في مكتبه بأحد أحياء بيروت الجميلة والعريقة يجلس النجم اللبناني والعربي راغب علامة بابتسامة لا تفارق وجهه وهو يتابع أصداء وردود أفعال ألبومه الجديد «أنا اسمي حبيبك» الذي صدر مؤخرا، وحين بدأ الحديث عن الألبوم بدت على راغب الفرحة والرغبة في الحديث ، قائلا: كم أتمنى عودة اللجان الفنية التي تقيم الأصوات حتى يعود جزء ولو بسيط من زمن الفن الجميل أو الجيل الذهبي، حيث أتذكر وأنا في بدايات حياتي حلم الدخول إلى مصر عندما قالوا لي وقتها إذا أردت أن تدخل مصر فعليك بالإذاعة المصرية بمعنى أن تكون هناك لجنة تسمع وتقيم المطرب، أما ما يحدث الآن فهو «فلتان».

وأضاف راغب علامة: مع الأسف ليس هناك عدل فني في هذا الزمان، فالأغنية الرديئة التي يصادفها «البخت» وتنجح فهي تنجح لظرف معين وظروف خاصة، وهناك مثل لبناني يقول «تنذكر وما تنعاد»، لكن حبيبتي مصر هوليود الشرق لو أرست قواعد وأعراف الوضع الموسيقى ومنها لجان التقييم على سبيل المثال، وأن تكون الإذاعة المصرية الرسمية هي المصدر الذي تخرج منه الأغنيات لتوزع على باقي الإذاعات الخاصة أعتقد أن الوضع سيختلف.

وعبر راغب عن تفاؤله بمستقبل الفن المصري في ظل القيادة السياسية الحالية، حيث قال إن القيادة يجب أن تكون على كل المستويات ليس الأكل والشرب وإنما أيضا الفن الذي هو غذاء الروح، فلا توجد ثقافة في بلد بلا فن، وأنا لدي أمل أن تعطي القيادة الجديدة وقتاً للانضباط الفني، وهي خطوة أولى وعودة للفن الأصيل، ورسالة أوجهها لقيادة مصر الجديدة التي أبدي إعجابي الشخصي بها، ويفسر راغب مفهوم الوطن عنده قائلا: أنا قومي عربي، وأتمنى أن يتم إلغاء الحدود بين الدول العربية، فالانتماء يعتمد على أشياء كثيرة منها اللغة والتاريخ والعلم والاحترام، فعندما يشعر المواطن بالاحترام في بلد فهذا يخلق نواة وطن، وأنا إنسان متمرد على كل شيء يحدث في الوطن العربي، وأرى أن الناس تأكل في بعضها بعكس انتمائي لبلدي الثاني وهو كندا والتي أشعر فيها بأن المواطن عنده أب وأم هما الدولة ولا يحتاج إلى أن يذهب إلى غيرها، وهناك مقولة للإمام على بن أبى طالب تقول «الفقر في الوطن غربة» وفي البلدان العربية يعيش الفرد في أوطان ربنا أنعم عليها بجميع الخيرات ولكنه لا ينعم بها، فالآثار التي ينظر إليها البعض باشمئزاز ولا يفهمها أو يدركها هناك مواطن آخر أجنبي يتحمل مشقة الطيران ومصاريف كثيرة من أجل أن يأتي إلى بلداننا ليراها ويرى التاريخ، وفقا لليوم السابع.