دعا سفر الحوالي الملقب لدى جمهوره من التيار الصحوي وتلامذته بـ"ابن تيمية عصره" و"العلامة"، الحكومة السعودية إلى فتح العلاقات مع "تنظيم داعش"، أسوة بعلاقاتها مع الرئيس العراقي حيدر العبادي، قائلا: "فكيف لا يحاور الغلاة من المسلمين؟، وكيف تكون هناك علاقات مع "العبادي"، ولا تكون علاقات مع الدولة الإسلامية؟".
كما وطالب "الحوالي" في كتابه الأخير "المسلمون والحضارة الغربية"، الذي تجاوز الـ 3000 كلمة، بدعوة "أبو بكر البغدادي" وتنظيم "داعش" إلى مكة للتحاور معهم ومناقشة بعض مآخذه عليهم وفي ذلك قال: "وبالرجوع إلى عقيدة أهل السنة والجماعة أرى أن هذا التنظيم أقرب للحق من الرافضة ومن الأمريكان.. وأنا مستعد لمناظرة هذا التنظيم، إذا أتاح أهل الشأن له أن يأتي إلى مكة، لأني أنا أستطيع الذهاب إليهم، وبنفس الشروط السابقة، ونحن نقول ونعتقد حسب عقيدة أهل السنة والجماعة، أن المسلم وإن أخطأ أو ابتدع أو غلا خير من المشرك أو الكافر، ولهذا لا يجوز التحالف مع الكفار لقتال المسلمين، فلا نتحالف مع أمريكا ولا غيرها، بل نحارب الكفر أكثر مما نحارب الغلو".
انتقد إطلاق اسم داعش على التنظيم الإرهابي
وانتقد الحوالي إطلاق مسمى "داعش" على التنظيم قائلا: "وتنظيم الدولة لا يقر تسميته (داعش) فكيف إذا أطلقوا عليه فاحش"، مضيفا أنه: "من مجافاة العدل الانحياز لطرف واحد من أطراف النزاع، أما الحكومة وأما تنظيم الدولة الإسلامية، والقول بأن أحدهما محق مطلقاً والآخر مبطل مطلقاً".
وقال: "إنه على فرض أن تنظيم الدولة كله خوارج، لا يجوز التحالف عليهم مع أمريكا فالخوارج مسلمون، والأمريكان كفار، ولا يجوز نصرة كافر على مسلم، وانظر إلى موقف كل من الطرفين من رسالة محمد عليه الصلاة والسلام واحكم بنفسك".
داعياً في الوقت ذاته، الحكومة السعودية إلى عقد تحالف مع داعش والقاعدة لمحاربة إيران ومن وصفهم بالروافض في العراق.
وقال: "إذا كانت إيران تحتل العراق، كما يقول الإعلام السعودي، فلماذا لا تقف مع من كان ضدها، لا سيما وأن الخوارج أقل شراً من الرافضة".
قتال الجيش المصري "متفهم"
بالمقابل أيد سفر الحوالي، أحد رموز رجالات الصحوة وقيادات التيار السروري، قتل جنود وضباط الجيش المصري من قبل ما يسمى بجماعة "أنصار بيت المقدس"، المبايعة للبغدادي، وتنظيم داعش المعروف بـ "ولاية سيناء" قائلا في الصفحة 2380: "وإذا قاتل المسلمون في سيناء الجيش.. فذلك مفهوم".
مثنياً في الوقت ذاته، على جماعة الإخوان المسلمين قائلا في الصفحة 2177: "فلا نغمط الإخوان المسلمين مثلاً، فضلهم وجهادهم ولا نبخسهم أشياءهم، ولا نقول إنهم جماعة إرهابية، ولا نسميهم الإخوان المفلسين".
وكشف الحوالي في كتابه، عن علاقاته ببعض أبناء القبائل في #اليمن المتحالفين مع #القاعدة، داعياً إلى الاقتداء بهم في إيواء عناصر التنظيم وقال: "وقد قلت لبعض الإخوة في صنعاء أنتم أقوى من أمريكا، وقابلت هنا من أخبرني من شيوخ القبائل في اليمن، أنه يجير مطلوبين من أمريكا، وسمى لي بعض ممن أعرفه، وقل مثلاً في بلاد أخرى".
منع السفر للقاعدة وداعش
وانتقد الحوالي محاكمة عناصر تنظيم القاعدة وداعش، ممن شاركوا بالقتال إلى جانب صفوف التنظيمات المتطرفة في مناطق النزاع في كل من سوريا والعراق واليمن وأفغانستان، مستنكراً في الوقت ذاته، منع الشباب من السفر طلباً لما وصفه بـ"الشهادة " قائلا: "أم هو ذلك القابع وراء القضبان بلا محاكمة، وتهمته الحقيقية هي أنه يطيل لحيته ويقصر ثوبه ويريد السفر للشهادة، وليس للزنا وشرب الخمر، ويظل سنوات طويلة هذه تهمته، ولا يدري كيف انقلب فرض العين إلى جريمة بين عشية وضحاها؟".
كما دعا الحوالي في كتابه، إلى عسكرة المجتمع السعودي، على طريقة التربية الإخوانية فيما وصفه بـ "إعداد الرعية المجاهدة"، وصولاً في النهاية إلى تحقيق ما سماه "الخلافة على منهاج النبوة" وهي النهاية التي سعى إليها تنظيم داعش وحققها وفق تصوره، محرماً في الوقت ذاته الدخول في أي تحالف دولي لمكافحة الإرهاب.
سفر الحوالي الذي كان وسيطا لتسليم عدد من عناصر تنظيم القاعدة أنفسهم للأجهزة الأمنية، أباح لأي منهم نقض عهده مع الأجهزة الرسمية، وإلى جانب منهم منظري القاعدة ممن وصفهم بـ"الدعاة"، ودعاهم إلى عدم الوفاء به، وفق مبررات حسب تصورهم ملخصها "التقية"، يحاولون بها خداع سلطات التحقيق، قائلا: "وأنا كان لي رأي، أن لا يتعهد أحد أصلا وإن سجنوه، ولو تعهد لا يلزمه الوفاء بتعهده مادام رسول الله أمره بذلك".
إحياء العمليات الانتحارية
ولم يكتف سفر الحوالي بالإفتاء بجواز القيام بالعمليات الانتحارية، إنما دعا إلى "إحيائها" قائلاً في الصفحة 2187: "ومن الجهاد إحياء العمليات الاستشهادية ذات النكاية العظيمة بالعدو، وهي نوع من الانغماس في الأعداء، ويدل على شجاعة المسلمين، وحبهم للشهادة، ويثير الرعب في قلوب أعدائهم.. والعمليات الاستشهادية ليست انتحاراً كما يزعم بعض الناس، فإن الأعمال بالنيات، ومن نوى تأثيرها، فهو كالغلام صاحب الأخدود".
وتابع الحوالي دعوته لمن وصفهم بأهل العلم، إلى تكوين جبهة ثالثة تقف أمام جبهة الصمود والمقاومة وجبهة الاعتدال وهي "جبهة الجهاد، "وتشمل كل المسلمين ويكون الناس من بلاد الحرمين أولهم"، مضيفا: "ومن كان يؤمن بالله وأنه تعالى فوق الأقمار الاصطناعية وفوق الصواريخ والطائرات، فليبادر إلى الجهاد ولا يبالي بما كان تحت ذلك".
إلغاء الرق "كفر"
وفي الوقت نفسه، استنكر الحوالي لما بات يُعرف اليوم بـ "الشرعية الدولية" ليغني عن الجهاد، الأمر الذي ترتب عليه وعلى حد قوله بـ "إلغاء الرق"، الذي عده "كفراً" قائلا: "وإنما الكفر الظن بأن المجتمع الدولي وقرارات الأمم المتحدة، وما يسمى بالشرعية الدولية، تغني عن الجهاد، حتى إن قوماً ألغوا بالكلية بعض ما يترتب على الجهاد كالرق، وإنما كان ذلك كفراً يجب بيانه والتحذير منه".
وأسهب في الحديث عن ذلك تحت عنوان "حضارة الجهاد" قائلاً: "أما المسلمون فهم أمة، فالكفار يقاتلون أعداءهم بدون أجر من الله، أما المسلمون فهم أمة خلقها الله للجهاد وهم يغنمون في أيام أو ساعات ما بناه الكفار في قرون، وكل ما يشيده الكفار من الأبراج والأبنية والمسارح والمتاحف والمستوطنات يغنمه المسلمون بالجهاد".
الحوالي آخر دواء مع الشيعة السعوديين "الكي"
وحاول الحوالي أن يخلق بينه وبين داعش مسافة في قضية التعامل مع الطوائف غير السنية في السعودية فقال في الصفحة 2174 من كتابه: "ولست أدعو إلى أن نصبح دواعش، فنقذف الإسماعيلية والرافضة بالصواريخ، أو نشن عليهم الغارات الجوية، بل أطلب إتاحة الفرصة للدعوة، لكي تحصن الناس من عقائدهم ولكي تدعوهم إلى الله وفق المنهج الراشد وتقيم الحجة عليهم".
مضيفاً: "ولا نحرمهم حقوقهم الإنسانية، لكن لا نوليهم ونطلعهم على الخطط ونعطيهم الحقوق السيادية بزعم أنهم مواطنون، ومن أبى الحق من طوائفهم فليكن آخر الدواء الكي، ودعوتنا لهم من الجهاد وصبرنا عليهم من الجهاد".
وأكد على ذلك في موضع آخر من كتابه في الصفحة 2301 قائلاً: "الإسماعيلية أولى بالجهاد من الحوثيين ومن الخوارج، فإذا لم يستجيبوا للدعوة وقامت عليهم الحجة وجب قتالهم"، مطالباً في الوقت نفسه بـإلغاء ما يسمى "حوار الأديان أو الحوار الوطني".
ويتضح هنا حسب بعض المراقبين، أن الحوالي لا يختلف عن داعش إلا في الدرجة، وليس في النوع، أي في مستوى التعامل مع هذه الطوائف وليس في جوهر التعامل معها، وبعبارة أخرى الحوالي يتفق مع داعش في وجوب قمع هذه الطوائف في توقيتات ومستويات المواجهة، وهذا ما يتنافى تماماً مع ما تدعو إليه القيادة السعودية ومثقفيها عن الوحدة الوطنية العابرة للطوائف والمذاهب وللأقاليم والأصول.
مشروع الحوالي لقيادة المسلمين الحضارة البشرية من جديد، تكمن في العالم العامل والرعية المجاهدة، لتتيح في نهاية المطاف إلى الخلافة راجياً أن يتوفر ذلك أيضاً.
العربية نت