قال رئيس مرصد المواطن للاعلام نبيل اللباسي  في مؤتمر صحفي عقده أمسالاربعاء   انه تم الاعتماد على 21 معيارا بخصوص رصد التجاوزات والاخلالات بشأن العيّنة المدروسة من الصحف التونسية ، موضّحا أنّه من أهمّ هذه المعايير عدم احترام التوازن والتحيّز الممنج في معالجة المعلومات والتحريض على الكراهية الدينية أوالقبلية أو العرقية والحثّ على العنف وانتهاك كرامة الانسان اضافة الى خرق مبدأ افتراض البراءة حتى تثبت الادانة واستعمال عبارات مسيئة واعتماد التخويف والسخرية. 

وكشف تقرير مرصد المواطن للإعلام  أن صحيفة "الشروق" أكثر الصحف ارتكابا للأخطاء المهنية في الصحف اليومية تليها "الصريح" و"المغرب" و ذلك في جميع المستويات (الاخبار و المقالات و التحقيقات و الصور) .  
و في الفترة الممتدة من 15يوليو 2013 الى 14 يناير 2014 تم رصد ه العينة المدروسة في التقرير وهي 7 صحف يومية و صحيفتان اسبوعيتان و موقع الكتروني و اشار الى ان عينة الصحف تتمثل في "االتونسية" و "الشروق" و "المغرب "و "الضمير" و" الصريح" و "لابراس" و "لوطون" و "الصباح الاسبوعي" و "تونس هبدو" و "موقع الصباح نيوز".
و اوضح ان مقاييس اختيار العينة تتلخص في استبعاد الجرائد ذات التبعية الحزبية المعلنة و استبعاد الجرائد التابعة للهيئات و المؤسسات النقابية و استبعاد الجرائد ذات الخط التحريري المغرق في التحيز.
وقال اللباسي ان عدد التجاوزات المرصودة تجاوزت عدد المقالات مؤكدا انه "ليس هناك مقال يخلو من خلل او انحياز او دعوة الى الكراهية و العنف".
 

وكانت المجموعة العربية لرصد الإعلام بالاشتراك مع جمعيّتين  تونسيتين هما "المجلس الوطني للحريّات  بتونس" وشبكة "تحالف من أجل نساء تونس " . مشروعا لرصد وسائل الاعلام في البلاد 
وقالت الدراسة إنّ العينة التي تمّ اعتمادها كانت بهاجس اختيار وسائل الإعلام التي تتمتّع بنسبة عالية من الإقبال، سواء المكتوبة أو المسموعة والمرئية، العموميّة أو الخاصّة. حيث وقع الاختيار، بالنسبة للصحافة المكتوبة، على ستّ صحف يوميّةهي على التوالي: "المغرب" "الشروق" "ا التونسية " "الصريح" وهي يوميات صادرة باللغة العربية، إضافة إلى يوميتين "لابراس" و"لوطون" الصادرتين باللغة الفرنسية، وثلاث أسبوعيات، هي: "المساء" و "الضمير"، و" آخر خبر".
أما بالنسبة لمحطات الإذاعة فقد وقع الاكتفاء بخمس محطات إذاعية هي على التوالي: "إذاعة تونس" وهي أهمّ محطة إذاعية عموميّة "الإذاعة الوطنيّة" وأربعة قنوات إذاعية خاصة منها إذاعتان تبثان منذ عهد  بن علي وهما إذاعتا "موزاييك " و"اكسبراس"، وإذاعتان أخريان حصلتا على موجات البث بعد الثورة: "راديو 6 " و "راديو كلمة".
وقد وقع اختيار رصدنا هذه الإذاعات على أوقات الذروة وهي على التوالي: -
من الساعة السابعة إلى الساعة التاسعة صباحا – من الساعة الحادية عشرة والنصف صباحا إلى الساعة الثانية بعد الزوال - من الساعة الرابعة مساء إلى السادسة مساء.
أما عن محطات التلفزيون، فقد وقع رصد : قناة "الوطنيّة 2" وثلاث قنوات أخرى خاصّة هي على التوالي: قناة "حنّبعل" و قناة "نسمة" وقناة "االتونسية".
وقد تم اختيار فترات الرصد الزمنية الآتية على التوالي:
- بالنسبة للقنوات التلفزيونية، تم اختيار فترة زمنية واحدة: من السادسة والنصف مساء إلى منتصف الليل، أي خمس ساعات ونصف لكل قناة يوميا، وهي الفترة التي تتضمن ما يجمع عليه كل محترفي التلفزيون بأنه وقت ذروة المشاهدة.
وأفرزت نتائج الرصد انتشارا لخطابات الكراهية في الصحافة اليومية، الصادرة باللغة العربية، بلغت نسبته 90.3 بالمائة، في حين تقاسمت اليوميتان الصادرتان باللغة الفرنسية "لوتون" و"لابراس" النسبة المائوية الباقية أي نسبة 09.7 بالمائة
وكان مجموع ما كتبته صحيفتا "لوتون" و"لابراس" مجتمعتين من خطابات تحمل الحقد والكراهية أقل، حتى من أضعف نسبة ظهرت في يومية من اليوميات المكتوبة باللغة العربية، وهي يومية "الشروق"، مما يؤكد مهنية الصحف الفرنسية في هذا الجانب لا تقارن مع الصحف الناطقة بالعربية . وتأتي صحيفة "لابراس" العمومية في آخر الترتيب، بنسبة مائوية لا تزيد عن 03.73 بالمائة، وهي اضعف نسبة على الإطلاق، وقد يكون الوضع القانوني العمومي، وقيود الخط الافتتاحي، ودفتر أعباء الصحيفة من العوامل المفسرة بالإضافة، ربما، لخبرة الصحفيين الذين يعملون في الصحيفة.
وقد شكلت عبارات القذف والشتم أزيد من 72 بالمائة من نسبة خطابات الكراهية في الصحف اليومية.
والأخطر في هذه النسبة هو كون أكثر من 13 بالمائة من خطابات الكراهية في هذه الصحف اليومية كانت دعوات – ضمنية أو صريحة - للعنف.
كما كان لأكثر من 58 بالمائة من المادة الإعلامية التي تضمنت خطابات الكراهية في تلك الصحف اليومية، صلة موضوعية - مباشرة أو غير مباشرة - بمحوري الأحزاب والدين حيث أتت نسبة محور الأحزاب في المقدمة ب 44.78 بالمائة من خطابات الكراهية، تليها نسبة محور الدين في المرتبة الثانية ب 13.43 بالمائة.
وأكثر من نسبة 57 بالمائة من خطابات الحقد والكراهية في الصحف اليومية، جاءت في إطار أنواع صحفية إخبارية خالصة، حيث جاءت نسبة 39.55 بالمائة عبارة عن تغطيات أو متابعات أو ملخصات بيانات ونشاطات، متبوعة بنسبة الأخبار القصيرة والبرقيات، التي بلغت نسبة 17.91 بالمائة.
وأكثر من 57 بالمائة من خطابات الكراهية في الصحف اليومية من إنتاج أنصار حزب حركة النهضة الاسلامي، والجبهة الشعبية ونداء تونس، في حين  بلغت نسبة خطابات الكراهية التي أنتجها الصحفيون 27.6 بالمائة.
وقد استهدفت نسبة 38 بالمائة من خطابات الكراهية في الصحافة اليومية حركة النهضة وحركة نداء تونس والجبهة الشعبية.
وتبدو حركة النهضة  أكبر ضحية لخطابات الكراهية في الصحف اليومية، بنسبة 17.91 بالمائة، متبوعة بنداء تونس بنسبة 14.18 بالمائة، اما الجبهة الشعبية فبنسبة  06.72 بالمائة.
واحتلت صحيفة "المساء" الصدارة بين الصحف الأسبوعية  في هذا الخصوص، بنسبة 90.3 بالمائة، وهي نسبة عالية جدا تؤكد مجموع الانتقادات الموجهة لهذه الصحيفة من قبل السياسيين والصحفيين على حد سواء.
ويوجد أكثر من 75 بالمائة من خطابات الكراهية في الصحف الأسبوعية، عبارة عن عبارات للقذف والشتم، والمقلق أكثر في هذه النسب المائوية هو أن أكثر من 19 بالمائة من خطابات الكراهية أي أكثر من 13 بالمائة بالنسبة للصحف اليومية، عبارة عن دعوات للعنف وللقتل.
وظهر أن أكثر من 60 بالمائة من المادة الإعلامية التي تتضمن خطابات للكراهية في الصحف الأسبوعية متعلقة بثلاثة محاور هي الأحزاب، والرشوة والمؤسسات الانتقالية، إذ يظهر محور الأحزاب كمحور أول ب 27.54 بالمائة من خطابات الكراهية، فمحور الرشوة بنسبة غير بعيدة عن السابقة وهي 23.95 بالمائة، في حين جاءت المؤسسات الانتقالية الثلاث في الصف الثالث ب 8.89 بالمائة.
وجاءت أكثر من 60 بالمائة من خطابات الحقد والكراهية في الصحف الأسبوعية، في شكل أنواع صحفية متعلقة بالرأي، حيث جاءت نسبة 53.98 بالمائة في صيغة تعاليق و افتتاحيات، وفي مجال الأنواع الصحفية المرتبطة بالخبر، نلاحظ أن نسبة 26.95 بالمائة كانت عبارة عن تغطيات ومتابعات وملخصات لبيانات ونشاطات.
وأنتج الصحفيون في الصحافة الأسبوعية نسبة 77.84 بالمائة من خطابات الكراهية. تستهدف 35.91 بالمائة من خطابات الكراهية في الصحافة الأسبوعية حركة نداء تونس والصحفيين، رغم أن نداء تونس يأتي في المقدمة ب 13.17 بالمائة، متبوعا بالصحفيين ب 08.98 بالمائة.
وتوضح نتائج خطابات الحقد والكراهية في المحطات الإذاعية، أن المحطات الإذاعية الخاصة تحتل الصدارة في نسب خطابات الكراهية ب 98 بالمائة، وجاءت "موزاييك" في المقدمة بأغلبية معتبرة بنسبة 55 بالمائة .
وبينت النتائج، أن أكثر من 67 بالمائة من خطابات الكراهية في المحطات الإذاعية موضوع الرصد، عبارة عن عبارات قذف وشتم، حيث جاءت عبارات القذف بنسبة 20.75 بالمائة و 47.17 بالمائة لعبارات شتم.
والمثير في هذه النسب، هو بروز أكثر من 67 بالمائة من خطابات الكراهية كانت عبارة عن دعوات، ضمنية أو صريحة، للعنف وللقتل في المحطات الإذاعية موضوع الرصد.
وتشير البيانات الموجودة إلى أن أكثر من 52 بالمائة من المادة الإعلامية في المحطات الإذاعية التي تتضمن خطابات للكراهية، لها علاقة بمحاور ثلاثة، وهي الأحزاب والدين والمؤسسات الانتقالية حيث جاء محور الأحزاب في الخانة الأولى بنسبة 26.42 بالمائة، فمحور الدين في الخانة الثانية بنسبة 16.89 بالمائة، ثم محور القضايا الدولية والعلاقات الخارجية ب 11.32 ثم محور المجتمع المدني بنسبة 09.43 بالمائة.
ويتبين  أن نصف خطابات الحقد والكراهية، جاءت في إطار الريبورتاج، ومن جانب آخر يظهر أن نسبة خطابات الكراهية في مجال النقاشات الإخبارية تبقى معتبرة، حيث شكلت نسبة 23.08 بالمائة.
وتوضع الأرقام، المسؤولية الكبيرة للصحفيين في إنتاج خطابات الكراهية في المحطات الإذاعية فنسبة 56.60 بالمائة من خطابات الكراهية من إنتاج الصحفيين، وهي نسبة جد معتبرة، تعطي مؤشرات عن حالة خرق واضحة لقواعد المهنة و المواثيق الأخلاقية
وتستهدف 33.96 بالمائة من خطابات الكراهية في المحطات الإذاعية بالأساس كل ما له علاقة بالتيار السياسي الإسلاموي من حركة النهضة، ورابطات حماية الثورة والأئمة والتيار السلفي، حيث  جاءت حركة النهضة في المقدمة ب11.32 بالمائة، فرابطات حماية الثورة ب 9.34 بالمائة، فالسلفيون ب 07.55 بالمائة، ثم الأئمة والدعاة ب 05.66 بالمائة
وبالنسبة للمحطات التلفزيونية توضح نتائج الرصد، أن الكراهية موجودة في المحطات التلفزيونية الخاصة لوحدها، إذ تحتل الصدارة في عدد تكرارات ونسب خطابات الكراهية بنسبة 100 بالمائة، وجاءت "حنبعل" في المقدمة بأغلبية معتبرة بنسبة متبوعة بقناة "نسمة" بنسبة أقل طبعا من نسبة "حنبعل"، لكن تبقى نسبة 31 بالمائة نسبة كبيرة، في حين أن"التونسية " جاءت بنسبة 0.5 بالمائة.
وتبرز المعطيات أن أكثر من 73 بالمائة من خطابات الكراهية في المحطات التلفزيونية موضوع الرصد، جاءت في إطار القذف و الشتم، إذ جاء القذف بنسبة 23.81 بالمائة و50 بالمائة كشتم. والأخطر في كل هذه المعطيات، هو وجود أكثر من0.9 بالمائة من خطابات الكراهية كدعوات للعنف وللقتل في القنوات التلفزيونية موضوع الرصد.
وتظهر الأرقام أن أكثر من 73 بالمائة من المادة الإعلامية التي تتضمن خطابات الكراهية في القنوات التلفزيونية موضوع الرصد، لها علاقة بمحورين اثنين وهما على التوالي محور الأحزاب ومحور الدين حيث جاء محور الأحزاب في المقدمة ب 57.14 بالمائة، فمحور الدين في المستوى الثاني ب16.67 بالمائة.
وتبين النتائج، في هذا الخصوص، أن أكثر من 39 بالمائة من خطابات الحقد والكراهية، جاءت في إطار فتح الميكروفون أمام المواطنين والجمهور ومناضلي الأحزاب السياسية، بما أن خطابات الكراهية من تعبير المناضلين وعامة الناس. ومن جانب آخر يظهر أن نسبة خطابات الكراهية، في مجال النقاشات الإخبارية والنشرات الإخبارية، تأتي في المستوى الثاني بنسبة 29.27 بالمائة.
وتبرز، بشكل جلي، مسؤولية السياسيين والمناضلين السياسيين المبدئية في إنتاج خطابات الكراهية في المحطات التلفزيونية، فنسبة 59.52 بالمائة من خطابات الكراهية من إنتاج السياسيين، من مناضلي النهضة ومناضلي حركة الوطنيين الديمقراطيين، وكذلك بعض الأسماء السياسية ومناضلي المسار وحزب التحرير إضافة إلى الداخلية. غير أن حصة الأسد في هذه الخطابات يتقاسمها مناضلو حركة النهضة وحزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد  بأكثر من 39 بالمائة. ومن جانب آخر، وعلى عكس المحطات الإذاعية والصحافة المكتوبة، لم ينتج الصحفيون في القنوات التلفزيونية وبشكل مباشر، إلا نسبة02.38 بالمائة من خطابات الكراهية التي تم إحصاؤها.
وتستهدف 33.33 بالمائة من خطابات الكراهية في المحطات التلفزيونية موضعوع الرصد حركة النهضة وهي نسبة كبيرة تبين معاداة قطاع واسع من القنوات التلفزيونية لحزب الأغلبية في المجلس التأسيسي، ومن جانب آخر نلاحظ أن الحزب المعارض الأساسي لحزب "حركة النهضة" وهو حزب "نداء  تونس" يواجه هو الآخر جزءا من خطابات الكراهية، وإن كانت لا تقارن مع معاداة حركة النهضة حيث جاءت خطابات الكراهية ضد حركة نداء  تونس بنسبة 21.19 بالمائة.