ذكرت صحيفة ” فاينانشيال تايمز” البريطانية أن ركوب البحر المتوسط إلى أوروبا هو آخر خطوات رحلة محفوفة بالمخاطر تبدأ من الصحراء البعيدة في جنوب ليبيا.

وأوضحت في تقرير بثته على موقعها الإلكتروني لمراسلها في المنطقة بورزو داراجاحي، أن عصابات مسلحة حولت طريقا صحراويا مهجورا من خط حدودي بين ليبيا والسودان إلى ممرّ مربح يؤدي إلى ساحل المتوسط، الأمر الذي أسهم في زيادة أعداد المهاجرين القادمين من القارة السمراء إلى أوروبا عابرين ليبيا الغنية بالنفط.

ونقلت عن شهود عيان محليين القول إن معظم المهاجرين يأتون من طريق الحدود السودانية، وهو طريق طالما كان من أخطر الطرق على المدنيين لكن الآن تتولى عصابات مسلحة منظمة تأمينه كممر يسلكه المهاجرون غير الشرعيين.

وأضاف الشهود أن المهاجرين يأتون في مطلع الربيع من كل عام حيث تكون أمواج البحر هادئة، في جماعات قادمة من إريتريا وإثيوبيا وجنوب السودان ودول أفريقيا التي مزقتها الحروب.

وأكدت الصحيفة أن الحرب الأهلية تركت ليبيا تعمّها الفوضى ويملؤها الفراغ الذي هيأ لما بات يعرف بتنظيم الدولة الإسلامية موطئ قدم في البلاد وأتى على الجهود الهزيلة التي كانت تسعى لوقف تدفق المهاجرين والمخدرات والأسلحة والمتطرفين إلى ليبيا عبر الصحراء.

ورصدت تقريرا أصدرته الأمم المتحدة في فبراير الماضي يقول إن نسبة 85 بالمائة من المهاجرين لعام 2014 البالغ عددهم 184167 ممن تم إنقاذهم في البحر، ركبوا البحر من قبالة الساحل الليبي.

وأوضحت أن العصابات المسلحة تعمل في شبكات صغيرة منظمة على تأمين طريق المهاجرين عبر الصحراء الوعرة المحفوفة بالمخاطر سواء من قطاع الطرق أم من الجهاديين، لا سيما في المنطقة الواقعة بين مدينتي “الكُفرة” و”سبها” في الجنوب الليبي.

وبحسب الشهود المحليين، فإن الراغب في الهجرة لأوروبا يدفع نحو 1200 دولار لعبور ليبيا، ويدفع مبلغا يتراوح بين 800 إلى 2000 دولار إضافية ليجد لنفسه مكانا على قارب في البحر.

وبحسب تقرير الأمم المتحدة فإن المهربين تمكنوا من جمع نحو 170 مليون دولار من هذا السبيل عام 2014 فقط.

يشار إلى أن ما يقارب 700 مهاجر غير شرعي غرقوا الاثنين الماضي قبالة السواحل اليونانية منطلقين من ليبيا.