نشرت صحيفة ديلي تايمز الباكستانية تقريرا حول كارثة لوكربي طالبت فيه بإجراء تحقيق دولي مستقل لتحديد المسئول الحقيقي عن هذه الكارثة وتبرأة ساحة ليبيا.
وقالت الصحيفة إنه مرت ثلاثة عقود منذ مأساة لوكربي، ويبدو أن الشك المتزايد يحيط بالدور الليبي في أسوأ هجوم إرهابي على المدنيين الأمريكيين قبل أحداث 11 سبتمبر.
وفي عام 1988 كانت طائرة بان آم الرحلة 103 تسافر من لندن إلى نيويورك عندما تم إسقاطها بالمتفجرات، وتحطمت الطائرة في بلدة لوكربي الاسكتلندية مما اسفر عن مقتل 270 شخصا كانوا على متنها. وما حدث بعد ذلك يعد أكبر تحقيق في التاريخ البريطاني.
ولطالما كانت هناك إدعاءات بأن إيران أعطت الأمر بضرب ودفعت لوسيط مبلغاً باهظاً قدره 10 ملايين دولار للقيام بذلك عند الضرورة وهو الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين التي تتخذ من سوريا مقراً لها.
كان هذا بمثابة رد على قيام الأمريكيون قبل هذا ببضعة أشهر بإسقاط طائرة إيرانية بطريق الخطأ وفقا لتصريح وانطن مما أسفر عن مقتل 290 شخصا. وعلاوة على ذلك فإن ابنة أحد ناشطي الجبهة الشعبية السابقة - في الفترة التي سبقت الذكرى السنوية الثلاثين للكارثة - كررت مزاعم تورط طهران.
ووفقًا للنظريات الأكثر شعبية حول الأمر فقد سعت لندن وواشنطن إلى تأطير العقيد القذافي في ليبيا تجاه لوكربي بسبب دعمه لصدام حسين في العراق. لقد قيل إن بريطانيا والولايات المتحدة كانتا حريصتين على إبقاء إيران بعيدا خلال حرب الخليج الأولى.
وإذا كان هذا صحيحًا فقد حدث خطأ فادح في تطبيق العدالة. أولاً وقبل كل شيء لضابط المخابرات الليبي المزعوم عبد الباسط المقراحي الذي أدين في العام 2001 بتهم القتل العمد لـ270 شخصا واعترف دائماً ببراءته، وكذلك لدولة بأكملها. وفجأة قبل العقيد القذافي تحمل مسئولية الهجوم الإرهابي بعد ذلك بعامين ووضعت سلسلة الأحداث المؤسفة ليبيا بقوة في قلب العاصفة الأمريكية.
وقد أعيد المقرحي -الذي كان يعاني من مرض السرطان- إلى طرابلس لأسباب إنسانية. ويعتقد بعض النقاد السياسيين أن ذلك أعطى قوة دافعة لباراك أوباما للدفع باتجاه تدخل حلف الناتو في البلاد. وفي وقت هجوم بنغازي وردت تقارير عن وجود قيادة العمليات الخاصة المشتركة –JSOC- على أهبة الاستعداد لمحاولة نقل المقرحي إلى واشنطن للمحاكمة أمام المحاكم الأمريكية.
ولتجنب المزيد من التكهنات يجب إنشاء محكمة دولية لإعادة فتح قضية لوكربي. وعلى كل حال فإن الأشباح التي تعمل على جانبي الأطلسي قد تحدثت في الماضي عن تورط إيراني محتمل. والعالم -وخاصة الشعب الليبي- يستحق أن يعرف الحقيقة. وكذلك للاجابة عن أسئلة هامة على وجه التحديد لماذا؟ النقطة الرئيسية هنا هي أنه يجب تحديد الجاني الحقيقي إلى الأبد وتحقيق العدالة.
وإذا لم يكن هناك أي شيء آخر فإن إعادة التحقيق قد توفر فهماً أفضل للديناميكيات الكامنة التي تشعل ألسنة اللهب في الشرق الأوسط حالياً. في حين أن العدالة بالنسبة لأسر الضحايا تأخرت كثيرا عن موعدها.
* "بوابة إفريقيا الإخبارية غير مسؤولة عن محتوى التقارير والمواد المترجمة