوبة، وأن يتم العمل على معالجة قطع الكهرباء والاتصالات عن المدينة.

ودفعت العقوبات الجماعية علىترهونة  البعثة الأممية للخروج عن صمتها حيث أعربت عن بالغ قلقها إزاء تدهور الوضع الإنساني في المدينة الذي تسبب به الارتفاع الحاد في القصف العشوائي على المناطق المأهولة بالمدنيين وحملة الاعتقالات التعسفية للمدنيين وإساءة معاملتهم من قبل قوات الوفاق والمجموعات المسلحة المساندة المرسلة من تركيا على خلفية الاتفاقية المثيرة للجدل الموقعة مع حكومة الوفاق.

وأكد  عضو مجلس أعيان ترهونة عبد الرحيم البركي  أن أهالي المدينة صامدون بالرغم من كل ما يمارسه عليهم  من عقاب جماعي ناف للقوانين والأعراف الدولية  لأنهم مقتنعون بأن قضيتهم ومعركتهم شرعية ، مشيراً إلى أن وقوفهم لجانب القوات المسلحة ليس خيارا سياسيا بل واجب وطني و تاريخي و نضالي.

ودعا البركي الحكومة الليبية ( المؤقتة ) و المسؤولين إلى الإتجاه والإنتباه لما يجري في ترهونة التي هي بأمس الحاجة للخدمات و الأموال ليس لشراء الذمم كما يفعل  الغزاة الأتراك وأمراء الحرب وحكومة طرابلس  

وأضاف :”نواجه حرب شرسة سواء من الطيران التركي المسير و بعض الدول التي ترعي الإرهاب  ، علينا أن ننتبه و على القبائل الليبية المعنية بالحالة الليبية أن تنتبه بالفعل وأن تتأزر و تتوحد مع بعضها وتقول كلمتها في ما يجري، لا يمكن أن نقبل بهذا مثل ما حصل في مدن أخرى ، لا يمكن أن نسكت عن الدمار و الخراب و القتل و الوباء، الوباء الحقيقي هم  الدواعش  والإخوان و المليشيات والمرتزقة والغزاة الأتراك »