حرج كبير واجهه وفد المجلس الرئاسي الليبي برئاسة فائز السراج عندما إصطحب معه الى قمة سوتشي الروسية الإفريقية أحد أبرز الإرهابيين المرتبطين بتنظيم القادة وقياديي الجماعة الإسلامية المقاتلة ومهندسي منظومة فجر ليبيا ،

وقالت مصادر ليبية مطلعة أن السراج وافق على أن يكون شعبان هدية المكنى بإسم أبي عبيدة الزاوي ضمن فريقه المشارك في القمة الروسية الأفريقية الأولى التي إفتتحت الأربعاء الماضي بمشاركة كل الدول الأفريقية ، لكن السلطات الأمنية في مطار سوتشي تعرفت على الإرهابي وإحتجزته لمدة يومين ، ثم سلمته للوفد الليبي عند مغادرته الأراضي الروسية في طريقه للمشاركة في قمة دول عدم الإنحياز بأذربيجان

ووفق تقارير روسية ، فإن موسكو فوجئت بوجود إسم الزاوي في قائمة الوفد الليبي التي تلقتها من خارجية الوفاق يوم 10 أكتوبر الجاري ، وإختارت عدم تصعيد الموقف مع المجلس الرئاسي الذي يعتقد الروس أنه متهم في دعم الإرهاب وتمويله والتعامل معه 

وأوضحت مصادر عسكرية ليبية أن  السلطات الروسية احتجزت زعيم غرفة عمليات ثوار ليبيا الإرهابي شعبان هدية المكنى " أبوعبيدة الزاوي " فور وصوله روسيا ضمن وفد رئيس الرئاسي فائز السراج إلى قمة سوتشي وذلك لمدة يومين وسلمته بوقت سابق من الليلة للسراج نفسه عندما كان مغادراً بالطائرة إلى أذربيجان.

وكانت وسائل الإعلام الروسية  قد ضجت قبل أيام من إفتتاح القمة بنبأ وجود إرهابي مطلوب دوليا ضمن الوفد الليبي معتبرة ذلك رسالة غير ودية من السراج الذي تقود ميلشياته وحلفاؤه من قوى الإسلام السياسي حملات معادية لموسكو بزعم وجود مقاتلين وخبراء روس في صفوف الجيش الوطني بقيادة المشير خليفة حفتر

وما زاد من الحنق الروسي إستمرار سلطات طرابلس في إحتجاز عالمي إجتماع ينتميان الى  المركز الفيدرالي للعلوم والتكنولوجيا بموسكو

ونظم علماء الاجتماع الروس الأربعاء  الماضي مظاهرة احتجاج أمام السفارة الليبية في موسكو ، عبروا فيها عن غضبهم « من وصول زعيم الإرهابيين من ما يسمى بحكومة الوفاق الوطني الليبي » في إشارة الى السراج

وفي وقت سابق ، طلب رئيس المركز الفيدرالي للعلوم والتكنولوجيا ، ألكساندر مالكيفيتش ، من لجنة التحقيق التابعة للاتحاد الروسي استجواب وفد المجلس الرئاسي الليبي  عند وصوله سوتشي  فيما يتعلق بمصير مكسيم شوقلي وسمير حسن علي سويفان الموقوفين في طرابلس.

وأكد مالكيفيتش  أن تصرفات حكومة سراج يمكن اعتبارها مظهرا من مظاهر "الإرهاب السياسي".

وقالت  وكالة الأنباء الفيدرالية الروسية أنها نظمت رحلة إلى طرابلس لإثنيين من صحفييها وهما ألجيس ميكولسكيس وفلاديمير ماليانوف ، بعد أن أكدت لهم سلطات الرئاسي  أنها سترتب لهما  لقاء مع عالمي الاجتماع المحتجزين في السجن ، لكنها لم تف بوعودها

ورأى المراقبون الروس في إصطحاب السراج معه في رحلته الى بلادهم أحد أبرز الارهابيين وهو شعبان هدية إستفزازا واضحا ،

وردوا عدم عقد أي لقاء بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس المجلس الرئاسي الليبي فائز السراج الى ذلك الإستفزاز الذي وصفوه بالمتعمد

وإعتبر القيادي الإخواني عضو المؤتمر العام منذ عام 2012 محمود عبدالعزيز الورفلي عدم عقد لقاء بين بوتين والسراج  “فضيحة دبلوماسية” ومن العيار الثقيل يجب أن يتم فيها إقالة وزير الخارجية والطاقم الذي معه.

ويبدو أن الموقف الروسي لم يكتف بتجاهل بوتين لحضور السراج ، ولكن إتجه الى ما لا يريح سلطات طرابلس ، وهو دعوة وزير خارجية الحكومة المؤقتة عبد الهادي الحويج لحضور فعاليات قمة سوتشي ، حيث ألقى كلمة في المنتدى ، أعلن خلالها إستعداد البرلمان والقيادة العامة للجيش  لتشكيل حكومة وحدة وطنية وإجراء انتخابات حرة في ليبيا. خلال خطابه ، مشيرا الى أن عاصمة بلاده طرابلس استولت عليها حكومة الوفاق الوطني الليبي. وحولتها إلى سجن لليبيين المسالمين ، وأضاف إن عملية مكافحة الإرهاب للجيش الوطني الليبي بقيادة خليفة حفتر ، والتي تجري حاليًا في البلاد ، ضرورية لإرساء الوحدة وسيادة القانون في جميع أنحاء الدولة.

و في مايو 2019 ، أجرى مكسيم شوقلي وسامر حسن علي سويفان ، وهما باحثان في الصندوق الوطني لحماية القيم  دراسة اجتماعية في الأراضي التي يسيطر عليها الجيش الوطني  الليبي ، ولكن تم اختطافهما من قبل الميلشيات والزج بهما في سجن معيتيقة خيث لا يزالان محتجزين بصورة غير قانونية في ظروف غير إنسانية  ، وفق المركز الفيدرالي للعلوم والتكنولوجيا  لذي أكد أن لديه أدلة على تورط السراج في اختطاف الروس.

وتتهم سلطات موسكو حكومة السراج  بحرمان عالمي الإجتماع من الحق في الاتصال ، و عدم السماح لهما بمقابلة محامٍ بعد بضعة أشهر  من الاعتقال غير القانوني.

وقالت سلطات طرابلس أن الروسيين وأحدهما من أصول عربية أردنية ، شاركا في تأمين لقاء مع سيف الإسلام القذافي مع بعض المسؤولين في موسكو" قبل أن يتم اعتقالهما مطلع مايو الماضي، بحسب رسالة مختومة من مكتب المدعي العام بطرابلس، اطلعت عليها الوكالة، فيما تمكن روسي ثالث من الفرار من الاعتقال.

وكانت قضية العالمين  إحدى القضايا التي أثيرت خلال اجتماع نائب وزير الخارجية ميخائيل بوجدانوف مع السراج

وفي اليوم الأول من القمة الروسية - الأفريقية ، أعلن بوجدانوف أن الخدمة الدبلوماسية تعمل بنشاط للإسراع في إطلاق سراح الروس ،مشيرا  إلى أن وجود سراج في القمة يعد مناسبة للمطالبة بعودة الروس المحتجزين بشكل غير قانوني.