أكد رئيس الوزراء اللبناني المكلف الدكتور حسان دياب إصراره على موقفه بتشكيل حكومة تكنوقراط مصغرة قوامها 18 وزيرا، لتجنيب لبنان شبح الانهيار الكبير الذي أصبح يهدد البلاد، وأنه لن يقبل أن يصبح موقع رئاسة الحكومة في لبنان بمثابة مكسر عصا (بمعنى الاستضعاف).
جاء ذلك في بيان أصدره رئيس الوزراء اللبناني المكلف، الليلة، استعرض فيه العقبات والضغوط التي تُمارس عليه من جانب القوى السياسية اللبنانية للتراجع عن شكل الحكومة التي كان قد أعلن عن أنه يسعى لتشكيلها، وشدد فيه على أنه سيمضي قدما في العمل على تأليف الحكومة الجديدة.
وقال رئيس الوزراء اللبناني المكلف الدكتور حسان دياب، إن تكليفه تشكيل الحكومة الجديدة من جانب الكتل النيابية والنواب، كان على قاعدة أنه شخص مستقل ومن فئة التكنوقراط (الخبراء).
وأضاف: "جرى الاتفاق منذ البداية مع القوى السياسية كافة على الإطار العام للحكومة بأن تكون مصغرة بحيث تضم 18 وزيرا ووزيرة، وفصل عضوية المجلس النيابي عن تولي الوزارة، وأن تكون حكومة اختصاصيين غير حزبيين، ومشاركة للمرأة بحصة وازنة، وإلغاء منصب وزير الدولة، وعدم مشاركة أي من وزراء حكومة تصريف الأعمال باعتبار أن الحراك الشعبي الذي اندلع في 17 أكتوبر الماضي قد أسقطها".
وأشار إلى أنه ومنذ أن جرى تكليفه سعى الى أن تضم الحكومة الجديدة فريق عمل حكوميا متجانسا من الكفاءات، وبما يتلاءم مع المعايير التي جرى الاتفاق عليها في الإطار العام، مؤكدا أنه ليس ضد الأحزاب السياسية في لبنان وإنما وضع هذه المعايير في ضوء ما يلمسه الجميع من "غليان الشارع"، الأمر الذي يقتضي التجاوب مع هواجس اللبنانيين في هذه المرحلة الاستثنائية من تاريخ البلاد.
وأضاف " وقد يكون عدم انغماس أعضاء هذا الفريق الحكومي، الذي أسعى إليه في السياسة وصراعاتها، هو شهادة لهم وليس عليهم، وفرصة في هذه المرحلة الدقيقة لإدارة الدولة بحكمة وجدارة وشجاعة لوقف الانهيار والنهوض بالبلاد".
وأكد رئيس الوزراء اللبناني المكلف أنه ملتزم بالمعايير التي وضعها لتشكيل الحكومة الجديدة، واستنادا إلى الإطار العام المتفق عليه مع القوى السياسية، اقتناعا منه أن حكومة في ضوء هذه المعايير بإمكانها أن توقف الانهيار الحاد الذي يشهده لبنان على كافة المستويات.
وأضاف: "وفقا لذلك، أؤكد أن الضغوط مهما بلغت لن تغير من قناعاتي، وأنني لن أرضخ للتهويل، لأنني مؤتمن على مهمة اعتبرها مقدسة، وسأبذل في سبيلها كل التضحيات، وهي شرف لي لأن لبنان أهم منا جميعا، ولا معنى لوجودنا إذا انهار لبنان".
ولفت إلى أنه "لن يتقاعس" عن استكمال مهمة تأليف الحكومة ومتابعة الاتصالات مع الجميع، حتى يمكن تشكيل حكومة تكنوقراط مصغرة توفر الحماية للبنانيين وتنسجم مع تطلعاتهم، على أن يكون لديها مهمة محددة عنوانها "إنقاذ لبنان".