بمجرد الحديث عن أعلام ليبيا تبرز لنا أسماء عدة يكاد يصعب حصرها نظرا للدور الريادي الذي لعبته هذه الأسماء كل في مجاله، ولا يمكن الحديث عن الأدب والثقافة في ليبيا من دون الحديث عن خليفة الفاخري، الأديب والكاتب الذي داعبت أنامله عشاق الأدب والقصص والروايات بمختلف أذواقهم وأهوائهم الأدبية.
هو خليفة محمد الفاخري، ابن بنغازي، ولد فيها سنة 1942، وبها درس القرآن الكريم في الكتّاب، كما درس اللغة الإنجليزية بالمركز الثقافي البريطاني بالمدينة، ونال دبلوما في اللغة الإنجليزية وآدابها من جامعة كامبردج البريطانية.
عمل الفاخري في بداية حياته العملية موظفا بنظارة المعارف والمجلس التشريعي، ثم انتقل إلى العمل بمصلحة التسجيل العقاري، قبل أن يشتغل بالجامعة الليبية وأمانة الشباب والرياضة فترة النظام السابق، كما عين مستشارا ثقافيا بالسفارة الليبية في العاصمة الدنماركية كوبنهاغن، وعقب عودته منها عمل مصححا لغويا بمجلة الثقافة العربية، ومن ثم عمل عضوا متطوعا باللجنة الإدارية لمركز التدريب والدراسات التابع للهلال الأحمر الليبي، كما أسهم في النشاط الثقافي لنادي التحدي الرياضي.
حضر خليفة الفاخري العديد من المؤتمرات والندوات داخل ليبيا وخارجها، ونشرت أعماله الأدبية في عدد من الدوريات والمجلات والصحف المحلية والعربية كصحيفة الحقيقة والأسبوع الثقافي ومجلة الثقافة العربية والفصول الأربعة. وصدرت له أعمال مثل موسم الحكايات، وبيع الريح للمراكب، وغربة نهر، وغيرها العديد. توفي الفاخري رحمه الله في السادس من نوفمبر عام 2001.
خليفة الفاخري، مبدع غادر بدون استئذان. يوم رحيله خرجت بنغازي بكل اطيافها تودعه، وتبكيه، قالو عنه أن مشاعر الحب والود والانتماء كانت هي التي تربطه بالمدينة وهي التي تربطه بأهلها، الذين ارتبطوا به وجدانيا من خلال ابداعاته القصصية التي جعلت الكل يري نفسه في أشخاصها، اتسمت كتاباته بأسلوب جديد لم يألفوه من قبل، كان ينقلهم بثقة الى رحاب كلماته، التي ينحتها مثلما قال صادق النيهوم، وكان وراء ذلك الابداع موهبة حقيقة لم تخلق من عدم؛ بل يهبها الله وحده لمن يشاء من عباده.