تتطلع دول الجوار الليبي إلى استقرار الحكومة الليبية الجديدة بشكل كامل لبدء مساندتها في التعامل مع الصعوبات الاقتصادية والأمنية الناتجة عن نزاع دام وصراع على الحكم متواصل منذ سنوات، وفي مواجهة خطر التنظيمات الارهابية، وفي مكافحة الهجرة غير الشرعية وتأمين الحدود حيث شكلت الأزمة في ليبيا صداعا مؤرقا لدول الجوار خلال السنوات الماضية.

تمثل الازمة الليبية مجور تنسيق دائم بين دول الجوار التي تسعى لانهائها نظرا لما تشكله من خطر عليها.وفي هذا السياق،اتفقت مصر وتونس على تكثيف الجهود لإنهاء الأزمة الليبية.جاء ذلك في اتصال هاتفي أجراه وزير الخارجية المصري سامح شكري،السبت، مع نظيره التونسي عثمان الجرندي، بحسب بيان للخارجية المصرية.

وتامل دول الجوار ان يكون انتخاب حكومة جديدة بداية لحل الأزمة في ليبيا.وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي،قد تعهد في وقت سابق بدعم الحكومة الليبية الجديدة.وصرح السفير بسام راضى، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية،أن السيسي أكد استعداد مصر للاستمرار في تلبية كافة احتياجات الأشقاء الليبيين، لاستعادة الاستقرار إلى بلادهم، وذلك امتداداً لمسار العلاقات التاريخية التي تجمع بين الشعبين الشقيقين، وانطلاقاً من حرص مصر على مساعدة الشعب الليبي الشقيق في استكمال آليات إدارة دولته.

ومن جهته، ثمن الرئيس الجديد للحكومة الليبية عبد الحميد دبيبة،دور مصر الرائد، وجهودها الحثيثة والصادقة في دعم ومساندة أشقائها في ليبيا في إطار العلاقات الممتدة والأخوية التي تربط البلدين والشعبين الشقيقين، معرباً عن عميق تقديره للرئيس والشعب المصري للوقوف بجانب أشقائهم الليبيين في إدارة المرحلة الانتقالية، ومساندتهم في المسئولية التاريخية الملقاة على عاتقهم.

وفي نفس السياق،هنأ رئيس الحكومة التونسية هشام المشيشي، هاتفيا رئيس الحكومة الليبية الجديد عبد الحميد دبيبة، لانتخابه رئيسا للحكومة الليبية متمنيا له النجاح في مهامه. وأكد المشيشي في بيان له متانة العلاقات القائمة بين تونس والجارة ليبيا، معربا عن أمله في أن تتطور هذه العلاقات إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية لما فيه خير ومصلحة الشعبين الشقيقين تجسيدا لروابط الأخوة الصادقة والإيمان المشترك بوحدة المصير وبقيم التضامن والتعاون والتكامل.

وأبدت الجزائر، الأربعاء، استعدادها للتعاون مع السلطة التنفيذية الجديدة في ليبيا، لتحقيق الأمن والاستقرار في البلد العربي.جاء ذلك خلال اتصال هاتفي بين وزير الخارجية الجزائري صبري بوقادوم، مع رئيس الحكومة الليبية المكلف عبد الحميد دبيبة، وفق تغريدة للوزير الجزائري عبر "تويتر".

وقال بوقادوم: "سررت باتصال أخي عبد الحميد دبيبة، رئيس الوزراء المنتخب لدولة ليبيا، حيث أكدت له استعدادنا للتعاون والعمل معا لتحقيق الأمن والاستقرار في هذا البلد الشقيق".وأضاف: "كما شددت على تضامن الجزائر الثابت مع الشعب الليبي الشقيق، وموقفها الرافض لجميع أشكال التدخل في شؤونه الداخلية".

ورحبت الخارجية الجزائرية، في بيان، بالتقدم المحرز في الحوار السياسي الليبي برعاية الأمم المتحدة، وتشكيل السلطة التنفيذية المؤقتة في البلاد.وأعربت عن "أملها في أن تسهم هذه الخطوة الإيجابية في إنهاء حالة الانقسام وتوحيد الصفوف الليبية، استعدادا للاستحقاقات الانتخابية نهاية العام الجاري".

وانتخب ملتقى الحوار السياسي يوم الجمعة الماضي، محمد المنفي رئيسًا للمجلس الرئاسي الجديد، وعبدالله اللافي وموسى الكوني عضوين بالمجلس، إضافة إلى عبدالحميد دبيبة رئيسًا للحكومة في السلطة التنفيذية الموحدة الموقتة التي من المقرر أن تدير شؤون البلاد حتى إجراء الانتخابات العامة في 24 ديسمبر المقبل.

وتمثل هذه الخطوة انفراجة كبيرة في المشهد الليبي حيث تعتبر بحسب مراقبين بداية لانهاء الازمة المستعصية في البلاد.وتسعى دول الجوار منذ فترة للتنسيق فيما بينها لدعم السلام في ليبيا احتضنت الجزائر في يناير الماضي،مؤتمر لوزراء خارجية دول جوار ليبيا أكدت خلاله هذه الدول على رفض التدخّل الخارجي في الأزمة، مشدّدين على ضرورة الحوار بين الليبيين، مع التأكيد على حظر تدفّق الأسلحة، وإشراك الاتحاد الإفريقي في جهود الحل.

ويبدو حرص دول الجوار على احلال السلام في ليبيا منطقيا في ظل تأثرها بشكل كبير بالأزمة خلال السنوات الماضية.على أمنها، فتونس شهدت عددا من الأحداث الدامية  بسبب الإرهاب، وأودت بحياة الكثير من الأبرياء.أما الجزائر،فتعتبر إحدى أكثر الدول التي تتهددها المخاطر التى تشكلها الجماعات الإرهابية خاصة  التي تنشط في الأراضي الليبية.

من جهتها،عانت مصر من الإرهاب القادم من ليبيا بشكل كبير حيث تعرضت لعدة عمليات إستهدفت الأراضي المصرية.ولم يتوقف المسؤولون المصريون،عن التحذير من خطورة انتشار الإرهاب في ليبيا على مصر، وبالتالي على المنطقة بأسرها، في ظل ما تتلقاه هذه الجماعات من دعم من دول تسعى للاستثمار في الفوضى ومد نفوذها في المنطقة.

ويرى مراقبون،أنه من الطبيعى جدا أن يكون لدول الجوار دور فعال ومؤثر فى الأزمة الليبية باعتبار أنها تتشارك مع ليبيا فى الحدود والمصالح، وبالتالي فى المسألة الأمنية والاقتصادية.ويشير هؤلاء الى أن دول الجوار تسعى للمساعدة فى استقرار ليبيا.ولطالما شددت تصريحات السياسيين الليبين على أهمية الدور خاصة في ملف مكافحة الإرهاب وحماية وتأمين الحدود المشتركة.