سلط الضوء الكاتب الصحفي عبد الرزاق الداهش، على الاجتماع الأخير الذي عقدته عدد من الدول الكبرى حول ليبيا بهدف كسر الجمود السياسي وحل الأزمة الليبية.
وقال الداهش في تدوينة نشرها عبر حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، بعنوان (بين عشرة وعشرة)، "عشرة دول جلسوا في حي منهاتن بمدينة نيويورك، وقرروا أن يكون أمرنا شورى بينهم. كانت الطاولة واحدة، وكان الملف واحدا، وكان باب الخروج والدخول من وإلى القاعة، واحدا أيضا. حضرت البوصلة الفرنسية، والصينية، والإيطالية، والمصرية، وباقي البوصلات العشرة، وغابة بوصلة ليبيا. بعد ثلاثة أيام ظهروا ببيان، حرصوا على تصميمه بالصورة التي قد ترضي طرف، ولكنها لا تغضب الأخر. قالوا إنهم مع الحل السياسي، ومع الحوار السياسي، وضد الحل العسكري، ولم يقولوا لا كيف، ولا متى. خلال الثلاثة أيام وهي الفترة التي جرى خلالها إعداد البيان، لا أحد يعرف من بين العشرة المجتمعين، كم قتل من الليبيين، وكم جرح منهم، وكم من بيت اشتعلت فيه النيران".
وتابع الداهش، "بيان العشرة كأنه يتكلم عن حوار ما بعد الحرب، أو الحوار مع استمرار ها، بعيدا عن مجرياتها، وبعيدا عن تفاصيلها، التي يتحمل الليبيين وحدهم كل فواتيرها من دمهم، ومن لحمهم الحي. البيان تكلم عن توحيد المؤسسة المالية، ولم يغفل الأمنية، ولكن في غياب أجوبة عملية عن أسئلة ملحة: متى، وكيف، وبماذا، فلا مواعيد، ولا آليات، ولا تسميات. البيان أكد على حقائق مهمة لعل أول الحقائق أنه لا توجد إرادة دولية، فالموجود هو إرادات دول. أما أهم الحقائق فهي عن المجتمع الدولي تهمه ليبيا، ولكن ليس الليبيين. أعني ليست ليبيا كما يريدها الليبيين، بل التي تريدها كل دولة من الدول العشر، بما في ذلك التي تعتبر مدن ليبيا ميدان رماية. فهل ندرك أنه لا عشرة إلا أصابع يدنا نحن الليبيين؟".