لم يكن القضاء على تنظيم داعش الإرهابي في معقله المركزي بمدينة سرت الليبية سنة 2016 بالأمر الهيّن حيث خلف خرابا رهيبا بالمنطقة و خسائر بشرية مهمة.
رغم هذا الانتصار التاريخي إلا أن التنظيم بقي حاضرا بقوة في المشهد الليبي من خلال عمليات إرهابية متفرقة تقوم بها عناصره بين حين وآخر،فضلا عن توجه التنظيم نحو الدعاية في محاولة لإستقطاب عناصر جديدة وإخفاء هزائمه المتكررة.
إستأنف التنظيم الارهابي مؤخرا استراتيجيته الاتصالية التي تهدف لإثبات أنها لازال موجودا و مؤثرا .
من ذلك،أكدت مديرية أمن الرجبان الخميس أن المنشورات التي تم العثور عليها بمقهى الراقوبة والتي تتضمن تهديدات بأنها صادرة عن مايعرف بتنظيم الدوله الإسلاميه بالقيام بعمليات تفجير وتخريب لعدد من مؤسسات الدولة بمدينتي الرجبان والزنتان لا تحبطها عن العمل.
المديرية أوضحت عبر مكتبها الإعلامي أن المنشورات التي تم العثور عليها تتضمن تهديداً لتفجير و تخريب مطار الزنتان،مقار مديريات الأمن،مراكز الشرطه والأجهزة الأمنية الأخرى كالأمن الداخلي والخارجي والإستخبارات والشرطه العسكرية والمعسكرات التابعه للجيش بالإضافة إلى تكفير للضباط والمسؤلين والتهديد بإغتيال مدراء الأمن والضباط القياديين سواء من الجيش والشرطة.
وناشدت المديرية كل أعضاء الشرطة المتغيبين عن العمل في كل المدن وكذلك العسكريين ممن لم يلتحقوا بمعسكراتهم بضرورة الإلتحاق بأعمالهم تلبية لنداء الواجب تجاه الوطن.
وشددت المديرية على أنها لن تتهاون مع كل من تسول له نفسه زعزعة الأمن وإستهداف المدنيين والمؤسسات المدنية والعسكريه ،منوّهةًكل الأهالي والشعب الوقوف صفاً واحدا مع رجال الشرطة وذلك حفاظاً على الإستقرار والأمن.
كردّة فعل عن هذه التهديدات المتتالية تفاعلت القوات الامنية في سرت و هي المدينة المحررة من قبضة التنظيم المتطرف منذ 2016.
حيث ضاعفت أفراد القوات الأمنية بداية من الليلة الماضية حضورهم الامني جنوبي وجنوب غربي المدينة، دون الإفصاح عن أي خطوات أخرى بهذا الخصوص.
يأتي ذلك في وقت أكدت فيه مصادر أمنية متطابقة لـيبية أن قوة عسكرية تابعة للقيادة العامة للجيش، وصلت الليلة الماضية مناطق وادى بي وأبونجيم واللود الزراعي، عن طريق الجفرة، وأن القوة سيّرت دوريات في هذه المناطق على متن عربات صحراوية مسلحة، وأقامت نقاط استيقاف مؤقتة، حتى الساعات الأولى من صباح اليوم.
وأفاد سكان في مناطق وادى جارف ووادى زمزم، المتاخمة لمدينة سرت، بأن طيرانا مجهولا يحلق منذ الساعات الأولى، من صباح اليوم السبت.
في تفاعل دولي حول تحركات التنظيم الارهاب في ليبيا،يرى وكيل وزارة الدفاع الإيطالي انجيلو توفالو "أن خطر داعش لا يزال قائما ويجب ألا نخفض مستوى الحذر بتاتا، وأجهزة المخابرات تعرف ذلك جيدا بالرغم من قلة الإعلانات التي يطلقها".
وأعرب المسؤول الايطالي عن تخوّفه الكبير إيزاء الوضع في دول تتحرك فيها عناصر التنظيم بسهولة مع هشاشة الوضع الأمني فيها وليبيا خير مثال.
في هذا الإطار قال فريدريك ويري الخبير المتخصص في الشأن الليبي بمؤسسة كارنيجي للسلام الدولي "يستخدمون هذه الهجمات ليظهروا أنهم عائدون.. هم يعيدون إنتاج انفسهم لجذب مزيد من المجندين". وأضاف "أفضل معين لتنظيم داعش في ليبيا هو الأزمة السياسية والتناحر السياسي... عندما تكون ليبيا منقسمة فهذا يعطي المجال لتنظيم داعش بالنمو والانتشار.