طالب خبراء امنيون وعسكريون جزائريون من الدولة تكثيف المجهود من أجل عمل استخباراتي واستعلاماتي أكثر تواجدا ونضجا بدول الجوار وعلى وجه التحديد داخل التراب الليبي، وذلك للوقوف أمام محاولات تسلل ما يعرف بتنظيم "داعش" ،واحباط عمليات اغراق الجزائر بمختلف انواع الاسلحة الحربية، ونشر الفوضى والفتنة والاقتتال.

واعترف متقاعدون في الاستعلامات الجزائرية في لقاء متدى "الشعب" حول " عولمة الإرهاب وتداعياته الجيوستراتيجية" ، صعوبة الوضعية امام تعقد الجبهة الداخلية في ليبيا، وتعفن الاوضاء على الحدود الجنوبية، وعلى الرغم –يتفق هؤلاء- من أن حنكة الجيش الجزائري وتكثيف تواجده على نقاط التماس الاكثر خطورة بين الجزائر وليبيا الا أن الوضع لا يزال تحت الخط الاحمر ولابد ان تدعمه الدولة بعمل مخابرات بالدرجة الاولى في ليبيا حتى يمنع تمدد داعش.

هذه الدعوة لا تأتي لتخدم الجزائر فحسب، وانما ستكون لفائدة دول المنطقة برمتها  من خلال القضاء على كل الخلايا الإرهابية النائمة واليقظة حال توفر معلومات عن نشاطاتها، مع مراقبة جمع الحدود وتنسيق التعامل الامني مع دول الجوار، لان خطر داعش حسبهم أصبح يأتي على الأخضر واليابس ولا يفرق بين الدول مهما كان انتماؤها، كما طالب الخبراء من الحكومة تكثيف الرقابة على الخطاب الديني باعتباره يكون في غالب الاحيان حافزا لتجنيد الشباب.

ودعا محمد خلفاوي - خبير أمني و ضابط سامي متقاعد في الجيش- في مداخلته الى تنسيق أكثر وضوح بين دول المغرب العربي لعرقلة تمدد الارهاب العابر للقارات، وتعزيز هذا التنسيق ببناء داخلي تحسين الاطار المعيشي للمواطنين مع توفير مناصب شغل والقضاء على العراقيل الادارية ،وهذا من أجل بناء ثقة أكبر بين الدولة والشباب ،ووضع حد لكل "المشهيات" التي يتقدم بها الارهابيون لاستمالة المواطنين، واعترف بالمكاسب الكبيرة التي حققها الجيش الجزائري في استتباب الامن، لكن ذلك حسبه غير كاف لو تترك الجبهة الاجتماعية على هشاشتها.

خلفاوي دعا إلى ضرورة تكثيف التنسيق بين مصالح الاستخبارات الجزائرية ونظيراتها في بلدان الجوار، مبرزا أهمية تكثيف نشاط عناصر الاستخبارات الجزائرية في ليبيا تحت أي غطاء لأن الأمر يتعلق بالأمن الوطني الجزائري، باعتبار أن ذلك يسمح بالقيام بعمل استباقي يمنع أي تسلل للسلاح وللإرهاب عبر حدودنا وصد أي محاولة لاختراق الحدود بنية القيام بأعمال إرهابية داخل وحتى خارج التراب الجزائري.

من جانب آخر اعتبر عبد العزيز مجاهد - خبير أمني وضابط متقاعد في الجيش – أن سد كل الثغرات المحتملة لمنع تسلل السلاح والجماعات الإرهابية عبر الحدود لابد ان تتدعم بمنظومة استعلاماتية كبيرة تصد التحركات المشبوهة حتى قبل الوصول الى الحدود ، منوها إلى أن الجيش الوطني  يظل على أهبة الاستعداد لمواجهة أي تهديد أو خطر إرهابي، وهذا يحتسب على المؤسسة العسكرية الجزائرية التي تسعى الى بناء جدار واقي مدعم بارقى وسائل الدفاع والحماية من اجل المحافظة على استقرار وأمن الجزائر.