يواصل الجيش الوطني الليبي، معاركه ضد القوات الموالية لحكومة الوفاق والمدعومة بمرتزقة تركيا على تخوم العاصمة الليبية طرابلس. معركة بات ينتج عنها تضعضع نفوذ المليشيات وتصاعد الخسائر في صفوفها وصفوف داعميها ما دفعها لتكثيف انتهاكاتها في محاولة للتغطية عل خسائرها، فيما تتواصل وتيرة تقدم القوات المسلحة الليبية في معركتها نحو استعادة سلطة الدولة وتحقيق الاستقرار في البلاد.

الى ذلك، قامت مجموعة مسلحة مساء الإثنين، بقتل أحد شباب منطقة غوط الشعال بطرابلس. وحسب المعلومات التي توصل اليها مراسل بوابة افريقيا الاخبارية  فان سيارة تابعة لقوة العمليات الخاصة التي يقودها عماد الطرابلسي وهي تتجول داخل منطقة غوط الشعال لتنفيذ حضر التجول ،وخلال جولتها وجدت الشاب "ايوب دبوب" امام منزله فقاموا بالرماية عليه وقتله.

وأثار مقتل الشاب، عاصفة من الاحتجاجات من قبل شباب منطقة غوط الشعال، وتداول عددًا من النشطاء صورًا تظهر إغلاق أهالي وشباب شارع عشرة الأزقة ومداخل مناطقهم وإحراق الإطارات ومطاردة عناصر مليشيا عماد الطرابلسي، فيما أكد شهود عيان سماعهم دوي رصاص كثيف بالمنطقة في محاولة من المليشيات السيطرة على الوضع عقب مقتل أحد شباب المنطقة.

وتأتي هذه الجريمة في اعقاب انتهاكات جديدة مارستها القوت الموالية لحكومة الوفاق من خلال استهداف شحنات الغذاء والأدوية والوقود. واعتبرت اللجنة العليا لمكافحة وباء كورونا التابعة للقيادة العامة للجيش الليبي، إن استهداف شحنات الغذاء والدواء والمحروقات دون أي مبرر خلال هذا الوقت الذي يحارب فيه الجميع جائحة كورونا، يعد انتهاكا جسيما للقانون الدولي الإنساني ويشكل جريمة حرب لكونها عقاب جماعي لسكان تلك المناطق.

وحملت اللجنة حكومة الوفاق المسؤولية الكاملة لما يحصل للسكان المدنيين من كوارث ومآسي في حال انتشر الوباء في تلك المناطق، متعهّدة بمعاقبة مرتكبيها، كما حملت الأمم المتحدة وبعثتها للدعم في ليبيا ومجلس الأمن الدولي تبعات هذه الخروقات الجسيمة، معتبرة أياهم شركاء في تصرفات الغزو التركي لتقاعسهم وتواطؤهم أمام هذه الأعمال غير المسؤولة.

وأعرب رئيس مجلس وزراء الحكومة الليبية المؤقتة عبد الله الثني عن إدانته الشديدة للاستهداف المتكرر لشحنات المواد الطبية والغذائية والمحروقات التي ترسلها الحكومة للبلديات التابعة لها بالمنطقة الغربية من قبل الطيران التركي المسير لقوات الوفاق. واستنكر استهداف طائرة شحن محملة بالمستلزمات الطبية لمواجهة وباء "كورونا" أثناء هبوطها في مدرج مهبط ترهونة 80 كلم جنوب غرب طرابلس.

وقال المجلس الاجتماعي لقبائل ترهونة في بيان "إنه وفي الوقت الذي يعيش العالم بأسره انتشار وباء "كورونا" القاتل، وما تشكله هذه الجائحة من خطر حقيقي على الليبيين في ظل انعدام الإمكانيات، ونظراً لانشغال القوات المسلّحة والحكومة الليبية بمجابهة هذا الوباء.. يسيّر أردوغان بوارجه البحرية وطائراته لقصف المدن وقتل المدنيين". وحمل المجلس المجتمع الدولي كامل المسؤولية، داعياً مجلس النواب إلى اتخاذ التدابير اللازمة التي من شأنها رفع الحظر على تسليح الجيش الليبي.

حمل أهالي "بني وليد" الليبية (غرب) النظام التركي وحكومة الوفاق نتائج قطع الإمدادات الطبية والسلع والمحروقات عن المدينة بعد استهداف طائرة مسيرة تركية لشحنة مساعدات كانت متجهة للمدينة. وقال منسق القيادة العامة للجيش الليبي بمنطقة بني وليد محمد الغزالي، في بيان، إن "المدينة ماضية في دعمها لجهود القوات المسلحة الليبية الساعية لتخليص البلاد من قبضة الإرهابيين والخونة"، على حد تعبيره.

وأكد الغزالي أن أعيان ومشايخ بني وليد أكدوا أن "هدف النظام التركي والمليشيات المساندة له تركيع القبائل والمناطق وتدمير المؤسسة العسكرية وأن هذا القصف الجوي المسير لا يذكرهم إلا بالقرار رقم 7 الذي اجتاحت بموجبه مليشيات مصراتة مدينة بني وليد". وأوضح الأعيان أن "الجيش التركي ومليشيات مصراتة صنفوا مدينة بني وليد مدينة معادية، وجاء هذا الموقف المعادي استكمالا لموقف حكومة الوفاق غير الشرعية في استهدافها لبني وليد وقصفها بوابات الشرطة والجيش بالمدينة".

وتشير عمليات استهداف الشحنات الانسانية الى استمرار تورط حكومة السراج في الانتهاكات ضد الليبيين. وأكد عضو مجلس النواب علي السعيدي أن استهداف القوات التابعة لحكومة الوفاق لشاحنات الغذاء والدواء وكذلك المحروقات التي ترسلها الحكومة الليبية لمختلف المناطق يدل على الخسائر الكبيرة التي منيت بها قوات الوفاق أمام الجيش الليبي.

وأضاف السعيدي في تصريح لبوابة إفريقيا الإخبارية "اليوم الشعب الليبي يدرك تمام الإدراك أن حكومة الوفاق وكذلك المرتزقة العثمانيين لن يستطيعون أن ينتصروا على الشعب الليبي والمدعوم بجيشه الذي أوفى بتعهداته مع المجتمع الدولي في الالتزام بالهدنة ولكن لن يبق مكتوف الأيدي أمام هجمات الجماعات المسلحة" مردفا "الشعب ينتظر الانتصار في القريب العاجل على هذه الجماعات المسلحة الإرهابية".

تصريحات السعيدي تؤكدها التطورات الميدانية، حيث تتصاعد وتيرة الخسائر في صفوف القوات الموالية لحكومة الوفاق ومرتزقة أردوغان. وأعلن الجيش الليبي  تمكن وحدات القوات المسلحة الليبية من صد هجوم لقوات الوفاق المدعومة بمرتزقة سوريين وآليات وأسلحة تركية والتي حاولت مهاجمة محور عين زارة. 

وأكد اللواء فوزي المنصوري آمر غرفة عمليات أجدابيا وآمر المحور تدمير ثلاث عربات مسلحة وقتل أكثر من 15 من مقاتلي الوفاق، مضيفا أن هناك كثير من الجثث داخل العربات المدمرة وأشلاء تنتشر في أرض المعركة. وقال إن من أبرز القتلى عبد الحكيم الزين آمر كتيبة 42 حرامي وصهر هيثم التاجوري، مبينا سيطرتهم على مراصد العدو بعد هروبهم منها.

ومن جهتها، أعلنت إدارة التوجيه المعنوي بالقوات المسلحة العربية الليبية عن وصول عدد 11جثة لعسكريين اتراك بمصحة عرادة طرابلس. وقالت إدارة التوجيه المعنوي في منشور على الفيسبوك إن القتلى الاتراك تم استهدافهم في قاعدة امعيتيقة التي تتواجد بها غرف عمليات الطائرات المسيّرة التي تقوم بقصف واستهداف الجيش والمستلزمات الطبية والاحتياجات الإنسانية رغم التزامها بالهدنة الإنسانية.

يشار إلى أن طيران الجيش الليبي استهدف مؤخرا عدة أهداف، من بينها قاعدة معيتيقة، بعد وصول شحنة أسلحة إليها، إضافة إلى غرفة التحكم بالطيران التركي المسير، الذي تستخدمه الميليشيات، بعد ساعات من إسقاط 3 طائرات تركية مسيرة جنوب العاصمة طرابلس.

وأفادت شعبة الإعلام الحربي التابعة للجيش الليبي أن السلاح الجوي استهدف غرفة عمليات التحكم بالطيران التركي المسير، وأحد مقار إقامة عدد من ضباط القوات التركية داخل الكلية الجوية في مدينة مصراتة. كما استهدف الجيش الليبي مصادر إطلاق الصواريخ العشوائية التي تطلقها الميليشيات من منطقة "مشروع الموز" في طرابلس، وفق ما ذكر المركز الإعلامي لغرفة عمليات الكرامة.

وتشهد محاور القتال بجنوب العاصمة وجنوب مدينة مصراتة وغرب سرت، معارك طاحنة بين قوات الجيش الليبي وقوات الوفاق المدعوة بالمرتزقة والتي تواصل انتهاكاتها وخرقها للهدنة المعلنة. وأكد المستشار الإعلامي لرئيس مجلس النواب الليبي، فتحي المريمي أن "الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، يرد بقوة على أية خروقات تقوم بها الميليشيات الإرهابية في طرابلس، كما حدث في الأيام الماضية.

وأضاف لـ"بوابة أخبار اليوم": "الجيش الوطني استغل تلك الخروقات، وتوغل داخل مدينة طرابلس خاصة في منطقة حي بوسليم وصلاح الدين وفي مناطق بغرب طرابلس والمناطق الغربية وصولا للحدود مع تونس".وأردف "إذا استمرت الميليشيات الإرهابية في الخروقات فإن الهدنة ستنهار" مضيفا "الهدنة لم تنهار بالكامل، ولكن في طريقها للانهيار بسبب الخروقات التي تقوم بها الميليشيات الإرهابية، وفي حالة استمرار الخروقات فإن الجيش لن يصمت وسيستمر في عملية تحرير طرابلس".

وحقق الجيش الليبي تقدمات عسكرية، حيث تمكن من السيطرة على زلطن والجميل ورقدالين ومناطق أخرى قريبة من الحدود التونسية. ويشير مراقبون ال ان الجرائم والانتهاكات التي تمارسها حكومة الوفاق بدعم تركي باتت واضحة على المستوى المحلي والدولي وهو ما من شانه تعميق مأزق حكومة السراج التي تعاني أصلا من خلافات داخلية تنبئ بتفكك تحالفاتها مع مليشيات تيار الاسلام السياسي المسيطر الفعلي على مؤسسات الدولة في طرابلس والذراع التخريبي لتركيا في البلاد.