كثيرة هي الجالية الإسلامية العربية التي تعيش في المغرب وغيره من البلدان المغربية، وتتميز هذه الجاليات، رغم القواسم المشتركة، بعاداتها وتقاليدها الخاصة، خاصة خلال المناسبات الدينية، وعادة ما تكون هذه المناسبات فرصة لهذه الجاليات لإحياء بعض مميزاتها الثقافية وما يميزها عن بلد الاستقرار من سمات وتقاليد، فتكون المناسبات فرصة لإبراز التنوع الثقافي والتعريف به وإحياء التواصل بين أفراد الجالية.
في كل موسم رمضاني تنظم الجالية السودانية بالمغرب، لقاءات لأفرادها، كتقليد سنوي كإحياء لصلة الرحم والتعريف بكرم وثقافة السودان الأصيلة، هذا الموسم السنوي تعثر كغيره من المناسبات الجماعية بسبب وباء كورونا، في الحوار التالي مع الدكتور عمر زكريا أبوالقاسم، الرئيس السابق للجالية السودانية بالمملكة المغربية، يطلعنا على أهم ما يميز رمضان في السودان وانطباعاته عن المغرب في رمضان:
* كيف تعيش أجواء رمضان كمغترب في ظل الحجر الصحي؟
** في البداية، لكم الشكر الجزيل على هذه الإطلالة الجميلة ونحن تحت الإقامة الجبرية لكورونا .. الحجر الصحي عبرة لتدارك مافرطنا فيه كأمة مسلمة، لذلك نعيش أجواء رمضان في منتهى الإخلاص في الصوم والعبادة، ومعايشة الواقع برضا وعبرة وطمأنينة.
*هل لك أن تصف لنا أجواء رمضان الروحانية في السودان، ماذا يميزها عن غيرها من البلدان الاسلامية؟
** رمضان في السودان يميزه عن سائر البلاد الإسلامية، الإفطار الجماعي خارج المنازل وعلى الطرقات لكسب الثواب الأعظم من إفطار الصائم.
" لكل بلد أكلته الخاصة في رمضان، ماهي أشهر الأكلات التي تميز رمضان في السودان؟
**للمائدة السودانية نكهة خاصة في رمضان، ومن أشهر الأكلات العصيدة، والقراصة، وأهم مشروب هو الأبري وهو مصنوع من الذرة التي تعرف في المغرب بـ (الإلان).
** لك سنوات في المغرب وبالتالي تشربت العادات المغربية خلال شهر رمضان، ماهي انطباعاتك حول اجواء رمضان في المغرب؟
**مكثت في بلدي الثاني المغرب40عاماً، ولقد وجدت أن أقرب شعبين لبعضهما في العادات والتقاليد علي الإطلاق في البلاد العربية والإسلامية، هما الشعب المغربي والسوداني. وأجواء رمضان بالمملكة المغربية، ما يميزها هو التواصل بعد الإفطار وهذا شيء مميز نفتقده هذا العام بسبب فيروس كورونا، أبعده الله عن الأمة بحق هذا الشهر المبارك.
* للجالية السودانية في المغرب انشطة ثقافية واجتماعية سنوية خلال شهر رمضان، كيف تأثرت هذه الفعاليات بالحجر الصحي، وهل من بدائل للتواصل؟
**من أهم ما يميز جاليتنا السودانية بالمملكة المغربية هو الإفطار الجماعي في كل جمعة، بمقر السفارة السودانية بالرباط، لجميع أفراد الجالية المقيمين وضيوفهم الكرام من الجاليات الأخرى. واستضافة العلماء السودانيين الذين قدموا للمشاركة في الدروس الحسنية لتقديم دروس رمضانية خلال إفطار الجمعة الجماعي بمقر السفارة السودانية بالرباط. ولقد تأثرت هذه الفعاليات بالحجر الصحي تأثيراً بالغًا.
ولا بديل لها سوي التآزر بين أفراد الجاليات والسفارة بتقديم الدعم لبعضهم البعض للتغلب على سلبيات الحجر الصحي في هذا الشهر المبارك.