السياسي التونسي محمد عبو عرف بدفاعه عن الحريات في عهد بن علي ، سجن نتيجة مواقفه المدافعة عن الديمقراطية بسبب مقال نشره في العام 2005 ليتولى   بعد سقوط بن علي  منصب وزير الإصلاح الإداري في حكومة حمادي الجبالي قبل أن يستقيل منها محتجا على التباطؤ في معالجة عدد من الملفات ، .كان من القيادات الفاعلة في حزب المؤتمر من اجل الجمهورية الذي وصل بالرئيس المرزوقي الى قصر قرطاج واُنتخب في 13 ماي 2012 أمينا عاما للحزب قبل أن يستقيل منه ليؤسس ويترأس حزب التيار الديمقراطي .

كانت لمحمد عبو مواقف لافتة من عدد من القضايا السياسية في البلاد ، من بينها العلاقة مع حزب المؤتمر وتقييمه لاداء المروزقي والحوار الوطني .وعدد من القضايا التي طرحناها عليه في هذا الحوار الخاص ببوابة افريقيا الاخبارية :

 س :هل سيشارك التيار في الانتخابات القادمة بجزئيها التشريعي والرئاسي ام ستركزون على التشريعية فقط؟

ج : لا يمكن الحسم قبل صدور القانون الانتخابي ومعرفة ماهي طبيعة الانتخابات القادمة هل ستكون عامة ام سيتم البدء بالرئاسية أم بالتشريعية ، نحن نرى وحسب الدستور أن الحكومة هي مركز الثقل والمسؤولة عن احداث التغييرات الضرورية والشروع في البناء بعد فوضى السنوات الثلاث الاخيرة ، في حين أن دور رئيس الجمهورية مازال رمزيا وغير مهم ٠

وسيتضح موقفنا بعد عقد اجتماع مجلسنا الوطني نهاية الأسبوع ، ولاكون واضحا فانه في صورة البدء بالانتخابات الرئاسية فإننا لن نبقى متفرجين وسنتقدم بمرشح لنا ، ولا يمكن الإفصاح عن اسمه الان ٠

س :هل ستكون السيدة سامية عبو؟ 

ج : لن أجيب الان فالهياكل هي من تقرر في الوقت المناسب ، وعلى نحن نفضل أن يتم تقديم الانتخابات التشريعية على الرئاسية٠

س: دعت احزاب المعارضة الى تنظيم احتفالية بمناسبة إسقاط الحكومة ، ماهو ردك عن هذا الموقف وكنت صرحت سابقا انك ترى أن النهضة استفادت من خروجها من الحكم ؟

ج: كان عليهم الاحتفال باليوم الوطني لضعف التحليل أو التفكير السياسي، ولاكون جديا أكثر أقول ان المعارضة قدمت هدية للنهضة بدفعها للخروج من الحكم وستندم عليها عند الانتخابات القادمة ٠

النهضة تفطنت الى أن خروجها من الحكم سيفيدها كثيراً فحرصت على ذلك بعد أن أنهت الدستور وختمته وأظهرت للجميع انها تنازلت عن الحكم من أجل تونس وسوقت هذه الصورة في الداخل والخارج ، وذهبت لإعداد الانتخابات القادمة معولة على الذاكرة القصيرة لجزء مهم من التونسيين ، فحزب حاكم عندما يدخل الانتخابات وهو محمل ب  650 الف عاطل عن العمل وبمشاريع لم يتم إنجازها وصعوبات اقتصادية.... فستكون حظوظ فوزه ضعيفة ، لكنه عندما يتخلص من جمرة الحكم ويتقن لعب دور الضحية الذي تضرر من مطبات خصومه ، وهو جزء بسيط من الحقيقة ، فان حظوظه تكون أوفر

س: يتداول التونسيون هذه الأيام موضوع الانقلاب العسكري والأمني ، الذي قال الناطق الرسمي للرئاسة انه تم إحباطه ، كيف ترون هذه القضية ، هل حصل انقلاب آم لا ؟

ج: اعتقد أن الامر محير، فأما أن تكون هناك مبالغة ولم يكن هناك مخطط لافتكاك السلطة بالقوة أو أن هناك محاولة حصلت فعلا ،ففي الحالة الاولى ينبغي التخفيف من منسوب التشنج في تونس والتحلي بأكثر موضوعية، أما في الحالة الثانية فإننا نكون أمام جريمة من أخطر الجرائم وقد تكون أخطر من الإرهاب ، لانها جريمة الاعتداء على أمن الدولة الداخلي، وفي هذه الحالة كان على رئاسة الجمهورية إحالة الامر الى القضاء والحرص على تتبع كل من تورط في هذه الجريمة مهما كانت صفته ومهما كان عدد المشاركين أو المتورطين فيها ٠

وفي المقابل كانت هناك تصريحات فيها تحريض لأجهزة الدولة على التمرد صدرت عن كثير من السياسيين وكان من المفروض تتبعها بتهمة التحريض على التمرد ، وهو ما لم يتم ٠

س : فاجأ حزبكم المراقبين بنشرة لائحة تضمنت أسماء الشخصيات التي قدمت لكم تبرعات مالية وقيمة المبالغ التي تم التبرع بها ، فهل هناك رسالة تودون تمريرها من خلال هذه الشفافية المالية ؟

ج : القانون الداخلي للحزب نص على إجبارية نشر كل التبرعات وأسماء المتبرعين كل ثلاثة أشهر ، ونتمنى أن تتبنى كل الأحزاب هذا الامر آو يتم إقراره بقانون حتى نسير مهام الرقابة المالية التي تقوم بها دائرة المحاسبات، ٠

س: في الانتخابات الماضية حصلت تجاوزات مالية سواء بدخول المال السياسي الفاسد وشراء الأصوات وأيضاً عدم تقديم كشوفات مالية لدائرة المحاسبات ؟

ج:بالنسبة الذين لم يقدموا كشوفات حول المحاسبة المالية أطالب بمنعهم من المشاركة في الانتخابات القادمة ، وآخشى من دور المال السياسي في إفساد الانتخابات القادمة وتزويرها بشراء أصوات الطبقات الفقيرة في الأحياء الشعبية و الأرياف ٠

س : لماذا تحصر الامر في الفقراء ولم تتحدث عن السياسيين وأساسا نواب التآسيسي الذين يتلقون الأموال لتغيير انتماءاتهم آو مواقفهم ؟

ج : الذين يتلقون آموالا للتعبير عن مواقف تخص اخرين مقابل تلقي أموال فانه تنطبق عليهم جريمة الارتشاء وأني أدعو الى تجريم الانتقال من حزب الى اخر مقابل تلقي آموال

 س: هل ستعطي الانتخابات نفس نتائج الانتخابات القادمة ؟

ج: بكل تأكيد لا ، لان المناخ اختلف وعقلية التونسي تطورت ومعرفته بالاحزاب تحسنت ، اضافة الى أن موازين القوى تغيرت وحتى الأحزاب المشاركة تغيرت ، وهو ما سيعطي نتائج ستكون مخالفة لما أعلنته مكاتب الدراسات واستطلاعات الرأي وما تم تداوله في الشارع السياسي ، المعادلة السياسية ستتغير ، وكذا الخارطة السياسية الجديدة ٠

س : هل سنخرج من الاستقطاب الثنائي بين النهضة والنداء .؟

ج : انا متأكد أن الطرف الوسطي الذي يمكن له إقناع التونسيين بجديته ويقدم مشروعا للبناء والتأسيس، والذي يعول على الكفاءات ولا يخلق العداوات والانقسامات بين التونسيين ، ويسعى الى تحقيق أهداف الثورة من رفض الاستبداد والفساد والتهميش ، هو الذي سيكون له دور في الساحة السياسية .

س: هل ستكونون هذا الطرف أو على الأقل تساهمون في تكوين الجبهة الوسطية؟

ج:نحن بدأنا الاتصال ببعض الأحزاب في هذا الشآن بحثا عن توحيد الصف ، رغم ان تاريخ التحالف في تونس لم يكن ناجحا لاعتبارات عديدة أزعم انها تعود لأسباب شخصية وزعاماتية.