في وقت ما زالت تتواصل فيه أعمال العنف بمناطق عدة في جمهورية افريقيا الوسطى، وسط انعدام الآمال بالتوصل لحلول قريبة، أكدت رئيسة إفريقيا الوسطى الانتقالية، كاثرين سامبا بانزا، في مقابلة أجرتها مع مجلة دير شبيغل الألمانية، أن الأمل ما يزال موجوداً، شريطة أن يتدخل الاتحاد الأوروبي بالمساعدات اللازمة لانهاء الأزمة.
وتابعت بانزا حديثها بالقول إن المجتمع الدولي يلعب دوراً حذراً، فهو غير قادر على التواجد بكل مكان، ولا يمتلك قوات كافية لكي ينشرها في البلاد. كما شددت على أن الأمل ما يزال قائماً لوقف موجة القتل التي يمارسها المسيحيون ضد المواطنين المسلمين، منوهةً للجهود التي يقوم بها بعض الأئمة والقساوسة في كثير من المناطق من أجل تهدئة الأوضاع والعمل على نزع فتيل الصراعات حتى لا تتفاقم الأمور.
وأضافت بانزا أنها تلقت وعوداً من الاتحاد الأوروبي لنشر قوات وتقديم مساعدات إنسانية ومالية، وأثنت على الدور الذي تقوم به الحكومة الألمانية وسط كل هذه الأحداث المتصاعدة.
وبسؤالها عن سر احتدام الصراع الديني والثقافي في البلاد بهذا الشكل غير المسبوق، أوضحت بانزا أن المسلمين والمسيحيين لطالما كانوا يعيشون في البلاد سوياً بمنتهى الحب والانسجام، وأن الصراع الحالي لم يبدأ كعراك ديني، بل بدأ كتمرد سياسي من جانب ميليشيات سيليكا ذات الأغلبية المسلمة ضد الحكومة المركزية. ومن أجل الدفاع عن قراهم، قام المسيحيون بعدها بتشكل ميليشيات خاصة بهم، لكن المشكلة هي أن كلا الفريقين بدأت تندس عليه مجموعات من قطاع الطرق، وهؤلاء هم العناصر الإجرامية التي تسببت في حدوث كل هذا العنف الدائر في البلاد.
ومضت بانزا تشدد على ضرورة أن يواجهوا، ومعهم المجتمع الدولي، خطر ظهور العناصر المتشددة في جمهورية افريقيا الوسطى، حتى لا يحدث ما لا يحمد عقباه بعد ذلك. كما شددت على أهمية القضاء خلال المرحلة المقبلة، لكي يتعافى المجتمع هناك من تداعيات الحرب الأهلية، التي عصفت بكل معاني التعايش والسلام الاجتماعي.