قال رئيس مفوضية الانتخابات في جنوب السودان، إبيندقو أكوك أكول، اليوم الأربعاء، إنه "لا يستبعد إمكانية تأجيل الانتخابات العامة المقرر إجراؤها العام المقبل". وفي تصريح لوكالة الأناضول، أضاف "أكول"، إن المفوضية غير ملزمة بتصريحات رئيس الجمهورية سلفاكير ميارديت، التي تناقلتها وسائل الإعلام بشأن "إمكانية تأجيل الانتخابات أو تمديدها عامين آخرين بدلا عن عام 2015".

والأحد الماضي، قال الرئيس سلفاكير إن "الانتخابات العامة لن تجرى في عام 2015 كما هو مخطط لها، لأن هناك حاجة إلي صلح لذلك سيتم تمديدها لفترة تقدر بعامين أو أكثر". وأوضح "أكوك" أن الانتخابات العامة لا يمكن تأجيلها إلا عبر تعديل الدستور الانتقالي، واعتماد التعديل عبر البرلمان الوطني لجنوب السودان". لكنه استبعد إمكانية إجرائها العام القادم بالنظر لعدم استقرار الأوضاع الأمنية في البلاد، واعتبر أن ذلك يتطلب إحقاق السلام واستتباب الأمن.

وأشار "أكوك" إلى أن الدستور الانتقالي لجنوب السودان ينص علي إجراء تعداد سكاني، لتحديد الدوائر الانتخابية أولا، لأن جنوب السودان لم يشهد عملية تعداد سكاني منذ استقلاله عام 2011.

ووقع سلفاكير ميارديت رئيس جنوب السودان وريك مشار زعيم "المتمردين" والنائب السابق لسلفاكير، مساء الجمعة الماضي، اتفاق سلام شامل لإنهاء الحرب في جنوب السودان، ويقضي الاتفاق بوقف إطلاق النار يبدأ خلال 24 ساعة، ونشر قوات دولية للتحقق من وقف العدائيات، وإفساح المجال للمساعدات الإنسانية للمتضررين، والتعاون بدون شروط مع الأمم المتحدة والوكالات الإنسانية.

وينص الاتفاق أيضا على تشكيل حكومة توافقية ووضع رؤية مشتركة لتداول السلطة وتقاسم الثروة وتشكيل مفوضية لوضع الدستور، كما يتضمن وضع معايير لمفوضية الانتخابات وقانون للأحزاب لتفادي أي مواجهات عسكرية مستقبلا، ويقضي بفتح ممرات آمنة لعبور المساعدات الإنسانية للمناطق الأكثر تضررًا عبر 4 دول هي: السودان، وإثيوبيا، كينيا وأوغندا.

وكانت الحركة الشعبية قد تأسست كثورة مسلحة بعد تمرد الكتيبة "105" التابعة للجيش السوداني ورفضها لتوجيهات تتعلق بنقلها الي شمال السودان، حيث اندلعت مواجهات في مدينة بور عاصمة ولاية جونقلي في 16مايو/ آيار 1983، قادت إلى إعلان ميلاد الحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة رئيسها الراحل جون قرنق والرئيس الحالي لجنوب السودان الفريق أول سلفاكير ميارديت.

وفي عام 2005، وقعت الحركة الشعبية علي اتفاق سلام انهي الصراع المسلح الذي استمر زهاء العقدين من الزمان ، وانتهي باعلان استقلال جنوب السودان بعد استفتاء شعبي جري في العام 2011.

وخلال فترة الكفاح المسلح شهدت الحركة الشعبية انقساما شهيرا في العام 1991 قاده زعيم التمرد الحالي ريك مشار تينج، و لام أكول أجاوين وزير الخارجية السوداني السابق الذي يقود حاليا حزبا معارضا منفصلا باسم "الحركة الشعبية للتغيير الديمقراطي".