أودع مجموعة من المحامين  التونسيين شكاية لدى وكالة الجمهورية بالمحكمة الابتدائية بتونس  نيابة عن منظمات للمجتمع المدني الليبية والهيئة الدولية للدفاع عن الليبيين المهجرين بالخارج والمضطهدين بالداخل ممثلين في شخص كل من فاطمة بن نيران وابراهيم الغويل ضد رجل الأعمال شفيق جراية وكل من سيكشف عنه البحث ، وذلك على خلفية تعمد المشتكى به "تكليف مجموعة من المحامين ونقلهم الى طرابلس بليبيا للقاء عبد الحكيم بلحاج ، القيادي في الجماعة الليبية المقاتلة المنحلة ورئيس حزب « الوطن » والرئيس السابق للمجلس العسكري بطرابلس ،  للإدلاء بحديث بإحدى القنوات التلفزية الليبية مجّدوا خلاله بطولات عبد الحكيم بلحاج الثورية وبرؤوه مما حدث ويحدث بالتراب التونسي وما تعيشه تونس من أعمال "إرهابية" بتحريض من جهات ليبية، على حسب ماورد في نص العريضة

وأكد رافعو الدعوى أن عبد الحكيم بلحاج المشتبه به الأول حسب الأبحاث التي قامت بها وزارة الداخية في اغتيال الشهيدين شكري بلعيد زعيم حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد ومحمدالبراهمي  زعيم حزب التيار الشعبي القومي الناصري والنائب بالمجلس الوطني التأسيسي ، وإن تصرف المحامين وموقفهم خارج نطاق أي قضية عدلية لدى السلط التونسية والليبية يرمى الى تبرئة ساحة عبد الحكيم بلحاج من التتبعات التي قد تطاله. ولاحظ الشاكون بشكايتهم أن ذلك فيه خدش لقيم المحاماة اذ أن عبد الحكيم بلحاج حسب رأيهم كان يرمي من خلال تلك المداخلة التلفزية للمحامين  التونسيين التأثير على السلط والرأي العام التونسي للحصول على صك براءته مما هو منسوب اليه.

وجاء في الشكاية كذلك أن كل تلك المسرحية حسب رأيهم نظّمت بمقابل مالي  يفوق 100 ألف أورو حسب اعتراف المعنيين بالأمر الذين قبضوا هذه الأموال كتسبقة عن أجور في نطاق عملية سمسرة واضحة يدينها قانون المحاماة، وإن ما قام به شفيق جراية حسب ما ورد بشكاية الشاكين يشكّل في جانبه أعمال تخضع الى قانون الإرهاب الصادر سنة 2003 والفصل 123 من مجلة الإجراءات العسكرية اذ أنه حاول تبرئة ساحة عبد الحيكم بلحاج مما وقع في تونس وهو الذي سبق أن أقر بتجنيده لشبان تونسيين  للقتال في سورياوطلب الشاكون في خاتمة شكايتهم فتح بحث تحقيقي ضد المشتكى به وكل من سيكشف عنه البحث من أجل السمسرة في المحاماة والخدمات العدلية والقيام بأعمال مساندة لجهات ارهابية كالدعم وتجنيد الشبان التونسيين لفائدة شبكات ارهابية للقتال في صفوفها

وفي أكتوبر الماضي قال الطيب العقيلي عضو المبادرة الوطنية لكشف الحقيقة في اغتيال شكري بلعيد ومحمد البراهمي أن الإدارة العامة للأمن الوطني أصدرت تعليمات في 4 يناير 2013 تقضي بتحديد مكان تواجد عبد الحكيم بالحاج لضلوعه في التحضير لأعمال إرهابية في تونس وفق وثيقة جاءت بإمضاء وحيد التوجاني. ويعتبر عبد الحكيم بالحاج في خدمة حركة النهضة والمسؤول عن تدريب وتسليح تنظيم أنصار الشريعة المصنف كتنظيم إرهابي وعلى علاقة وطيدة بها. كما أكد تورط أحد عناصر النهضة وهو من أصيلي بن قردان ويدعى مصباح البشيري في إدخال عناصر نهضوية إلى ليبيا وإدخال بلحاج خلسة إلى تونس والتخطيط لتنفيذ عمليات إرهابية.

وكشف الطيب العقيلي عن وثائق رسمية وتسجيلات تؤكد ارتباط تنظيم أنصار الشريعة المحظور والجهة المنفذة لعمليات الاغتيال في حق  شكري بلعيد والبراهمي بالجماعة الليبية المقاتلة التي يتزعمها عبد الحكيم بالحاج الذي تربطه علاقات بقيادات حركة النهضة، وقد نشرت صور للقاءات جمعت قيادات من حركة النهضة على غرار حمادي الحبالي و سمير ديلو و راشد الغنوشي و مصباح البشيري مع الليبي عبد الحكيم بلحاج. 

وكان رجل الإعمال التونسي شفيق الجراية الذي كوّن ثروته الضخمة من التعامل مع السوق الليبية في عهد نظام معمر القذافي ، قد إرتبط بعلاقات عمل مع عبد الحكيم بالحاج ، وخصص له عددا من المنابر الإعلامية لتلميع صورته وتقديمه كزعيم منتظر لليبيا ، وذلك بعد نشر لجنة الدفاع عن بلعيد والبراهمي إتهامات ضد بالحاج بالتورط في دعم إرهابيين تونسيين ،كما توجهت وفود  تونسية من إعلاميين ومحامين وسياسيين للقاء بالحاج في طرابلس ، وعادت تلهج بذكره نتيجة الأكرام الذي نالها منه 

 ومنذ يومين خصصت قناة « نسمة » برنامجا حواريا حضره الجراية وعدد من المقربين منه لتقديم عبد الحكيم بالحاج على أنه سيكون صاحب الأيادي البيضاء في الإفراج عن الديبلوماسيين التونسيين في طرابلس تزامن ذلك مع كما كشفت عنه صحيفة ''الفجر '' الناطقة بر»م حركة النهضة من أن عبد الحكيم بالحاج يتحرك لإطلاق سراح المختطفين.

وذكرت الصحيفة أن عبد الحكيم بالحاج يقوم بمساعي حثيثة لإطلاق سراح المختطفين وجعل من هذه المسألة قضية شخصية ويبذل قصارى جهده للتنسيق مع السلطات الليبية لحل المشكل وتحرير المختطفين.وأضافت أن بعض المراقبين يرون أن مساعي بالحاج يمكن أن تكلل بالنجاح لأنه الرجل القوي في ليبيا وأنه من المنتظر أن تزف بشرى عودة التونسيين إلى تونس في الأيام القليلة القادمة حسب ذات المصدر.

وقد أثار تدخل عبد الحكيم بالحاج الكثير من نقاط الاستفهام حيث وصفه البعض على شبكة التواصل الاجتماعي ب"حاميها حراميها" واعتبروا أنه على علاقة بخاطفي الديبلوماسيين. ويرتبط بالحاج بعلاقات متينة بحركة النهضة الإسلامية ، كما يجتمان على أساس تحالفهما المعلن مع المحور القطري التركي الإخواني ،

ويوم  29 نوفمبر 2013 قالت إيزابيل مندرو الصُحفية بجريدة "لوموند الفرنسية"والمختصة فى الشؤون الدولية والمسؤولة عن قسم المغرب العربي،والتي أصدرت مؤخرا كتاباً بعنوان "من الجهاد الى صناديق الاقتراع ،المسيرة الفريدة لعبد الحكيم بالحاج'' أن عبد الحكيم بالحاج التقى برئيس حركة النهضة راشد الغنوشي مرة فى سن1990 بأفغانستان أين كان بالحاج آنذاك مشاركا في الجهاد الأفغاني وبقي هناك عدة أعوام .

وأضافت الصُحفية بجريدة "لوموند الفرنسية خلال مداخلة هاتفية على أمواج اذاعة ''شمس أف ام'' أن اللقاء بين الطرفين كان من أجل إرساء نوع من المُصالحة بين عبد الحكيم بالحاج والجماعات الجهادية الأخرى بالجهة وفق تأكيدها.
وكان اللقاء الثاني بين عبد الحكيم بالحاج والغنوشي بتونس وذلك بدعوة من رئيس حركة النهضة نفسهُ
وجاء الكتاب في إطار الترويج الإعلامي لعبد الحكيم بالحاج الذي بدأ بوساطة من جهات تونسية في تنفيذ مشاريع إستثمارية مشتركة مع جهات فرنسية رغم عدم حماس حكومة باريس لذلك .