من المعروف ان مرض اللمشانيا ، هو مرض طفيلي يصيب الإنسان نتيجة لتعرضه إلى لسعة من أنثى البعوضة ، وأصبح هذا المرض يشكل هاجس لدى الجميع بعد أن انتشر في اغلب المدن الليبية سواء في الشرق أو الغرب أو الجنوب .
ونظرا لعدم القضاء على القوارض والبرك والمستنقعات التي تعتبر الملاذ الآمن لهذه البعوضة ، فقد زادت حالات الإصابة بها خلال الأشهر الأخيرة الماضية ، فمدينة زواره هي إحدى المدن التي سجلت بها حالات إصابة لهذا المرض الجلدي .
فقد رصد مراسل بوابة أفريقيا الإخبارية زيارة فريق العمل بالمركز الوطني لمكافحة الأمراض لمدينة زوارة لتقديم العلاج للمصابين بهذا المرض وذلك تلبية لدعوة من مركز الخدمات الطبية بزوارة ومتابعة هذا الموضوع مع الجهات ذات العلاقة .
واجرى مراسل البوابة لقاء صحفيا مع الدكتور خالد الريانى من العيادة المرجعية لمرض اللشمانيا بالمركز الوطني لمكافحة الأمراض .
فقد أوضح الدكتور " الرياني" ان العيادة المرجعية لمرض اللشمانيا تستقبل في الحالات من اغلب المدن الليبية والأماكن الموبؤة من مدن الجبل إلى سرت وحتى مدن المنطقة الغربية ، مشيرا الى ان كل هذه المدن يتم استقبال الحالات المصابة بها . وقال : ان مرض اللشمانيا هو مرض طفيلي ودورة الحياة عنده بين نوع من القوارض وأنثى البعوضة والإنسان ، وهذا المرض وله شقين شق جلدي وشق حشوي وهذا النوع الأخير موجود في الشرق ويشتغل عليه أهل الاختصاص هناك .
واضاف الدكتور " الرياني" نحن في المنطقة الغربية لدينا الشق الجلدي ، وهو مرض يسبب تقرحات جلدية دائمة إذا لم يتم علاجه بأسرع وقت ممكن ، وحتى إن لم يعالج المصاب بهذا المرض سوف يحتاج إلى أكثر من سنة لكي يشفى مع بقاء آثار على الجلد.
واوضح في هذه الصدد ان مرض اللشمانيا له تأثيرات نفسية بالإضافة إلى التأثيرات المرضية الأخرى وخاصة عندما تكون الإصابة في مكان واضح مثل الوجه وهذا يعتبر مشكلة للكثير ، فليس النساء فقط بل حتى عند الرجال ، لذلك يحرص الجميع إلا يصاب بمثل هذا المرض حتى لا يتأثر به خاصة من الناحية الجمالية ، والكل شاهد التقرحات التي تسبب فيه مرض اللشمانيا وخاصة في غياب الوعي .
وتابع الدكتور "خالد الرياني" بالقول ان علاج هذا المرض ليس بصعب ولكن تختلف من حاله إلى اخرى،فعندما يتم الكشف على الحالة تبدأ بمرحلة العلاج من خلال المصل المتوفر حاليا والذي كان ناقص جدا في ليبيا ، والدواء لهذا المرض متوفر الان وهو ليس بالكميات الكبيرة .
واضاف : نحن لم نتوقف على المتابعة والعلاج حتى في غياب الدواء الأساسي لهذا المرض ، حيث كنا نستخدم في البديل المؤقت وهو عبارة عن الكي بالبارد الذي يصل درجة التجمد فيه إلى 175 درجة تحت الصفر ، معتبرا ان هذا العلاج ليس بالاساسى ولا المثالي فهناك حالات استجابت وحالات لا ، ولكن الحل والعلاج يكمن فى توفير المصل الرئيسي له.
وقال " الدكتور الرياني وهو أخصائي بالعيادة المرجعية لمرض اللشمانيا بمكز مكافحة الامراض ، أن تواجدنا اليوم بزواره جاء تلبية لدعوة من مركز الخدمات الطبية الذي تواصل مع المركز الوطني لمكافحة الأمراض رفقة فريق عمل لتقديم العلاج لمن أصيب بهذا المرض.
كما التقى مراسل بوابة افريقيا الاخبارية مع رئيس قسم المختبرات بالخدمات الصحية زوارة الدكتورة " زهوية السعيدى" ، والتي قالت ان مرض اللشمانيا في مدينة زواره لم ينتشر بسرعة في البداية ولكن بعد فترة وصلت الحالات إلى 25 عشرين حالة.
وأوضحت الدكتورة " السعيدي" انه كان هناك تعاون مع الدكتور ناصر الفادريك من مدينة زواره حيث كان يعالج هذه الحالات من خلال الكي وهو علاج بديل وخاصة في عدم وجود المصل.
وقالت في ذات السياق : نحن كنا نتواصل مع المركز الوطني لمكافحة الأمراض ونحيطهم علما بالحالات في مدينة زواره وكان تجاوب هذا المركز ايجابي جدا.
وعبرت رئيس قسم المختبرات بالخدمات الصحية زوارة عن شكرها للفريق الطبي بالمركز الوطني لمكافحة الامراض لتواجدهم معنا في مدينة زواره لغرض معالجة الحالات التي يتم الكشف عنها والتعرف عليها.
وقالت الدكتورة "زهوية السعيدي" في ختام اللقاء مع بوابة إفريقيا الإخبارية؛ إن الدواء استطعنا توفيره بعد متابعة منا لهذا المرض ووضع الموقف أمام المركز الليبي لمكافحة الإمراض الذين وفروا لنا الدواء.