عن الإعلام الليبي ودوره في التخفيف من حدة الأزمات التي تعيشها البلاد، أجرت بوابة إفريقيا الإخبارية الحوار التالي مع مسؤولة الإعلام والتواصل بمكتب اليونيسكو لدى  ليبيا "رجاء  العباسى"، التي اعتبرت أن بعض وسائل الإعلام الليبية تغيب عنها حقائق كثيرة حول الالتزام بأخلاق وقيم المهنة الصحفية، وفي ما يلي نص الحوار:

ما هو رأيكم حول الأداء الإعلامي لمختلف الوسائل الإعلامية الليبية؟

الإعلام بلا شك هو البوصلة الحقيقية للمجتمعات به ترتقي أو تنحدر.

وأنا أتابع وسائل الإعلام الليبية ومحاولاتها في لعب دور في المشهد السياس، لكن للأسف البعض منها نسيت أو تناست أهم عنصر في كل المنظومة الإعلامية، ألا وهو الجمهور.

الجمهور الذي ملً من المواقف المتعنًتة والمتباينة تجاه قضايا الوطن في الأمن والاستقرار، أين هي صورة المواطن البسيط واهتماماته اليومية من مأكل ومشرب وخدمات؟

عدم وعي مثل هذه الوسائل لا ينبع عن قصد في تضليل المواطن أو التحيز لطرف ضد الآخر، ولكن في رأيي أن السبب يكمن في أن الذين يعملون في الإعلام تغيب عنهم حقائق كثيرة عن الالتزام بأخلاق وقيم مهنية واحترافية، وهذا ما شاهدته في كثير من الأنشطة التي تم إقامتها من طرفنا، ولذلك صممنا برامجنا للمساعدة في الوصول لتلك المهنية.

هل الإعلام الليبي يساعد في تخفيف الأزمات التي تشهدها ليبيا الآن؟

لن أكون مثل الكثيرين وأسرع بالإجابة بلا، فدائما ما أرى النصف المملوء من أي كوب، هناك فعلا صحفيين ووسائل إعلام تحاول أن تلعب دورا إيجابيا في الأزمة، وذلك من خلال تنوع برامجها والتركيز على برامج الخدمات والقرب من المواطن، لكن للأسف، أرى أن كثيرا من البرامج السياسية هي مستنقع من الكراهية وعدم المهنية والتوازن.

إذن من الذكاء الابتعاد عنها، طالما لا يمكن للصحفي أن يكون موضوعيا أو مناقشة الموضوع من زاوية إيجاد الحل بدلا من التكرار الملل وتبادل الاتهامات.

ما هو تقييمك للخطاب الإعلامي الليبي  بصورة عامة؟

أرى أن الخطاب تغير قليلا، فقد أنتبه الكثيرون للغة المستخدمة، ونوعية البرامج وحتى الضيوف.

اختفت بعض الأسماء التي اشتهرت بتأجيج الصراع بين أبناء الوطن الواحد، وهو أمر طبيعي، لأنه في النهاية لا يصح إلا الصحيح، هذه كانت قناعتي ولا زالت بأنه إذا عملت وسيلة إعلام واحدة بمهنية وسط مئات يشعلون النار، ستنتصر في النهاية، لأن النفس البشرية لا تميل إلى الكره ولا الفتن. 

وتجدر الإشارة إلى أنه انطلقت  اليوم الثلاثاء بفندق landmark  بالعاصمة الأردنية عمان دورة تدريبية لعدد من الصحفيين والإعلاميين الليبيين، بنظيم من اليونسكو، وذلك تحت عنوان "كتابة وعمل التقارير الصحفية في وقت الأزمات"، وسوف تستمر هذه الدورة  حتى 21 أبريل القادم.

وفي نفس السياق أوضحت مسؤولة الإعلام و التواصل بمكتب اليونيسكو لدى  ليبيا "رجاء  العباسى"،   بأن الدورة شملت عدة مواضيع مهما في العمل الإعلامي والصحفي خاصة منها "تعريف الصحافة الحساسة للنزاعات و الانحياز، المعايير الدولية لأخلاقيات الصحافة، التغطية الإعلامية خلال الأزمات، التغطية الإعلامية للبرو باغاندا".

هذا عن اليوم الأول للدورة، أما اليوم الثاني فسيشمل مواضيع "خطاب الكراهية في الإعلام ماذا يعنى و ما هي مسئوليته في تأجيج الصراعات، ما هي الإشاعات، الصور و الرسوم و مقاطع الفيديو، البرامج الحوارية ـ الأخبار التقارير ـ المراسلون، ما هو التحريض الديني؟ تغطية الأمور الدينية هذا لليوم الثاني أما اليوم الثالث والختامي للدورة فسيشمل مواضيع "الإعلام الإلكتروني والاجتماعي، المصادر الإخبارية، صحافة السلام، اقتراحات الصحفيين لميثاق شرف المهنة".