قدّم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الثلاثاء اعتذاراً إلى أسرة عربي إسرائيلي قتلته الشرطة في مطلع 2017 لظنّها أنّه "إرهابي" وعندما اتّضح لها أنّها قتلته عن طريق الخطأ رفضت إعلان الحقيقة، إلى أن كشفها بالوثائق تحقيق تلفزيوني بثّ الإثنين.
وقال نتانياهو "أريد أن أعتذر لأسرة القيعان التي قُتل والدها، وهو مواطن إسرائيلي، بذريعة أنّه كان إرهابياً في حين أنّه لم يكن كذلك".
وفي 18يناير 2017 قُتل يعقوب أبو القيعان (50 عاماً) برصاص الشرطة الإسرائيلية التي دهمت يومها قريته أم الحيران البدوية في صحراء النقب (جنوب) لهدم عدد من المنازل كونها مبنية بدون ترخيص.
ويومها، قالت الشرطة إنّ أبو القيعان "إرهابي" وإنّها أردته قتيلاً بعدما دهس عدداً من عناصرها ممّا أسفر عن مقتل أحدهم، لكنّ هذه الرواية دحضها في حينه سكّان وناشطون أكّدوا أن أستاذ المدرسة كان يقود سيارته ببطء وأنّه فقد السيطرة عليها ودهس الشرطي بعد أن أطلقت الشرطة النار عليه.
لكن مساء الإثنين، نشر الصحافي في القناة 12 في التلفزيون الإسرائيلي آميت سيغال وثائق أظهرت أنّ الشرطة أجرت في حينه تحقيقاً داخلياً أثبت أنّ مقتل أبو القيعان نجم عن خطأ فادح ارتكبه عناصر الشرطة وأنّ قائد الشرطة في حينه روني الشيخ آثر عدم نشر الحقيقة والإبقاء على الرواية التي تتّهم أبو القيعان بالإرهاب.
ونشر سيغال رسالة أرسلها عبر البريد الإلكتروني أحد المدّعين العام آنذاك ويدعى شاي نيتسان إلى محقّقي الشرطة يؤيّد فيها موقف الشيخ.
ووفقاً لهذه الرسالة فإنّ نيتسان ارتأى عدم كشف الحقيقة "لعدم إعطاء أدوات لأولئك الذين يريدون مهاجمة مكتب المدّعي العام" الإسرائيلي أفيخاي ماندلبليت، الذي كان يحقّق يومها في قضايا فساد تتعلّق بنتانياهو. وانتهى تحقيق ماندلبليت إلى اتّهام نتانياهو رسمياً في نوفمبر 2019 بالتورط في ثلاث قضايا فساد.
والثلاثاء شدّد نتانياهو على أنّ الشرطة أكّدت له في 2017 أنّ أبو القيعان كان إرهابياً نفّذ هجوماً بسيارته ممّا أسفر عن مقتل الشرطي.
وقال نتانياهو "لقد قالوا لي إنّه إرهابي، وبالأمس اكتشفنا أنّه ليس إرهابياً بل تمّ تصنيفه على هذا النحو من قبل مدّعين عامّين وشرطيين سعوا للتستّر على أنفسهم".
وأضاف "لقد وصفوا هذا الرجل بأنّه إرهابي لهدف وحيد هو (...) الحؤول دون محاسبة الشرطة"، مصوّباً بذلك سهامه إلى النيابة العامة والشرطة في محاولة على ما يبدو للتشكيك في صحّة تهم الفساد الموجّهة إليه.
وسارعت وزارة العدل إلى الردّ على نتانياهو، وتسخيف محاولته الربط بين براءة أبو القيعان وتهم الفساد الموجّهة إليه.
وقالت الوزارة في بيان إنّ "محاولة ربط هذه القضية (مقتل القيعان) بقضايا نتانياهو أمر سخيف".