قال الرئيس أوباما إن القبض على أحمد أبو ختالة شهادة على "الشجاعة والمهنية" التي يتمتع بهما الجيش الأمريكي ورجالات الاستخبارات والقانون. وهو مؤشر على وفاء أوباما بوعده بالاستمرار في التركيز، مهما طال الزمن، على البحث عن قتلة السفير كريستوفر ستيفنز  وثلاثة أمريكيين آخرين في بنغازي، ليبيا، سنة 2012. ولكن ثمة بعض الدروس لم يتطرق إليها أوباما في بيانه المقتضب.

نعتقد أن الرئيس محق، رغم انتقادات الجمهوريين، في إحالة أبو ختالة على العدالة في محكمة مدنية، يقول المدعي العام إريك هولدر، علما أن هذه المحاكم أثبتت قدرتها على التعامل بنزاهة وبشكل حاسم مع المشتبه بتورطهم في قضايا الإرهاب. إن اعتبار أبو ختالة أسير حرب وإرساله إلى سجن غوانتانامو، كما يطالب بذلك الكثير من المنتقدين، سيعطي قيمة أكبر للأعمال التي اقترفها. أشار أستاذ القانون في جامعة هارفارد، جاك غولدسميث، وهو مسؤول سابق في إدارة بوش، الثلاثاء الماضي أن المحاكم المدنية تبقى الخيار القانوني الوحيد في قضية أبو ختالة، لافتا الانتباه إلى أن حالته لا تدخل ضمن إعلان الكونغرس الذي يجيز للولايات المتحدة ملاحقة إرهابيي الحادي عشر سبتمبر.

وبالرغم من هذا كله، تجدر الإشارة إلى أن إدارة أوباما لم ترسل أبو ختالة مباشرة إلى السجن بعد تذكيره بالحقوق التي يكفلها له الدستور. لكنه، بدلا من ذلك، وُضع على متن سفينة حيث يمكن استجوابه لأغراض استخبارية. ربما كان ذلك خيارا صحيحا، لكنه يبرز أيضا أن أوباما ظل مترددا بشأن الاعتراف بحقيقة أنه مادامت الولايات المتحدة تدخل في عداوات مع إرهابيين مثل أبو ختالة، فالقانون الجنائي وحده ليس كافيا لمعالجة هذه القضايا. ستكون الولايات المتحدة في موقع أقوى إذا عملت إدارتها مع الكونغرس لتحديث إعلان 2001، وتوضيح قواعد استجواب هؤلاء المحتجزين.

بالإضافة إلى ذلك، فإيفاد قوات العمليات الخاصة الأمريكية إلى دول أخرى لاختطاف المطلوبين الأساسيين دون إذن حكوماتهم ليست الطريقة المثلى لإعمال القانون. تتصرف الولايات المتحدة بهذه الطريقة عندما يكون بلد ما غير قادر أو غير راغب في المساعدة في مثل هذه العمليات. بالتأكيد، ليبيا تدخل في هذا السياق، فهي تعاني من اقتتال الميليشيات وانهيار القانون والنظام.

أحد الأسباب التي جرت ليبيا إلى هذا الوضع المحزن كون الولايات المتحدة وحلفائها، بعد حملة القصف التي أدت إلى سقوط الديكتاتور معمر القذافي، انسحبت قبل المساعدة على تشكيل حكومة جديدة ودعمها. يمكن للولايات المتحدة حماية نفسها، إلى حد ما، عن طريق قتل المطلوبين بواسطة طائرات بدون طيار أو إلقاء القبض على أشخاص معادين. لكن على المدى الطويل، ستكون معركة خاسرة في غياب التعاون مع الشركاء للحد من توسع الفضاءات اللاقانونية حيث يحتمي الأعداء ويتدربون.