أعلنت الرئاسة التونسية اليوم الخميس عن رفع حالة الطوارئ التي دامت 3 سنوات قرار رأى فيه السياسيون والخبراء والعسكريون خطوة إيجابية ورسالة طمأنة للتونسيين والسياح والمستثمرين.   

وذكر مختار بن نصر عميد سابق وخبير عسكري أن القرار مرتقب لأن فترة الطوارئ طالت وتواصلت لفترة لم تشهد تونس مثيلا لها منذ الإستقلال وهي ترتكز على وجود قوات الجيش في كل مكان وخاصة المناطق الحساسة ليلا ونهاراوقال بن نصر :"حاليا ونظرا للتمشي السياسي وتوجه الحكومة الجديدة وبوادر الإستقرار الأمني والسياسي تم اتخاذ القرار لتعود الوحدات إلى ثكناتها وتتفرغ للتكوين وصالتدريب وصيانة المعدات وحماية الحدود ومن جهة اخرى تقوم وحدات الأمن بدورها مع العلم أنه هناك إمكانية أن تدعو وحدات الجيش الوطني للتدخل كلما اقتضت الضرورة ذلك واشار إلى أن المنطقة العازلة في الجنوب ومناطق العمليات العسكرية على غرار الشعانبي تبقى سارية المفعول ومتواصلة في قانون آخر وبالتالي يصبح هذا القرار جيدا على المستوى العسكري .

دفعا للسياحة و الاستثمار

ويعتبر القرار مهما من وجهة نظر العارفين بشأن السياحة والإستثمار حيث تونس حاليا على ابواب موسم سياحي وبعث رسالة طمأنة لبلدان العالم أن تونس اليوم رفعت قانون الطوارئ و ان الامن والإستقرار عادا إليها وبامكان زوارها من السياح التمتع بما تزخر به من مواقع سياحية جذابةواعتبر العميد بن نصر أن رفع الطوارئ يعطي كذلك رسالة طمانة يمكن اعتبارها سياسيا وديبلوماسيا خطوة ايجابية كما يجعل المستثمرين في الداخل والخارج يفكرون في بعث المشاريع التي ستوفر بدورها موارد مالية للبلاد ومواطن شغل جديدة للعاطلين عن العمل .

القضاء على الإرهاب ولكن !!

ومن جهته أفاد الدكتور نصر بن سلطانة رئيس المركز التونسي لدراسات الأمن الشامل ان قرار رفع الطوارئ  تم اتخاذه بعد التشاور مع المؤسستين الأمنية والعسكرية وتقييم الوضع الأمني العام في البلاد وعلى الحدود مع الجزائر وليبيا الوصول إلى قناعة بان الوضع الأمني قد تحسن وأن المؤسستين الأمنية والعسكرية قد أصبحتا تسيطران على الوضع الأمني الداخلي بصفة كبيرة وهو ما يستوجب أن تعود المؤسستين إلى مهامهما الأصلية حيث تعنى الأمنية بالمحافظة على الأمن العام في البلاد وتتوجه المؤسسة العسكرية إلى المهام الأصلية المرتبطة اساسا بحماية الحدود .

كما يعتبر القرار رسالة طمأنة إلى الشعب التونسي بان الارهاب لم يعد مشكلة كبيرة بالنسبة للحكومة الحالية بالنظر إلى النجاحات التي تمت ضد الإرهاب لكن هذا لا يجب أن يجعلنا نغفل على أن مقاومة الإرهاب هو عمل دائم وأنه لا يمكن القضاء نهائيا على هذه الظاهرة خاصة وان الحدود  الجنوبية لتونس مرشحة لمزيد من الإضطرابات في ظل الواقع الأمني المنخرم في ليبيا والمرشحة إلى أن تتفاقم أكثر وإلى إمكانية حدوث تدخل عسكري جديد على أراضيها لتحقيق استقرار الوضع العام في ليبيا ومساعدة شعبها على تكوين مؤسساته وارساء متطلبات الإستقرار والتنمية .