أكد رئيس مجلس النواب عقيلة صالح خلال مراسم افتتاح مجمع المحاكم والنيابات بمدينة درنة أن رسالة القضاء هي إقامة العدل بين الناس وهي مهمة قدسية تستمد وجودها من النيابة عن المجتمع الإنساني في إعطاء كل ذي حق حقه وإنصاف الضعيف والمظلوم وهي المهمة الأولى.

وبين صالح أن القاضي وحده هو الذي يحيل نصوص القانون الغامضة إلى حقائق تنبض بالحياة وهو وحده الذي يستطيع أن يتغلغل إلى روح المشرع وإرادة الجماعة التي وضعت بنفسها القانون لمصلحتها هي أولا وقبل كل شيء وهو الذي يجعل النصوص الصماء تنفجر وتتمخض عن حقوق وواجبات وضمانات وهو وحده الذي يسخر قوى الدولة في رد الحق لصاحبه ولو كان أصغر مواطن يأخذه من مغتصبه ولو كان أكبر كبيرا.

وأضاف صالح أن القضاة هم الذين يؤيدون حكم العدالة ويبثون الأمانة بين الناس ويعينون لكل فرد الحق الفاصل بين واجباته وحقوقه، من غير تحيز أو ميل، مبينا أن القضاء وظيفة سامية ورتبة عالية لكنها تقتضي من الفضائل والمكارم ما لا ينال بسهولة ومن التبعية ما تنخلع له القلوب، حيث أن القضاء عدالة وأمانة على الأموال والأعراض.

وشدد صالح على ضرورة أن يكون القاضي محايداً نزيهاً عفيف اليد واللسان لأنه من الضروريات للقضاء الاعتقاد بنزاهته وصدق مذره في الخصومات، لان الناس إذا ما ظنوا به السوء فقدوا الثقة فيه وليس أمامهم بعد طريق الحق إلا سبيل الباطل فتفسد الأخلاق وتضيع الحقوق ويستهين القوي بالضعيف ويتمرد الغني على الفقير.

ولفت صالح إلى ضرورة احترم دور النيابة العامة كأداة لحماية القانون وضمان حيادتها في تصرفاتها، فهي خصم شكلي وشريف ليست لها مصلحة في الخصومة، تمارس سلطتها استقلالاً عن رغبات أفراد فنزاهتهم يجب أن لا يثار فيها أي شك فهي لا تبحث عن الإدانة وإنما تعمل للوصول إلى الحقيقة وحسن إدارة العدالة .

ودعا صالح أعضاء النيابة العامة،، إلى اتخاذ الإجراءات بالسرعة الممكنة حتى لا تفقد فعاليتها في حماية النظام العام وضمان احترام الحرية فالسرعة ضرورية وحتمية في كافة الخصومات الجنائية لتحقيق الدفاع الاجتماعي وتطبيقا للقانون الذي يحمي مصالح المجتمع ويحمي أيضا حريات الأفراد.

وبين صالح أن المحامون شركاء مع القضاء في البحث عن الحقيقة وهم أخوة القضاة في الفن، وأصحاب في العمل مقصدهم واحد هو أجل المقاصد في الوجود هم الذين ببحوثهم ومرافعاتهم يقدمون للقضاة المادة الأولى لصناعتهم رسالتهم شريفة ومهنتهم النبيلة ضرورية كالعدالة فالوقوف إلى المرافعة لا يقل شرفاً عن الجلوس للفصل في القضاء.

وأضاف صالح أن درنة يجب أن تعود آمنة جميلة كما كانت وشدد على أن أجزاء من المدينة القديمة تعرضت للدمار بسبب الحرب على الإرهابيين الذين استغلوها ملاذا لهم، وأضاف سنعمل جميعا على إعادة إعمارها وبالطراز القديم.

وأعرب صالح عن احترام القضاء احتراما أصيلا وعميقا قائلا أفضل أنواع الاحترام الذي يصدر حرا من تلقاء ضميره لما فيه من مصلحة المجتمع والمواطنين وقدم تحياته لأعضاء مجلس النواب والوقوف معهم ضمانا لاستقلال القضاء وحيادته.