كشف مدير عام مركز المعلومات والتوثيق السياحي المهندس أسامة الخبولي، مستجدات أعمال المسح الميداني وحصر المعالم السياحية ضمن مشروع أطلس ليبيا السياحي، وهو أحد المشاريع الإستراتيجية لقطاع السياحة، ويهدف إلى حصر وتحديد الأماكن السياحية والأثرية والدينية والتاريخية ومناطق الجذب السياحي عبر نظم المعلومات الجغرافية GIS.
وقال الخبولي في حوار مع «بوابة إفريقيا»، إن "رؤية الأطلس السياحي تتلخص في إثراء المجتمع من خلال الالتزام بالتنمية المستدامة للقطاع السياحي الذي يرتكز على تحقيق التنمية الاقتصادية، ويوفر فرص العمل، ويحافظ على الإرث الطبيعي، والتراث الثقافي ويحقق التعايش السلمي"، موضحا أن رسالتهم هي تنمية القطاع السياحي، وترويج ليبيا كوجهة سياحية في إطار سياسية تنوع مصادر الدخل القومي، والمساهمة في خلق فرص عمل مع المحافظة على البيئة الطبيعية والاجتماعية والثقافية.
ويتكون مشروع أطلس ليبيا السياحي من أربعة مراحل، تشمل المرحلة الأولى أعمال الجرد الحقلي للمجال السياحي من خلال تحديد المواقع بأجهزة ((GPS وتعبئة نماذج الاستبيانات الخاصة بالمرافق السياحية، والتوثيق والتصوير الفوتوغرافي، فيما تتضمن المرحلة الثانية، أعمال إدخال وتحليل البيانات المتوفرة، وإدخال نماذج الاستبيانات رقميا، وتصحيح أخطاء الادخال، وتشمل المرحلة الثالثة تصميم قواعد البيانات باستخدام نظم المعلومات الجغرافية، والمرحلة الرابعة والأخيرة، فتشمل رقمنة وإدخال المعلومات في قواعد البيانات الجغرافية.
وتشمل خطة عمل فريق أطلس ليبيا السياحي، تحديد إحداثيات المعالم الطبيعية والمواقع الأثرية والتاريخية الثانوية، عبر استخدام صور الأقمار الصناعية، والخرائط، وجمع بياناتها، تمهيدًا لفرزها وتصنيفها. كما تتضمن مراحل العمل تصنيف المزارات، وتحديد قيمتها الفنية والجمالية، وإمكانية الوصول إليها عبر المسارات المتاحة، وإعداد التقارير حولها، والتواصل مع الجهات ذات العلاقة لإمكانية إدراجها على الخريطة السياحية، وفق معايير تضمن سلامتها وصونها.
وأوضح الخبولي، أن المشروع استكمل حتى الآن عمليات إدراج إحداثيات لـ 7150 موقع خدمي، ومرفق إقامة، وتراث ثقافي وطبيعي، تم رقمنتها باستخدام نظم المعلومات الجغرافية.
نظام المعلومات الجغرافية (GIS)
وحول أهمية المشروع أوضح، الخبولي، أن إدخال نظم المعلومات الجغرافية إلى قطاع السياحة يعد خطوة مهمة وضرورية لتطويره وتحقيق أهدافه وخططه الوطنية من خلال الاستفادة من التطبيقات المتعددة لهذا النظام في مجالات التنمية والاستثمار والتوثيق والتخطيط واتخاذ القرار والإدارة وغيرها.
وبين الخبولي، أن نظام (GIS) يعتبر من الأنظمة الجغرافية الحديثة التي تساعد في تطوير قواعد بيانات نظم المعلومات الجغرافية وتوفير قدر وافي من البيانات والمعلومات وحصرها وتحليلها من أجل تعزيز ما هو متاح من إمكانيات سياحية وخدمات مرتبطة بالنشاط السياحي والحفاظ عليه لضمان استمرارها في الوقت الحاضر والمستقبلي.
إحصائيات وأرقام
وكشف مدير عام مركز المعلومات والتوثيق السياحي أسامة الخبولي، أن أعداد الفنادق في ليبيا شهدت قفزة إيجابية حيث وصلت أعدادها من 305 فندق عام 2011، إلى 383 فندقًا خلال عام 2022، في حين بلغ عدد الأسرة 73910 سريرًا، لافتا إلى أنه تم إدراج هذه البيانات ضمن المشروع، ورصد مواقعها على خرائط المشروع، إلى جانب 59 قرية ومنتجع سياحي تم رصدها.
وقال الخبولي، إن إجمالي المواقع المخرطة والمحددة سياحياً بلغت 95 موقع بمساحة 10,277,5 هكتار، ومساحة المواقع المحددة سياحيًا 24,179 هكتار، في 39 موقعًا، فيما وصل عدد المدن المصنفة 15 مدينة، وفق البيانات المدرجة في المشروع. وأضاف أن مؤشرات المنتزهات الوطنية، بلغ عددها 26 متنزهًا وطنيًا، بمساحة إجمالية 3,601,4 هكتار، موزعة على 16 بلدية.
واختتم الخبولي حواره مع "بوابة إفريقيا الإخبارية" بقوله: "ليبيا قارة كبيرة والآن نجهز لاستكمال الجزء الجنوب الشرقي من أجدابيا حتى الكفرة، لكن هناك عراقيل تواجهنا تتمثل في صعوبة الوصول للأماكن الواعرة، وعدم توفر السيارات الصحراوية اللازمة، لذلك نأمل من جهات حكومية دعمنا لاستكمال مشروع أطلس ليبيا السياحي لما له من أهمية كبرى".