خلعت أروقة معهد الفيلم الإيرلندي عنها، أول من أمس، رداء الهدوء الذي طالما تميزت به، مع انطلاق فعاليات النسخة الرابعة من مهرجان دبلن للفيلم العربي، التي رفعت ستائرها على وقع حكاية تبرز التناقضات بين المجتمعين السوري واللبناني، لترسم الابتسامة على ملامح ضيوف المهرجان ممن تابعوا فيلم «محبس» للمخرجة اللبنانية صوفي بطرس.

والذي أعلن شرارة انطلاقة النسخة الرابعة للمهرجان، التي تقام تحت رعاية سوق دبي الحرة، وتحمل في خزانتها 7 أفلام عربية تميزت بقصصها وقدرتها على نقل صور متعددة عن الثقافات العربية المختلفة.

كثر هم الذين ساروا، أول من أمس، على سجادة المهرجان الحمراء، والذين مثلوا أطياف المجتمع الأيرلندي، والمقيمين العرب في دبلن، إلى جانب سفراء الإمارات والمغرب ومصر، الذين كان في استقبالهم المخرج الإيرلندي المرشح لجائزة الأوسكار، جيم شيريدان، رئيس المهرجان، والمخرجة المغربية زهرة مفيد، مديرة المهرجان.

بالإضافة إلى شنيد آل سيبي نائب الرئيس التنفيذي الأول لقسم التسويق في سوق دبي الحرة، وروس كين، مدير معهد الفيلم الإيرلندي، كما حضر الافتتاح ثلة من صناع السينما الإيرلندية.

في كلمته الافتتاحية، أكد المخرج جيم شيريدان المرشح لجائزة الأوسكار 6 مرات، أهمية وجود مهرجان دبلن للفيلم العربي. وقال: «فكرة وجود مهرجان يحتفي بالأفلام العربية في دبلن جميلة، لقدرتها على منحنا الفرصة للتعرف إلى الثقافات العربية واختلافاتها». وأشار شيريدان، إلى أن المهرجان في نسخته الرابعة استطاع أن يحقق خطوات ناجحة، وأن يستقطب مجموعة من الأفلام التي تركت بصمة واضحة في السينما العربية.

وتوجه شيريدان بالشكر إلى كافة سفراء الدول الذين شاركوا في افتتاح المهرجان، بالإضافة إلى سوق دبي الحرة، التي واصلت رعايتها للمهرجان للعام الرابع على التوالي. مستذكراً في الوقت نفسه، الممثل الراحل عمر الشريف، والذي قال: «نعقد المهرجان مع مرور الذكرى السنوية الثالثة لرحيل صديقي الممثل عمر الشريف، الذي كان نجم افتتاح الدورة الأولى من المهرجان».

موجة تصفيق حارة، اجتاحت قاعة العرض التي احتضنت فيلم «محبس» بمجرد إعلان نهايته، الذي سبق له أن عرض في الدورة الـ 13 لمهرجان دبي السينمائي التي عقدت العام الماضي، وتدور حكايته بعد مرور عقدين من انتهاء الحرب الأهلية اللبنانية، ولا تزال «تيريز» (جوليا قصار) تحمل في قلبها كرهاً للسوريين إثر مقتل شقيقها في الحرب بقذيفة سورية، ولكنها برغم ذلك تعيد النظر في موقفها عندما تقرر ابنتها الوحيدة «غادة» الزواج من شاب سوري يصل إلى بيروت مع عائلته لطلب الزواج منها.

في الفيلم الذي يشارك في بطولته ثلة من نجوم لبنان وسوريا، من بينهم بسام كوسا وجوليا قصار ونادين خوري وبيتي توتل وجابر جوخدار وسيرينا الشامي وسعيد سرحان، تأخذنا الأحداث وبطريقة سلسلة ومريحة لا تخلو من الكوميديا السوداء، نحو واقع تتفرع منه مشكلات عدة يعاني منها المجتمعان، على رأسها التركة الثقيلة التي تركتها سنوات الحرب الأهلية في لبنان.

وشهد افتتاح المهرجان قبيل بدء فيلم «محبس» عرضاً خاصاً لمجموعة من أفلام الراحل عمر الشريف، ومن بينها فيلم «لورانس العرب»، و«أرض السلام» الذي قدمه مع الراحلة فاتن حمامة، و«دكتور زيفاغو» الذي شهد انطلاقة الشريف الحقيقية، و«حسن ومرقص» الذي قدمه مع الممثل عادل إمام.