اعتبر الديبلوماسي التونسي السابق أحمد ونيس، أنّ فرنسا وأمريكا لديهما استراتيجيات تتجاوز تونس، "فهي لا تتصدّر موقع اهتماماتهم العالمية ولكن بالنسبة لفرنسا مصير تونس مهم أكثر من أمريكا"، وفق تقديره.
وقال ونيّس، في تصريح لإذاعة "موزاييك" التونسية الخاصة، تعليقاً على تناقض مواقف الدولتين من المسار السياسي في تونس بعد وصف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الاستفتاء على مشروع الدستور الجديد بتونس بأنّه "مرحلة مهمة" في عملية الانتقال السياسي، إنّ مستقبل تونس وحاضرها يمثّل محور اهتمام فرنسا.
في المقابل، اعتبر ونيّس، أنّ تصريح وزير الدفاع لويد أوستن، الذي قال فيه إنّ "حلم تونس بحكومة مستقلة أصبح في خطر"، يؤكّد أنّ أمريكا أخذت بعين الاعتبار تحرّك القوى المدنية والسياسية في تونس ضدّ تصريحات السفير الجديد في تونس الذي يسعى لتنفيذ اتفاقية إبراهيم المتعلّقة بالتطبيع مع إسرائيل، و"تصريح وزير الدفاع الأمريكي يأتي في هذا السياق حيث حصر مآخذات بلاده على تونس في مسألة المسار الديمقراطي".
وأضاف أنّ "اهتمامات أمريكا تركّز على الساحة العالمية وتونس لديها في ذلك نصيب ثانوي ولكنّهم يريدون المحافظة على دورهم في مستقبل تونس وحاضرها وبالنسبة إليهم مسألة الاستقرار في تونس لديه مكانة كبرى وحلّ القضايا الإقليمية والوضع في ليبيا ومقاومة الإرهاب والمستقبل في الجزائر"، وفق قوله.
وتابع: "موقف فرنسا وأمريكا يبيّن سعيهما إلى إعادة الحوار حول الديمقراطية أيّ أنّهما لن يذهبان إلى القطيعة أو تعميق الأزمة الاقتصادية والمالية التونسية".