اعتبر رئيس تحالف السيليكا بالنيابة الجنرال "محمد موسى دافان"، في مقابلة خاصة مع الأناضول، أن نتيجة التقرير الذي خلصت إليه لجنة التحقيق الدولية المكلفة بملف أزمة إفريقيا الوسطى، والذي أشار إلى ضلوع الأنتي بالاكا (ميليشيات مسيحية) و السيليكا (تحالف سياسي وعسكري بأغلبية مسلمة) في "جرائم ضد الإنسانية"، أمر موثوق به، بما أنه صادر عن طرف خارج أطر الصراع، ويعمل في كنف الحياد.

المسؤول السامي في السيليكا أعرب، في السياق ذاته، عن أمله بأن يقدم مؤتمر "نديلي" شمالي البلاد، والذي سينعقد في 12 يونيو/حزيران المقبل أجوبة واضحةً وحلولا ناجعة لـ "الخلافات الطفيفة" التي طرأت مؤخرا بين عناصر التحالف المسلم، وأن تتحوّل السيليكا إلى حزب سياسي مكتمل الشروط.

 وفي ما يلي تفاصيل المقابلة..

 س: في تقريرها الذي سلمته الخميس الماضي إلى مجلس الأمن في نيويورك، اتهمت لجنة التحقيق الأممية في أفريقيا الوسطى كلاّ من السيليكا والأنتي بالاكا بارتكاب "جرائم ضد الإنسانية". ما تعليقكم على ذلك؟

دافان: نحنا عانينا من الظلم وإفلات من يستهدفنا من العقاب والانحياز للأطراف الأخرى، عانينا من عدالة المنتصرين. لقد آن الأوان لدعوة الجميع إلى الانضباط. طالما أنّ التحقيق صادر عن أجهزة الأمم المتحدة، أثق فيه تماماً بما أنّه يصدر عن مؤسسة دولية محايدة حيال أزمة إفريقيا الوسطى. وفي كلّ الاحوال، لا يمكننا إنكار حصول تجاوزات من كلي الجانبين.  

 س: على الرغم من اجتماع نديلي الأخير (9مايو/أيار الماضي)، يبدو الارتباك واضحا على مستوى قيادة السيليكا وهياكلها، والأمورلا تبدو على قدر من الوضوح أمام ناظريها. كيف تقرؤون هذا الجانب؟

دافان: الإبقاء على الارتباك الذي تلمحّون  إليه أمر مقصود. والمسألة غير مرتبطة بالأشخاص كما يتراءى لكم، فالمصلحة العليا لإفريقيا الوسطى يجب أن تقدّم على أي شيء آخر، وإحلال السلام ينبغي أن يتم في أقرب الآجال.

البلاد في حاجة ماسة إلى ذلك. أعلم أنّ قائد أركان القوات المسلّحة  (للسيليكا) "جوزيف زينديكو" يقوم بالتنسيق الوقتي، للتمهيد للجلسة العامة قصد تجديد المكتب السياسي. في الوقت الراهن يبقى"ميشال دجوتوتديا" رئيس التحالف (السيليكا)، حيث لم يسفر مؤتمر "نديلي" عن أي تحوير في التشكيلة القانونية.

وبهذه الهيكلة وقّعت السيليكا على اتفاقات ليبرفيل (اتفاق تم توقيعه في ليبرفيل بالغابون بين أطراف النزاع في افريقيا الوسطى للخروج من الأزمة) في 11 يناير/ كانون الثاني 2013) وانضمت إلى اتفاقات نجامينا (اتفاق آخر تم ابرامه في العاصمة التشادية ويقضي -من بين بنود أخرى- بتقسيم السلطة في أفريقيا الوسطى بين الأطراف المتنازعة). لا غموض في ذلك إلا لمن لا يعرف عمل المنظمات.

 س: ألا تعتقدون أنّ تعدّد الأصوات داخل تحالف السيليكا قادر على إضعاف موقفكم؟

دافان: التفكير في ذلك على هذا النحو أمر مشروع. لكن في اعتقادي أنّ المهم اليوم هو قدرتنا كـ سيليكا على إحلال السلام في البلاد. الأمر لا يتعلّق بمنتصر ومهزوم. أو لمشاجرات السياسية البسيطة لا يجب أن تؤدي بنا إلى وضع تبعد فيه تطلعات شعب إفريقيا الوسطى عن أعلى الدرجات في سلم الأولويات.  

 س: متى سينعقد مؤتمر "بامباري" وهل تعتقدون أن ما ذكرتموه من مبادئ في السيليكا ستقدم أجوبة للانقسامات التي شهدها التحالف في الفترة الأخيرة؟

دافان: من المنتظر أن ينعقد مؤتمر بامباري في 12 يونيو (حزيران) 2014 . القيادة تشهد خللا، وهذا لا يشكّل أزمة في حدّ ذاته، غير أنّ هذا الخلل تغذيه قوى خارجية. وأعتقد أن ما سيتمخض عنه مؤتمر بامباري

سيأتي بأجوبة واضحة ستمكّن من خروج السيليكا من المأزق بصفة نهائية ومن ثمة التوصل إلى حل على المستوى الوطني. ما أؤكده لك هو أننا سنفاجئ العالم بقدرتنا على تجاوز بعض الاختلافات الثانوية التي أسميتموها "أزمة قيادة". شخصيا أجهز نفسي للمعركة الأكبر، وهي قادمة، إنها معركة دعم السلام الذي سيسود، وتعزيز التماسك الاجتماعي من أجل تنمية مستدامة. إحلال السلام أمر بسيط ولكن تعزيزه بعد كل هذا العنف والكراهية سيكون أمرا صعبا، المهمة تظل بالطبع غير مستحيلة .  

س: جدول أعمال الحركة يتضمن تحويل تحالف السيليكا السابق إلى حزب سياسي. هل من السهل رفع مثل هذا الرهان في ضوء الصعوبات التي شهدها المؤتمر السابق؟

دافان: عملية التحويل بدأت  خلال مؤتمر 9 مايو/أيار الماضي. وسيقع وضع الترتيبات المرتبطة بها في المؤتمر القادم.

 س: رئيس الحكومة أعلن عن "يوم نزع السلاح الطوعي". ماذا يمكن أن ننتظر من السيليكا في هذا الصدد؟

دافان: موافقة السيليكا على المبدأ أمر لا شك فيه. لا يجب أن ننسى أن نزع السلاح مرحلة إجبارية لتحقيق السلام. ينبغي القيام بمجهودات للتطمين والتأمين وتجميع القوات وإطلاق مخطط "نزع سلاح والتسريح وإعادة الإدماج" بصفة شمولية. كل ما أطلبه هو اعتماد منهجية وشيء من البيداغوجية، لأنّه لا يحق لأحد أن يرهن مستقبل شعب إفريقيا الوسطى، لا أحد...".