جاءت الصفقة الأخيرة التي أطلق بموجبها سراح آخر جندي أميركي محتجز في أفغانستان في مقابل إطلاق واشنطن لسراح خمسة سجناء أفغان من حركة طالبان كانوا محتجزين في معسكر "غوانتانمو" لتؤكد أن العاصمة القطرية الدوحة تحولت إلى "محتشد" لقادة الجماعات الإرهابية في العالم الإسلامي.

ففي تفاصيل الصفقة نقلت قطر السجناء الخمسة إلى مجمّع سكني وستسمح لهم بحرية الحركة في البلاد. وستخضع هذه الخطوة لتدقيق واشنطن على الأرجح.وأشار مسؤولون أميركيون إلى إطلاق سراح المتشددين الإسلاميين على أنه عملية نقل، وقالوا إنهم سيخضعون لقيود معينة في قطر.وقال أحد المسؤولين إن ذلك سيشمل حظر سفرهم خارج قطر لعام واحد على الأقل إلى جانب مراقبة أنشطتهم.وقد "خضع الرجال الخمسة لفحوص طبية وهم يعيشون الآن مع أسرهم في منشأة إقامة في الدوحة." وأضاف "يمكنهم التنقل بحرية داخل البلد".

تقارير إعلامية أشارت إلى أن أعضاء طالبان الذين حصلوا على تصاريح إقامة قطرية لن يعاملوا كسجناء في الدوحة، وإنه لن يشارك مسؤولون أميركيون في مراقبة تحركاتهم في قطر.فبموجب الاتفاق يتعيّن عليهم الإقامة في قطر لمدة عام، وسوف يسمح لهم بعد ذلك بالسفر إلى الخارج.. يمكنهم العودة إلى أفغانستان إذا أرادوا".وكان الخمسة محتجزين في سجن غوانتانامو الأميركي في كوبا منذ 2002 ووصلوا إلى قطر يوم الأحد، حيث سلمهم أفراد أمن أميركيون للسلطات القطرية في منطقة العديد غربي الدوحة، حيث توجد قاعدة عسكرية أميركية.وقال مصدر دبلوماسي إن قطر نقلت جواً أفراد أسر رجال طالبان الخمسة، ووفرت لهم إقامة تتحمل الحكومة تكاليفها.

و قبل ذلك،كانت الدوحة قد استقبلت قيادات جماعة الإخوان المسلمين و قيادات جماعة الجهاد و الجماعة الإسلامية المصرية ،المصنفين ضمن الجماعات الإرهابية في العديد من الدول العربية ،و ذلك في أعقاب ثورة 30 يونيو 2013 التي أسقطت الرئيس المعزول محمد مرسي و نظام الإخوان في مصر.ومن بين القيادات ،الداعية الاخواني المثير للجدل ،وجدي غنيم و الذي عرف عنه دعوته الصريحة للعنف ضد الجيش و الأمن المصري و ضد العديد من الدول العربية بينها السعودية و الإمارات،و زعيم الجماعة الإسلامية المصرية و الذي قضى 29 عاما في السجون المصرية بتهم تتعلق بالإرهاب و تمتع بعفو في أعقاب ثورة يناير 2011.

كما تحتضن الدوحة زعيم الجبهة الإسلامية الجزائرية للإنقاذ المحظورة،عباسي مدني منذ العام 2004 و قد منحته السلطات القطرية الجنسية القطرية ،مدني الذي قضى 12 سنة بعد إدانته بـ"المس بأمن الدولة و تشكيل جماعة إرهابية"،كما تدخلت الدوحة في العام 2009 على خط الوساطة في قضية اعتقال نجل مدني (سليم عباسي مدني 42 سنة) ، المتهم بتفجير مطار هواري بومدين عام 1992،و الذي اعتقله الأمن الهندي،بناء على مذكرة اعتقال صادرة عن الأنتربول بطلب من الجزائر،وكانت محكمة جزائرية قضت بإعدام المتهمين الرئيسين في القضية، وهم: حسين عبد الرحيم ورشيد حشايشي وسوسان سعيد ورابحي محمد. وتم تنفيذ الحكم عام 1993، وأدى تفجير مطار بومدين حينذاك إلى مقتل تسعة أشخاص وإصابة 128 آخرين.

و كانت العاصمة القطرية قد تحولت و منذ العام 2011 تاريخ انطلاق ما يسمى بــ"الربيع العربي" إلى كعبة يحج إليها قادة الجماعات الإسلامية الجهادية منها و الاخواني ،فطيلة أيام الأزمة الليبية كان الزعيم الاخواني علي الصلابي مرابطا في أستدوهات قناة الجزيرة القطرية يبث بياناته الثورية إلى جانب الزيارات الكثيرة التي قام بها زعيم الجماعة الليبية المقاتلة ،عبد الحكيم بالحاج،و زعيم حركة النهضة التونسية ،راشد الغنوشي و قادة جماعة الإخوان المسلمين في سورية ،إلى جانب الإقامة الدائمة التي يتمتع بها الشيخ الاخواني يوسف القرضاوي و استغلالها الدوحة منبرا للهجوم على عواصم عربية عديدة.