سلطت صحيفة سان فرانسيسكو كرونيكل الأمريكية الضوء على أنشطة الميليشيات المسلحة في ليبيا من خلال تقرير لخبراء تابعين لمنظمة الأمم المتحدة.

وقال خبراء الأمم المتحدة إن "السلوك المتوحش" للجماعات المسلحة في ليبيا يشكل تهديدًا مباشرًا لتشكيل حكومة وطنية وإنهاء الفوضى التي غذت الإرهاب والاتجار بالبشر وعدم الاستقرار في المنطقة.

كما حذر الخبراء في ملخص تقرير قدم لمجلس الأمن الدولي من أن "استخدام العنف للسيطرة على مؤسسات الدولة الليبية قد يؤدي إلى عودة المواجهات المسلحة في طرابلس" عاصمة البلاد.

وقالوا إن هيئات الاستثمار الليبية مثل المؤسسة الوطنية للنفط والمصرف الليبي المركزي "كانت أهدافًا للتهديدات والهجمات التي تؤثر على أداء القطاعين النفطي والمالي الليبيين".

وانزلقت ليبيا إلى الفوضى بعد أحداث مدعومة من حلف الشمال الأطلسي الناتو في عام 2011 والتي أطاحت وقتل الزعيم السابق معمر القذافي، وتنقسم البلاد الآن بين الحكومات المتنافسة في الشرق والغرب وكل منها تدعمه مجموعة من الميليشيات.

وفي مايو وافق فايز سراج رئيس وزراء الحكومة المدعومة من قبل الأمم المتحدة في طرابلس ، وقائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر على خارطة طريق تهدف إلى استعادة النظام في البلاد، وتدعو إلى إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية في 10 ديسمبر المقبل.

لكن لجنة الخبراء قالوا إن "السلوك المتوحشللجماعات المسلحة يشكل تهديدًا مباشرًا للانتقال السياسي في ليبيا".

وقال الخبراء "الجماعات المسلحة مسئولة عن الاضطهاد المستهدف وانتهاكات حقوق الإنسان الخطيرة التي تعمق المظالم بين بعض فئات السكان وتهدد في نهاية المطاف السلام والاستقرار طويلي الأجل في ليبيا".

وأضافوا أن تجار البشر ومهربي المهاجرين "يستفيدون بشكل كبير من الجماعات المسلحة" مما يزيد من عدم الاستقرار ويقوض اقتصاد البلاد.

وبرزت ليبيا كنقطة عبور رئيسية لأوروبا للأشخاص الفارين من الفقر والحروب الأهلية في أماكن أخرى من أفريقيا واستغلال تجار البشر الفوضى في البلاد.

وقال الخبراء إن "الشبكات الإجرامية" تنظم قوافل المهاجرين "وتستخدم الاستغلال الجنسي لتوليد إيرادات كبيرة"، وأعربوا عن قلقهم إزاء الإفلات من العقاب بالنسبة لهؤلاء الذين ينتهكون حقوق الإنسان بشكل منهجي.

وقال التقرير "تشعر اللجنة بقلق خاص من أن الجماعات المسلحة المختلفة تحاول كسب الشرعية من خلال دعم ظاهري للجهود الرامية إلى مكافحة الهجرة غير النظامية وبالتالي تلقي مساعدة فنية ومادية من جهات أجنبية".

وقال الخبراء إن هذا أدى إلى زيادة في استخدام السفن المحملة بالأسلحة في كل من شرق وغرب ليبيا.

...................