يبدو أن ما يعرف بتنظيم الدولة الإسلامية في ليبيا بدأ يترنح ويتراجع في ممارساته عما كان من قبل، انحسار التنظيم في الشرق الليبي خاصة في بنغازي ودرنة بدأ يوضح بعض الأمور، أهمها عدم قدرة التنظيم على مجابهة الجيش الليبي وبقاءه في مناطق بدأ يفقدها التنظيم أيضا، انشغال التنظيم في درنه بمحاربة ما يسمى بمجلس شورى الثوار جعلت الحرب تأخذ منحى آخر فأصبحت هنالك جبهتان على التنظيم أن يتعامل معهما وهما الجيش الليبي ومجلس ثوار درنة.

 ذلك الضغط أصبح أكبر من أن يتحمله التنظيم مما دفع البعض بمراهنة سقوطه قريبا، وما يجعل مستوى المراهنة يصل إلى اكبر من ذلك هو الدعم الذي كان يتلقاه التنظيم من دول أتهمها الجيش الليبي بتمويل التنظيم مثل تركيا، فالأوضاع في تركيا قد تشغلها عن الدعم مثلما كان في السابق، ومن ناحية أخرى يبدو أن الضغط الذي بدأت تتعرض له الدول الأوروبية والذي وصل إلى حد تهديد التنظيم بالقيام بعمليات إرهابية تستهدف مصالح تلك الدول جعلت من مقاومة التنظيم ضعيفة، فضلا عن أن الدور الأمريكي تجاه ليبيا بدأ يعود من جديد وذلك من حسنات الضغط الأوربي أيضا، وبذلك لم يعد أمام التنظيم في ليبيا سوى مدينة سرت فخلوها من أي تحد قد يواجهه التنظيم جعلت منه المسيطر.

وتشير التقارير أنه رغم سقوطه في “درنة” منتصف يونيو الماضي، ظهر “تنظيم داعش في ليبيا” بشكل أقوى في مدينة “سرت” اعتمادا على شبكات العمل الجهادية الموجودة بالفعل في المنطقة، كما كثف التنظيم أنشطته في بناء دولته المزعومة، حسبما قال هارون زيلين، باحث معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى.

مصادر عسكرية إيطالية حذرت من وقوع هجمات إرهابية في المياه الدولية بين ليبيا وإيطاليا من قبل تنظيم داعش” الإرهابي المسلح “.

وأشارت في سياق تصريحات نشرت في طرابلس الاثنين ” إلى أن الانتربول الدولي وزع نشرة داخلية للدول الأعضاء، حذر فيها دول منطقة المتوسط من أن مجموعة إرهابية تخطط للقيام بعمليات اعتداء على السفن التجارية وسفن نقل الركاب وقوارب الصيد التي تتنقل بين إيطاليا وتونس وليبيا.

وحسب المصدر لفت الانتربول الدولي إلى أن مجموعة إرهابية تخطط للقيام بمهاجمة السفن وتفجيرها أو الاستيلاء عليها، بهدف طلب فدية مقابل الإفراج عنها، وأن العمليات الإرهابية قد تنطلق من السواحل اللبيبة التي يسيطر عليها تنظيم داعش” الإرهابي المسلح “.

من جهة أخرى ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال الأحد الماضي نقلا عن مسئول كبير في الإدارة الأمريكية أن الولايات المتحدة تجري مباحثات مع دول في شمال إفريقيا لوضع طائرات بلا طيار في قاعدة هناك لتعزيز مراقبة التنظيم الإرهابي في ليبيا.

 

ونُقل عن المسئول قوله إن مثل هذه القاعدة قرب معاقل التنظيم في ليبيا ستساعد الولايات المتحدة “على سد النقص في قدرتنا على فهم ما يجري» في تلك المنطقة.

وقالت الصحيفة إن طلعات الطائرات ستعطي الجيش ووكالات المخابرات الأمريكية معلومات مباشرة عن أنشطة التنظيم الإرهابي في ليبيا.

وقالت الصحيفة نقلا عن مسؤولين أمريكيين كبار إنه لم توافق أي دولة في شمال إفريقيا بعد على منح الحق في استخدام إحدى القواعد، ونقلت عن المسئولين قولهم إن من المرجح أن أي منشأة من هذا القبيل ستكون قاعدة موجودة تحت سيطرة الدولة المضيفة مع حصول الولايات المتحدة على إذن بوضع طائرات بلا طيار هناك إلى جانب عدد محدود من العسكريين. ولمصر الآن وتونس حليفتي الولايات المتحدة حدود مشتركة مع ليبيا. ولكن الصحيفة قالت إن مسئولي الإدارة امتنعوا عن تحديد الدول التي يمكن أن تستضيف الطائرات الأمريكية.

وقال مسئولون عسكريون أمريكيون للصحيفة إن الطائرات بلا طيار التي تنطلق من القاعدة المقترحة يمكن أيضاً أن تستخدم في شن غارات جوية على أهداف التنظيم الإرهابي في ليبيا وأن هذه القاعدة يمكن أن تكون أيضاً نقطة انطلاق لعمليات خاصة ضد المتشددين.

على صعيد آخر قال أحد أعيان قبيلة أولاد سليمان ببلدة هراوة “75 كلم شرق سرت» إنَّ أكثر من 200 عائلة بالبلدة اضطرت إلى النزوح من بيوتها باتجاه مناطق غرب سرت ومصراتة وسبها هرباً من إرهاب عناصر التنظيم الإرهابي. وأضاف أن من بين النازحين عائلات رئيس وأعضاء المجلس البلدي، وآخرين لهم علاقة بكتيبة الأمن في هراوة.