كشفت دراسة طبية حديثة النقاب عن أن وضع مزيلات العرق واستخدام المعطرات ومساحيق التجميل له تأثير أكبر على الغرف المغلقة والمكاتب في أماكن العمل، أكثر مما كان يعقد، حيث إن المواد الكيميائية المنبعثة من منتجات العناية الذاتية قد ترفع مستويات التلوث في الهواء الطلق.
وأظهر فريق من الباحثين في كلية الطب جامعة "واشنطن"، أن أنظمة التهوية تؤثر بشكل كبير على كيمياء الهواء الداخلي، ربما أكثر من أي شيء آخر في الغرف المغلقة.
ولجأ الباحثون إلى استخدام مجموعته من المستشعرات لمراقبة بدقة لأربعة مساحات مكتبية مفتوحة وتتبع تدفق الهواء الداخلي والخارجي من خلال نظم التهوية .. ومن خلال استخدام" المختبرات الحية"، بدأ الفريق البحثي بتحديد السلوكيات غير المعروفة سابقا للمواد الكيميائية التي تسمى "المركبات العضوية المتطايرة"، مثل كيفية وصولها إلى أنظمة التهوية وإزالتها بواسطة المرشحات.
وتعاون الباحثون مع مجموعة ( RJ Lee Group )لنشر "أنف إلكترونية" حساسة للغاية، وهى أداة يطلق عليها العلماء مقياس الطيف الكتلي لرد فعل وقت انتقال البروتون .. وقد ساهم الجهاز، الذي يستخدم عادة لقياس جودة الهواء "استنشاق" المركبات في التنفس البشري، مثل الأيزوبرين، في الوقت الفعلي.. وجد الباحثون أن الأيزوبرين والعديد من المركبات المتطايرة الأخرى بقت في المكتب حتى بعد مغادرة الأشخاص الغرفة، وهو ما يعنى عدد أكبر من الأشخاص في الغرفة سيسهم بصورة مباشرة في زيادة معدلات انبعاثات هذه المركبات.
وقال الدكتور"براندون بور"، أستاذ مساعد في الهندسة المدنية في جامعة "واشنطن":"أن الأشخاص هم المصدر الرئيسى للمركبات العضوية المتطايرة في بيئة مكتبية حديثة".. وأضاف: "لقد وجدنا مستويات العديد من المركبات أعلى من 10 إلى 20 مرة في الداخل من الخارج.. وإذا لم يتم تهوية المساحات المكتبية بشكل صحيح، فقد تؤثر هذه المركبات المتقلبة سلبا على صحة الموظفين والعمال وإنتاجيتهم".