وسط دعوات خبراء عسكريين مصريين لاقامة منطقة عازلة شمالي سيناء (شمال شرق) وإصدار قانون للإرهاب، يعقد "مجلس الدفاع الوطني" في مصر اجتماعا، مساء اليوم الجمعة، لمتابعة تطورات الأوضاع في سيناء، عقب التفجير الذي استهدف نقطة تفتيش بشبه الجزيرة المصرية، وأسفر عن سقوط العديد من القتلى والجرحى.

وطالب الخبراء بإقامة منطقة عازلة خالية من السكان تشمل مدينتي الشيخ زويد ورفح، بمحافظة شمال سيناء، لفترة من الزمان، لحين تمشيط المنطقة، وإخلاءها من عناصر "الإرهاب".

وحث اللواء سامح سيف اليزل مدير مركز الجمهورية للدراسات الاستراتيجية، في تصريحات للتلفزيون المصري، السلطات المصرية على "إخلاء الشيخ زويد حتى رفح (من السكان)، مثلما تم في وقت سابق أثناء حرب 1967 في محافظات بورسعيد والسويس (شمال شرق)، وتوفير البديل المناسب للسكان إلى أن يتم تطهير المنطقة من البؤر الإرهابية".

كما طالب الخبير العسكري اللواء سيد هاشم، في تصريحات صحفية، بأن "يخرج الاجتماع العاجل لمجلس الدفاع الوطني، بقرارات مهمة، على رأسها إعلان الشريط الحدودي بالمنطقة الشرقية مع إسرائيل منطقة عمليات تشمل رفح والشيخ زويد، وإخلاء المدنيين من تلك المنطقة". 

فيما قال اللواء علاء عز الدين، المدير السابق لمركز الدراسات الإستراتيجية بالقوات المسلحة (الجيش)، للأناضول إن "اجتماع (مجلس الدفاع الوطني) اليوم يأتي لاتخاذ قرارت رادعة للتعامل مع أزمة الإرهاب في البلاد، وفي سيناء بشكل خاص، ويأتي في مقدمتهما الإسراع بإصدار قانون الإرهاب".

وأضاف عز الدين: "يتضمن قانون الإرهاب كافة الإجراءات اللازمة للتعامل مع الحوادث الأمنية الأخيرة مثل سن عقوبة الإعدام لمن يحمل سلاح غير مرخص، أو يقوم بالاتجار فيه، وإحالة كل من يحمل سلاح أو متفجرات أو يتسبب في الاعتداء إلى المحاكمة العسكرية".

وتوقع أن يسفر اجتماع مجلس الدفاع الوطني عن "تشديد القيود على التحركات بين التجمعات السكنية" في شمال سيناء.

وفي وقت سابق اليوم، قال مسؤول بوزارة الصحة المصرية، لوكالة "الأناضول" إن 26 قتيلا وأكثر من 28 مصابا، وقعوا خلال تفجير استهدف نقطة تفتيش تابعة للجيش المصري في محافظة شمال سيناء.

وحسب مصادر سياسية، مقربة من الرئاسة فإن اجتماع الذي من المقرر أن يبدأ خلال وقت قصير مساء اليوم، سيناقش الخروج بقرارات تتعلق بمكافحة "الإرهاب" بكافة صورة، وسبل التعامل معه، لاسيما في ظل مواجهته في القاهرة، وبقية المحافظات، على حد وصفها.

ومجلس الدفاع الوطني هو المجلس المكلف بالنظر في الشئون الخاصة بوسائل تأمين البلاد وسلامتها، وأغلبية أعضائه من العسكريين، ويضم رئيس مجلس الوزراء ورئيس مجلس النواب ووزير الدفاع وقادة الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة ويترأسه رئيس الجمهورية، طبقا لقانون صدر في فبراير/ شباط 2014.

وفي 20 يوليو/تموز الماضي، اجتمع مجلس الدفاع الوطني للمرة الأولى، عقب حادث مقتل 21 عسكريًا وإصابة 4 آخرين خلال مواجهات مع "إرهابيين" استهدفوا إحدى نقاط حرس الحدود بالقرب من واحة الفرافرة، على بعد 100 كم جنوب غرب القاهرة.

ولم يصدر المجلس في ذلك الحين قرارات غير أنه توعد الجناة بـ"الثأر لدماء الشهداء الغالية"، بعدما "استعرض الجهود المبذولة لمكافحة الإرهاب ومحاصرته وتجفيف منابعه، في إطار التزام الدولة ببسط سيطرتها الأمنية على كامل التراب الوطني".