كشف الكاتب الصحفي عبد الحكيم معتوق، عن دلائل تبعية واحة الجغبوب إلى ليبيا، محذرا من مخططات الإسلام السياسي لإثارة الفتن بين ليبيا ومصر.
وقال معتوق في حديث لـ"بوابة أفريقيا الإخبارية"، "أثار الحديث عن مطالبة محامي مصري مغمور كان رفع قضية يطالب فيها السلطات المصرية بضم واحة الجغبوب الليبية إلى مصر كثير من اللغط، وجاء على هوى كثيرين ينتظرون أن تطل الفتنة برأسها من جديد لتفسد دهر من الأخوة والود والدماء الممتزجة والمصاهرة والمجهود الحربي بين شعب واحد يعيش في بلدين، على كل حال المعلومات الأولية تفيد بأن المحامي المغمور كان في زيارة للدوحة، ما يعني أنه أستلم هناك مقابل فرقعة هذا البالون الممتلئ بالهواء الفاسد والسام القطري، والتوقيت أيضا له رمزيته ودلالاته لجهة لجوء تيار الإسلام السياسي المتشدد في البلدين إلى هكذا أساليب خبيثة جديدة قديمة لتأليب المواطن البسيط في ليبيا على أشقائه المصريين، وإظهار الموقف وكأنه طمع يعقبه احتلال للسيطرة على مصادر مهمة للطاقة والماء .. اعتقاداً من رموز (تنظيم الإخوان) وفروعه وأذرعه والمستفيدين منه بأن تلك الخدعة سوف تنطلي على الجميع ويصدقونها، وتبدأ حملة من التحشيد والتجييش ربما تحضرت لها قناة الجزيرة القطرية وأعدت بخصوصها صكوك المكرمات الأميرية لكل من يريد أن يقوم بهذا الدور القذر كما حصل عام 2011، من كذب وفبركة وقلب للحقائق وتزوير أفضى إلى ما نحن عليه اليوم من خراب ودمار وتجويع وإفقار، ولكن المرء لا يلدغ من جحره مرتين".
وتابع معتوق "وحتى أولئك الذين ذهبوا إلى أن السلطة العسكرية والسياسية المصرية هي من أوعزت بتحريك هذه القضية فهم واهمون، ويصطادون في الماء العكر الآسن، لأن العقل القانوني والنخبة المصرية المثقفة الوطنية وكذلك الشعور العروبي الجامح يحول دون تمرير هكذا محاولة للشقاق، لاعتبارات عديدة أولها أن الخرائط والوثائق والتشريعات والقوانين تؤكد تبعية واحة الجغبوب لليبيا حيث ضمنتها قرارات صدرت عن الجامعة العربية والاتحاد الأفريقي بما عرف حينها (الحدود الموروثة عن الاستعمار) بعد أن تم المبادلة بين واحتي (سيوة) (والجغبوب) بين المستعمرين الانجليزي والايطالي فأعطيت الأولى لمصر والثانية لليبيا عام 1925 م، وصادق على ذلك البرلمان المصري وحكومة (إسماعيل صدقي) في عهد الملك الراحل فؤاد عام 1932م، ما يعني من الناحية القانونية اذا ما سلمنا جدلا بفرضية المقاضاة سوف تأخذ القضية طريقها لمحكمة العدل الدولية والليبيون لهم تجربة مهمة معها في منازعات سابقة لقضايا مرفوعة ظناً من أصحابها بأنها سوف تحقق رغباتهم فكسبتها ليبيا (الجرف القاري نموذجاً) .. حيث تأتي الخشية هنا بأن ينقلب السحر على الساحر لتصبح الفيوم أرض ليبية والتي يقطنها ثلاثة عشر مليون ليبي من قبيلتي (الجوازي) و (أولاد علي) والذين ينحدر منهم أبطال الجيش المصري ممن كانت لهم صولات وجولات في معارك تحرير الأرض العربية أذكر منهم للمثال لا للحصر البطل أحمد عبدالعزيز قائد كتيبة الفدائيين الليبيين في حرب 48 بفلسطين المحتلة، وعبدالحكيم عامر، وعبدالحليم أبوغزالة، وما المجهود الحربي الذي قدمه الشعب الليبي خلال حرب 73 في عهد الزعيم الراحل (معمر القذافي) والذي بلغ ثلاثة مليارات من الدولارات وقتذاك، ومشاركة ضباط ليبين قاتلوا مع أشقاءهم المصريين كالراحل عبدالفتاح يونس وخليفة حفتر وأحمد قذاف الدم وحصولهم على نجمة العبور، وكذلك العمالة المصرية التي تقدر بالملايين وعاشت في ليبيا على مدى عقود وكأنها في مصر، ولجوء الآلاف الآسر الليبية إلى أشقاءهم المصريين في محنة فبراير إلا دليلا قاطع على صوابية الإحساس الواحد منذ الفراعنة وشيشنق الليبي وأسرته الواحدة والعشرين مروراً بحركة الجهاد الليبي التي أنطلقت من مصر وأفرزت شيخ الشهداء ( عمر المختار ) والبطل ( أحمد الشريف ) وعهد الزعيم الراحل ( جمال عبدالناصر ) وليس نهاية بوقفة المشير ( عبدالفتاح السيسي ) مع قضية ليبيا وشعبها العادلة ضد الأسلامويين والأنفصاليين ومروجي الشائعات التي وأدت بمجرد أن ظهرت وسقط من كان وراءها في مزبلة التاريخ المشترك !!