حالة شديدة من الذعر أصابت الشعب المصري بعد ظهور أول حالات مرض الكورونا في إحدى المستشفيات بالقاهرة قادمة مع أحد المصريين الآتيين من السعودية والتي انتشر فيها هذا المرض بصورة كبيرة وتسبب في وفاة العشرات ولم يجدوا له علاج حتى الآن، وهي لمهندس مصري يبلغ من العمر 27 سنة، يعمل في مدينة الرياض منذ 4 سنوات.
وتم الاشتباه في الحالة عن طريق فريق الحجر الصحي بمطار القاهرة الدولي، وتم تحويلها مباشرة إلى مستشفى حميات العباسية مع اتخاذ الإجراءات الوقائية الكاملة لمكافحة العدوى، لذا سارعت وزارة الصحة على تدريب أطبائها على فحص مرضى الكورونا داخل المستشفيات، حيث أكد عمرو قنديل وكيل أول وزارة الصحة للطب الوقائى أن وزارة الصحة والسكان أن الوزارة وفرت الأدوات اللازمة لفحص المشتبه في إصابته بالفيروس كما تم تدريب الأطباء فى المستشفيات على كيفية اتخاذ العينات وطريقة إرسالها للمعامل المركزية بوزارة الصحة لفحصها، لافتا أنه تم فحص ما يقرب من 9000 عينة حتى الآن وكانت النتيجة سلبية، كما تم أخذ عينة من 700 حاج لفحصها فور عودتهم من أداء العمرة في السعودية، كما تم فحص أيضا 1190 حالة مصابة بأعراض مشابهة للفيروس وجاءت نتيجة العينات جميعها سلبية، وأكد قنديل أنه لن يدخل أحد إلى مصر قادم من السعودية أو أي دولة منتشر بها الفيروس إلا بعد الكشف عليه جيدا.
ولكن ما ساهم في انتشار الذعر بين المواطنين المصريين بشكل كبير هو تأكيد عدد من الأطباء والمختصين أن مناخ مصر يساعد على انتشار مرض الكورونا بشكل كبير، حيث قال أحمد حاتم أستاذ بقسم الأمراض المعدية فى كلية الطب البشري جامعة القاهرة أن فيروس الكورونا بالفعل لم يثبت وجوده إلى الآن في مصر، لكن المناخ فى مصر الآن يساعد على انتشار فيروس الكورونا، وذلك بسبب الوفود المصرية التي تسافر لأداء الحج و العمرة فى الفترة الحالية والفترة المقبلة، و التى فى الغالب سيتعرض بالتأكيد جزء منهم إلى العدوى، و التي سيعود بها إلى مصر.
و أضاف حاتم أن من أهم الإجراءات الوقائية التى تتخذها مصر هو تشديد الرقابة الصحية فى المطار و الموانئ و لا تكون رقابة شكلية، كما أن من يأخذ تأشيرة السفر إلى مصر بوجه خاص من الدول المصابة بالفيروس لابد من وضعهم تحت الملاحظة عقب مجيئهم لمدة 24 ساعة حتى يتم التأكد من عدم حملهم للمرض و فى حالة الاشتباه لابد من الإبلاغ فى أقرب وحدة صحية ليتم اكتشاف المرض مبكرا.
وأكد أحمد حاتم أن أهم طرق الوقاية من المرض وانتشاره في المزارع المصرية هو وجود عملية متابعة للجمال المصرية، ومراقبة الجمال الوافدة وأخذ عينة منها ويتم حجزها فى الحجز البيطرى لمدة أسبوعين وإن ظهرت عليها أعراض المرض يتم إعدامها فورا، أما بالنسبة للوقاية البشرية إنها تكمن فى تجنب المناطق التى تتواجد بها الخفافيش، مشيرا إلى أن هذا الفيروس لا يصيب الجمال فقط بل يتعرض له العجول و القطط و الكلاب و نوع من أنواع الدجاج أيضا، كما أنه ينتقل إلى الجهاز التنفسي و بنسبة كبيرة ينتقل عن طريق الهواء، وأوضح أن التطعيم ضد هذا المرض أفضل من العلاج.
وما زاد من ذعر المصريين هو أن أعراض الكورونا تتشابه كثيرا مع أعراض الأنفلونزا و النزلات الشعبية من تكسير فى الجسد ورعشة أحيانا و مشاكل صدرية، فهو ما جعل العديد من المصريين يشكون في إصابتهم بهذا المرض، بينما الكورونا لا يوجد لها علاج فى العالم كله بما فيهم مصر حتى الآن وكل ما يستخدم بعض الأدوية العادية الخاصة بالسعال والزكام فقط، وما زاد من قلق الشعب المصري أن المرض ينتشر في الدول العربية المجاورة لمصر، حيث أن عدد الإصابات حتى الآن هم 261 إصابة فى السعودية منهم 81 حالة وفاة، و33 حالة في الإمارات منهم 9 حالات وفاة، و7 حالات في قطر من بينهم 4 وفيات، وحالة وحيدة في مصر.
وتحسبا لانتشار المرض في المدارس بين الطلاب طالب العديد من أولياء الأمور وزارتي الصحة والتعليم بالتنسيق سويا لاتخاذ الإجراءات اللازمة لوقاية أبنائهم وحمايتهم من الفيروس، إضافة إلى توعيتهم من طبيعة الفيروس وكيفية الوقاية منه، مما جعل عدد من المدارس وخاصة المدارس الدولية في بتخصيص حصص كاملة لتوعية الطلاب من أعراض المرض وكيفية انتقاله.
وعلى الجانب الأخر رفعت إدارات الحجر الصحي بمواني البحر الأحمر، درجة الاستعداد القصوى لمواجهة مخاطر تسلل المرض إلى داخل البلاد، وأكد الدكتور محمد العزازى وكيل وزارة الصحة بالسويس أنه تم تزويد إدارات الحجر الصحي فى جميع موانى البحر الأحمر، ومنها موانى السويس، بالأجهزة الطبية الحديثة المعدة لاكتشاف أى حالات اشتباه للمرض الوبائي ''كورونا''، خاصة مع اقتراب موسمى العمرة والحج، كما تم وضع خطة وقائية شاملة للتصدي لأي تسلل لمرض ''الكورونا'' إلى مصر عبر الموانى، مشيرا إلى أنها تشمل إجراءات احترازية بأجهزة حديثة وأعداد كافية من الأطباء فى إدارات الحجر الصحي بمواني البحر الأحمر، وإجراءات احترازية فى المستشفيات العامة لاحتجاز أى حالات مشتبه فيها، وتكثيف التوعية الصحية للمواطنين لتجنب مرض ''الكورونا''.
ورغم ذلك شدد عادل عدوي وزير الصحة والسكان أنه لا سبب للهلع أو الخوف من فيروس كورونا، وأنه فيروس أنفلونزا وقد تكون أعراضه أكثر شدة ولكنه يتم علاجه، مؤكدا أن الوزارة اتخذت جميع الإجراءات اللازمة للتعامل مع الحالات المصابة، وأكد عدوي أن التطعيمات من أهم التدخلات للوقاية من الأمراض المعدية، وأشار إلى أنه تم اتخاذ كل الإجراءات اللازمة في شأن الاستعداد والاستجابة للمرض، علما بأن تقرير منظمة الصحة العالمية بشأن تقييم المخاطر يفيد بأنه لا يوجد دليل على الانتقال المستمر من إنسان لأخر خارج النطاق المكاني وأن نتائج الدراسات ترجح أن يكون مصدر العدوى لهذا الفيروس هي الجمال مع احتمالية أن تكون الخفافيش هي مستودع العدوى لهذا المرض.
.