أكد رئيس الحكومة، المغربية ،سعد الدين العثماني، أن المملكة المغربية جعلت من تنفيذ أهداف التنمية المستدامة أولوية وطنية، قدمت بشأنها مؤخرا تقريرها الطوعي الثاني أمام المنتدى السياسي رفيع المستوى.
وأوضح رئيس الحكومة المغربية، في كلمة ألقاها عن بعد في اجتماع رفيع المستوى حول أهداف التنمية المستدامة بهيأة الأمم المتحدة، أن المغرب أحرز تقدما ملموسا فيما يتعلق بالولوج للخدمات الأساسية ومكافحة الفقر وتقليص الفوارق الاجتماعية وتمكين النساء، بالإضافة إلى الاستثمار في الرأسمال البشري وفي الطاقات المتجددة.
واعتبر في مداخلته أن عقد الاجتماع رفيع المستوى في هذه الظرفية ضرورة فرضتها جائحة كوفيد19 التي تسببت في أزمة صحية واقتصادية واجتماعية غير مسبوقة، زادت من هشاشة الملايين عبر العالم، وجعلت تنفيذ أهداف التنمية المستدامة أكثر صعوبة، لكنها أكدت وجاهة أجندة 2030 وأبرزت مدى حيوية ومركزية الأهداف ذات الصلة بالصحة والحماية الاجتماعية.
و سجل العثماني أن الاجتماع ينعقد في وقته المناسب، لتقييم التقدم المحرز في تنفيذ تلك الأهداف واستكشاف فرص إعطاء دفعة جديدة لتنفيذها.
وبعد أن أكد التأثير الكبير لجائحة كورونا على مسار التنمية الاقتصادية والاجتماعية بالمغرب شأنه في ذلك شأن باقي دول العالم، استعرض رئيس الحكومة المغربية ،التجربة بلاده في الحد من تداعيات هذه الجائحة، مسجلا أن المملكة اتخذت تدابير هامة، أبرزها إحداث صندوق خاص لتدبير آثار الجائحة من خلال تعزيز المنظومة الصحية ودعم الفئات الاجتماعية في وضعية هشاشة ومواكبة المقاولات الأكثر تضررا، هذا إلى جانب إطلاق خطة للإنعاش الاقتصادي يُضخ بموجبها ما يعادل 120 مليار درهم في الاقتصاد المغربي، وإنشاء صندوق استثمار استراتيجي لمواكبة القطاعات الإنتاجية والمشاريع الاستثمارية الكبرى، إلى جانب تعميم التغطية الاجتماعية على الفئات الهشة والفقيرة.
إلى ذلك، أبرز رئيس العثماني أن المغرب، يبقى وفيا لالتزاماته بتعزيز الشراكة الدولية من أجل التنمية، مع جعل إفريقيا في صلبها، وهو ما جسدته المبادرة العاهل المغربي التضامنية تجاه حوالي 20 دولة إفريقية في مواجهة كوفيد-19.
وفي هذا الصدد، حث رئيس الحكومة المغربية على ضرورة إيلاء عناية خاصة بإفريقيا لدعمها وتقوية مناعتها في مواجهة الوباء ومواصلة جهودها الرامية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، مجددا دعوة المغرب للأمم المتحدة لإحداث صندوق خاص بدعم تنفيذ تلك الأهداف بإفريقيا.