نبه خطيب الجمعة بمسجد "العلامة عبد الله كنون" بمدينة طنجة، جميع الناس إلى "المصدر الذي تأتي منه الفتوى، وإلى من يطلبها، وإلى الغرض من طلبها، وأن يصموا آذانهم ويعرضوا بعقولهم عن كل مصدر مشبوه في هذا الموضوع"، وهو ما أوله البعض بأنها إشارة إلى الجدل الذي أثارته مذكرة وزارة الأوقاف بخصوص خفض صوت الآذان في صلاة الفجر.

وأكد الخطيب أن "الشريعة الإسلامية جمعت بين طرفي الواقعية والكمال، فهي تنظر إلى واقع الناس وتستجيب لحاجاتهم وتلبي الضرورات التي تحدث لهم، دون أن تهمل العادات والنظر إليها على نحو يحكم وحدة المجتمع، كما تقوم على جلب مصالح الناس ودفع الضرر عنهم".

وتطرق الخطيب إلى موضوع الاجتهاد وشروطه، حيث قال إنه "لمواجهة الأمور والحوادث المتجددة في حياة الناس، يأتي الاجتهاد والقياس الذي لا يقدر عليه بشروطه إلا ذوو العلم والاختصاص، يبينون للناس ما هو حكم الله في ا يعرض لهم من الأمور والمشاكل".

وعرج الخطيب على مسألة الفتوى وشروط المفتي، ومنها "العلم والنزاهة والرشد والبعد عن الشهوات، ولا سيما شهوة الزعامة، والشهرة مع التحلي بالحكمة والاعتدال وقراءة العواقب"، مشددا على أنه "وجب على الناس ألا يقصدوا بطلب الفتوى إلا من توفرت فيهم هذه الشروط".

ولفت خطيب الجمعة إلى أن هذه الشروط لا تتوفر في الغالب في الفرد الواحد ، ولا سيما في هذا الوقت الذي أدرك فيه الناس حكمة الإسلام في ترجيح الحق الذي يصدر عن الجماعة بدل الاطمئنان إلى ما يصدر عن الفرد الواحد، خصوصا في أمور الدين التي يتوجب فيها التيقن والاحتياط".