في الوقت الذي تتسارع فيه الجهود محليا ودوليا لدعوة الفرقاء الليبيين للعودة الى طاولة الحوار املا في التوصل الى توافق ينهي سنوات الازمة والفوضى في البلاد ،يواصل تنظيم "داعش" الارهابي ظهوره في الأراضي الليبية في محاولة للتأكيد على وجوده في أعقاب الهزائم المتتالية التي مني بها وسقوط أغلب معاقله في البلاد.
مجددا عادت بقاء خلايا "داعش" الارهابي النائمة للتتحرك في عدة مناطق وخاصة في الجنوب الذي يمثل ملاذا مناسبا للعناصر الارهابية.ففي تطور جديد،أعلن الجيش الوطني الليبي مقتل عدد من عناصر التنظيم الارهابي خلال عملية نوعية استمرت 9 ساعات في حى عبد الكافى بمدينة سبها جنوب البلاد.
وقالت شعبة الإعلام الحربى التابعة للجيش الليبى إن وحدات القوات المُسلحة قامت خلال عملية لملاحقة داعش في مدينة سبها بقتل أكثر من سبعة أشخاص خلال هذه العملية اثنان سعوديان؛ رغم محاولاتها القبض عليهم أحياء، كما قام السعودي الثالث بتفجير نفسه.
وأوضح الجيش الليبى أن العملية استمرت لأكثر من ستة ساعات ونفذتها الوحدات العسكرية بالكتيبة 116 مُشاة والكتيبة 160 مُشاة التي حسمت المعركة في حي عبدالكافي في مدينة سبها وتمكنت من القضاء بالكامل على الخلية الإرهابية التابعة لتنظيم داعش.ولفت إلى أن حسم المعركة تأخر لتحصن الدواعش بشكل كامل ولاستخدامهم الأساليب الانتحارية وتلغيم كافة مواقعه ، ولتسليحه بالعتاد المتطور، كما قامت هذه الجماعات باستهداف وحدات القوات المُسلحة بأكثر من اثنان وثلاثون قنبلة يدوية.
وكانت وحدات من الكتيبة 116 مشاة ووحدات من الكتيبة 160 مشاة بالقوات المسلحة العربية الليبية تحركت بعد ورود معلومات عن تحركات لمجموعة إرهابية داخل حي سكني في مدينة سبها بحي عبد الكافي، ونجحت في اقتحام أوكار الجماعة الإرهابية والقضاء على عدد من عناصرها، وتقوم بمطاردة فلول هذه الجماعة التي فرت باتجاه مكب حي عبد الكافي.
وفي وقت سابق،أكد اللواء خالد المحجوب، مدير إدارة التوجيه المعنوي بالقوات المسلحة العربية الليبية،أن وحدات الجيش انتهت منذ قليل من عملية نوعية بمنطقة سبها العسكرية.وأوضح المحجوب، أنه بعد متابعة دقيقة وتحري لموقع سكني بحي عبد الكافي يرتاده بعض الأفراد الذين يدّعون أنهم عائلة قادمة من خارج المدينة، وتبين أنهم مجموعة إرهابية متطرفة تتستر في كونها عائلة.
ولفت إلى أن الغرفة الأمنية المشتركة حددت وقت تنفيذ العملية التي كانت مفاجئة وأربكت هؤلاء الدواعش؛ الذين استخدموا مختلف أنواع الأسلحة ولكن قدرة وكفاءة الوحدة العسكرية 116 كانت في الموعد.وأكد أن العملية تمت بنجاح مقدما الشكر لأهالي الحي الذين ساندوا القوات المسلحة إثناء العملية، والتي نتج عنها عملية المداهمة والقبض وجرح بعض الأفراد.
ووجه الجيش الوطني الليبي ضربات نوعية لعناصر تنظيم "داعش" في الجنوب الليبي،ففي أغسطس الماضي، أعلنت غرفة عمليات الإعلام الحربي بالجيش الوطني إن وحداته "استهدفت ودمرت مجموعة تابعة لـ(تنظيم داعش)، بعد دخولها لإحدى المناطق بمنطقة غدوة على بعد 60 كيلومترا جنوب مدينة سبها، حيث استطاعت القوات القضاء عليهم وتدمير 3 آليات والقبض على آليتين أثناء محاولتهم الهرب.
وجاء ذلك بعد أيام قليلة من مداهمة الجيش الليبي لموقع توجد فيه مجموعة تابعة لتنظيم داعش،حيث قتل عددا من عناصر التنظيم.ونقل موقع "ارم نيوز" الاخباري عن الضابط سليمان الهادي، قوله أن دوريات تابعة للمنطقة العسكرية سبها، تحركت منذ أكثر من يومين بناء على معلومات استخباراتية رصدت تحرك سيارات في إحدى ضواحي مدينة مرزق جنوب غرب ليبيا.
وأشار الهادي، إلى أن المنطقة المحددة تبعد عن مدينة سبها عاصمة منطقة فزان، بحوالي 170 كيلو مترا.وتابع أن المجموعة التي تم رصدها تتكون من حوالي 30 عنصرا متشددا يتحركون في منطقة صحراوية تتميز بوجود جبال وكهوف تستعمل للاختباء وتخزين المؤن والذخائر.وأكد الهادي أن "سرعة انقضاض القوة العسكرية واختيار التوقيت المناسب كانت سببا في إرباك المجموعة والتي لم تقاوم كثيرا"، مشيرا إلى مقتل حوالي 11 عنصرا في العملية وأسر الباقي.
وفي نهاية فبراير الماضي أعلن الجيش الليبي إحباط مخطط تخريبي لتنظيم داعش الإرهابي في جنوب البلاد، حيث أكد القبض على الإرهابي عمر فاضل السعيد محمد الأمين المكنى بـ"أبو عبدلله "، وهو طبيب داعش في ليبيا، جنوب مدينة سبها، حيث ينظم مع آخرين لتنفيذ مخطط إرهابي في الجنوب.وأكد الجيش وقتها أنه تم نقل أبو عبدالله إلى مكان سري آمن لأنه من أهم قيادات التنظيم، ولديه أسرار كثيرة عن خلايا داعشية في الجنوب وليبيا عامة.
وشن متشددون من تنظيم "داعش"،خلال السنوات الماضية، عدة هجمات على نقاط تفتيش تابعة للجيش الوطني الليبي في الجنوب.وسبق أن أعلن التنظيم في 21 مايو قصف 3 مواقع لقوات الجيش الليبي جنوب البلاد.وأعلن "داعش" تنفيذ هذين الهجومين بعد أشهر من غياب أي تقارير حول عملياته في ليبيا.وقال مصدر عسكري في "الجيش الوطني الليبي" لـ"رويترز" إن نشاط تنظيم "داعش" يتزايد في جنوب ليبيا بعد إلقاء القبض على القيادي الداعشي السوري محمد الرويضاني.
وقبض على الرويضاني المكنى "أبوبكر"،في مايو الماضي خلال مشاركته في القتال في صفوف قوات الوفاق وحليفها التركي.وقال اللواء أحمد المسماري المتحدث باسم الجيش الليبي،أن الرويضاني المكنى "أبوبكر"، هو أحد أخطر عناصر داعش في سوريا، وانتقل إلى ليبيا برعاية المخابرات التركية كأمير لما يعرف بـ"فيلق الشام".
وتشير هذه الأحداث الى محاولات لاعادة احياء تنظيم "داعش" في ليبيا وهو ما يشكل خطرا كبيرا على البلاد.ويربط كثيرون بين عودة التنظيم الارهابي والتحركات التركية المشبوهة في ليبيا.وأكدت تقارير إعلامية تسهيل أنقرة انتقال الدواعش ونظرائهم من الإرهابيين والمُتطرفين من سوريا إلى ليبيا،وبلغ تعداد الجهاديين الذين وصلوا إلى ليبيا، 10000 بينهم 2500 من حملة الجنسية التونسية،وفق ما أفاد به المرصد السوري لحقوق الإنسان في وقت سابق.
كما حذر الجيش مراراً من نقل تركيا لعناصر إرهابية، ومتطرفة إلى الأراضي الليبية، واتهمها بتحويل غرب ليبيا معسكراً للدواعش.وتحدث خالد المحجوب، مسؤول التوجيه المعنوي في الجيش، عن استقدام تركيا "ثلاثة آلاف من عناصر المرتزقة السوريين، ومن بينهم أحد قيادات تنظيم داعش الإرهابي"، متهماً أنقرة بمحاولة إعادة "دولة داعش" في الغرب الليبي.
وتمثل ليبيا بحسب الكثير من المراقبين الملاذ الأبرز لعناصر تنظيم "داعش"،حيث يسمح استمرار الفوضى الكاملة في البلاد وانعدام السلطة المركزية،إضافة إلى الجغرافيا الليبية،بنمط جديد من الانتشار الداعشي بالتمدد، من خلال لخروج للصحراء الواسعة بعيداً عن مدن الساحل المركزية، والتحصن بالوديان والجبال في سبيل إعادة تنظيم نفسه وإمكاناته.